تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وَاخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي الْجِنّ , هَلْ أُرْسِلَ مِنْهُمْ إِلَيْهِمْ أَمْ لَا؟ فَقَالَ بَعْضهمْ: قَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ رُسُل كَمَا أُرْسِلَ إِلَى الْإِنْس مِنْهُمْ رُسُل. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ: 10817 - حَدَّثَنَا ابْن حُمَيْد , قَالَ: ثَنَا يَحْيَى بْن وَاضِح , قَالَ: ثَنَا عُبَيْد بْن سُلَيْمَان , قَالَ: سُئِلَ الضَّحَّاك عَنْ الْجِنّ: هَلْ كَانَ فِيهِمْ نَبِيّ قَبْل أَنْ يُبْعَث النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: أَلَمْ تَسْمَع إِلَى قَوْل اللَّه: {يَا مَعْشَر الْجِنّ وَالْإِنْس أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي} يَعْنِي بِذَلِكَ: رُسُلًا مِنْ الْإِنْس وَرُسُلًا مِنْ الْجِنّ؟ فَقَالُوا: بَلَى. وَقَالَ آخَرُونَ: لَمْ يُرْسَلْ مِنْهُمْ إِلَيْهِمْ رَسُول , وَلَمْ يَكُنْ لَهُ مِنْ الْجِنّ قَطُّ رَسُولٌ مُرْسَلٌ , وَإِنَّمَا الرُّسُل مِنْ الْإِنْس خَاصَّة. فَأَمَّا مِنْ الْجِنّ فَالنُّذُر. قَالُوا: وَإِنَّمَا قَالَ اللَّه: {أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُل مِنْكُمْ} وَالرُّسُل مِنْ أَحَد الْفَرِيقَيْنِ , كَمَا قَالَ: {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ} 55 19 ثُمَّ قَالَ: {يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤ وَالْمَرْجَان} 55 22 وَإِنَّمَا يَخْرُج اللُّؤْلُؤ وَالْمَرْجَان مِنْ الْمِلْح دُونَ الْعَذْب مِنْهُمَا ; وَإِنَّمَا مَعْنَى ذَلِكَ: يَخْرُج مِنْ بَعْضِهِمَا أَوْ مِنْ أَحَدهمَا. قَالَ: وَذَلِكَ كَقَوْلِ الْقَائِل لِجَمَاعَةِ أَدْؤُر إِنَّ فِي هَذِهِ الدُّورِ لَشَرًّا , وَإِنْ كَانَ الشَّرُّ فِي وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ , فَيُخْرِج الْخَبَر عَنْ جَمِيعِهِنَّ وَالْمُرَاد بِهِ الْخَبَر عَنْ بَعْضِهِنَّ , وَكَمَا يُقَال: أَكَلْت خُبْزًا وَلَبَنًا: إِذَا اِخْتَلَطَا ; وَلَوْ قِيلَ: أَكَلْت لَبَنًا , كَانَ الْكَلَام خَطَأ ; لِأَنَّ اللَّبَن يُشْرَب وَلَا يُؤْكَل. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ: 10818 - حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ: ثَنَا الْحُسَيْن , قَالَ: ثَنِي حَجَّاج , عَنْ اِبْن جُرَيْج , قَوْله: {يَا مَعْشَر الْجِنّ وَالْإِنْس أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُل مِنْكُمْ} قَالَ: جَمَعَهُمْ كَمَا جَمَعَ قَوْله: {وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَة تَلْبَسُونَهَا} 35 12 وَلَا يَخْرُج مِنْ الْأَنْهَار حِلْيَة. قَالَ اِبْن جُرَيْج. قَالَ اِبْن عَبَّاس: هُمْ الْجِنّ لَقَوْا قَوْمَهُمْ , وَهُمْ رُسُل إِلَى قَوْمِهِمْ. فَعَلَى قَوْل اِبْن عَبَّاس هَذَا , أَنَّ مِنْ الْجِنّ رُسُلًا لِلْإِنْسِ إِلَى قَوْمهمْ. فَتَأْوِيل الْآيَة عَلَى هَذَا التَّأْوِيل الَّذِي تَأَوَّلَهُ اِبْن عَبَّاس: أَلَمْ يَأْتِكُمْ أَيّهَا الْجِنّ وَالْإِنْس رُسُل مِنْكُمْ؟ فَأَمَّا رُسُل الْإِنْس , فَرُسُل مِنْ اللَّه إِلَيْهِمْ ; وَأَمَّا رُسُل الْجِنّ , فَرُسُل رُسُل اللَّه مِنْ بَنِي آدَم , وَهُمْ الَّذِينَ إِذْ سَمِعُوا الْقُرْآن وَلَّوْا إِلَى قَوْمهمْ مُنْذَرِينَ. وَأَمَّا الَّذِينَ قَالُوا بِقَوْلِ الضَّحَّاك , فَإِنَّهُمْ قَالُوا: إِنَّ اللَّه تَعَالَى ذِكْرُهُ أَخْبَرَ أَنَّ مِنْ الْجِنّ رُسُلًا أُرْسِلُوا إِلَيْهِمْ , كَمَا أَخْبَرَ أَنَّ مِنْ الْإِنْس رُسُلًا أُرْسِلُوا إِلَيْهِمْ. قَالُوا: وَلَوْ جَازَ أَنْ يَكُون خَبَره عَنْ رُسُل الْجِنّ بِمَعْنَى أَنَّهُمْ رُسُل الْإِنْس , جَازَ أَنْ يَكُون خَبَره عَنْ رُسُل الْإِنْس بِمَعْنَى أَنَّهُمْ رُسُل الْجِنّ. قَالُوا: وَفِي فَسَاد هَذَا الْمَعْنَى مَا يَدُلّ عَلَى أَنَّ الْخَبَرَيْنِ جَمِيعًا بِمَعْنَى الْخَبَر عَنْهُمْ أَنَّهُمْ رُسُل اللَّه ; لِأَنَّ ذَلِكَ هُوَ الْمَعْرُوف فِي الْخِطَاب دُون غَيْره.

انتهى.

كما يستفاد من قوله تعالى: {قَالُوا يَا قَوْمنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْد مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْن يَدَيْهِ} أنهم بلغتهم دعوة موسى عليه السلام وأن منهم من كان على شريعته قبل بعثة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم

ـ[محب المشايخ]ــــــــ[10 - 11 - 02, 06:51 م]ـ

أشكر كلا من الأخوين:حارث همام وأبو خالد على هذا المجهود الجبار وأسأل الله العظيم أن يجعله في ميزان حسناتكما.

آمين

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير