البدء كان مفهوم ومصطلح التنويم مختلف حيث أعتقد (فرانتس ميزمير: طبيب نسماوي) أن هذه الظاهرة تتضمن انتقال تأثيرات مغناطيسية حيوانية عبر المرحلتين التاليتين: المرحلة الأولى: تمرير مغناطيس نحو جسم المريض , المرحلة الثانية: استخدام تمريرات من يده بدل من المغناطيس معتقدا بأن المغناطيسية الحيوانية موجودة في جسمه , وأن هذه المغناطيسية الحيوانية تنشط دورة المائع المغناطيسي في جسم المريض التي يكون قد أضعفها المرض , ومع مرور الزمن تغير مصطلح الظاهرة من مغناطيسية حيوانية إلى تنويم مغناطيسي.
ومن الجدير بالذكر أن التنويم له فائدة كبيرة في الطب حيث يقوم بالاشفاء من أمراض الحساسية , الصدفية , الثؤلول والسيطرة على الألم , بالإضافة للتغييرات التي يحدثها في درجة حرارة طبقات الجلد الخارجي , وتغييرات فيزيائية وفسيولوجية أخرى في الجسم , أخيرا , وبناءا على عالم التنويم الغامض , وحالات الوعي المتغايرة بظلامها , هل من المستغرب أن لاتحدد الجمعية الأمريكية للتنويم السريري a.s.o.c.h تعريف التنويم؟!).
وما يحاول بعض الناس أقناعنا به من أن التنويم هو الوصول بالمنوم الى المرحلة الثانية من مراحل النوم وووألخ , مما يوحي بوضوح أمر التنويم هو محاولة بائسة كما سيتضح أكثر.
وعند تبسيط الأمر فأن خبراء التنويم يقولون: أن الأنسان يمر في عدة مراحل
حتى يستغرق في نوم عميق , وأن التنويم المغناطيسي هو الوصول ألى حالة وسطى
بين الصحو الكامل وبين الاستغراق في النوم , وفي هذه الحالة يمكن للمعالج أن يستخرج من المريض خفايا لاشعورية تعين علىعلاجه.
ويقول آخر: التنويم المغناطيسي حالة نفسية يقبل فيها العقل الباطن الأيحاءات الموجهة في الوقت الذي يكون فيه العقل الواعي معطلا مع استمرار العقل الباطن مستيقظا دون أي ضرر ولايحدث دون أرادة الشخص.
ويقول آخر: التنويم المغناطيسى يستخدم الطاقات الكبيرة للعقل الباطن لأحداث نقلة, وتجربة التنويم شعور مريح واسترخاء وليست مرحلة نوم عميق ,
ولكن يكون الشخص فى مرحلة نشوة يسمع الأصوات ويشم الروائح ويدرك التحركات ويتحكم بتصرفاته فالتنويم ليس نوما بل حاله استرخاء تامة يكون فيها التركيز على الداخل. انتهى.
والذي يهمنا هنا أن نعلم أن للتنويم المغناطيسي دور كبير في علم البرمجة , اذ
يدخل في أكثر تطبيقاته , بل ان بعض المشهورين من المدربين ينتقد عدم التوسع في تدريب المتدربين بطريقة التنويم المغناطيسي , حيث يجعل من أسباب تدني
وانحسار التدريب أن (كثيرا ممن يدرب الـ nlp لا يستخدم التنويم الأيحائي
وهو بذلك يحاول حشر المعلومات في عقل المقابل بغض النظر عن مدى برمجة
المقابل على تطبيق ما يتعلمه , بل وطلب التسليم الكامل من المتدرب بدون أي نقاش للمعلومات) ولهذا يوصي ب (التخلص من سلبية مدارس
واتحاداته وان سميت بعالمية لأن أغلبها يدرس ( nlp) بالشكل القديم ل د.
ريتشرد باندلر وهو أسلوب تدريس المعلومات وليس عملية ادخال الأفكار لعقل
المتدرب Install strategies)) .
ويدعي المقتنعون بالتنويم افادته في التعليم والتربية وعلاج المشاكل النفسية والأمراض المستعصية والتخدير وأشياء كثيرة.
والذي غرهم في هذا كله ما سبق وأن ذكرناه في اعتمادهم على صدق التجربة في مشروعية هذه الوسائل.
ونسجل هنا الملاحظات التالية:
أولا: يكذب أو يخطئ أو يغالط من يقول ان التنويم المغناطيسي لا يؤثر في
إرادة المريض ويحد من ارادته بل الصحيح أن التنويم يفعل هذا , وان كان ليس
بالضرورة يكتمل تأثيره عند جميع الأشخاص , والا فان الأصل في التنويم أنه يحد
من إرادة وشعور المريض ويمكن المعالج من التأثير فيه سلبا وايجابا ,حتى ان
بعض المنومين استغلوا مرضاهم فسرقوهم , وقد نشرت جريدة الرياض حادثة
طريفة تدل على هذا.
(ثم يذكر المؤلف ـ في الهامش ـ قصة احتيال أخصائي التنويم المغناطيسي ستيفن هيمويتز على أحد الأثرياء)
والذي يزيدهم تناقضا أنهم يقولون ان الشخص المريض يكون في كامل التحكم في إرادته وأفعاله وأنه يعي ما يقال له ويستطيع أن يرفض ما لايريد , واذا كان الأمر كذلك فما الفرق بين حالة الصحو الكامل اذا وبين الحالة التي يصل اليها في حالة التنويم؟
¥