[مسألة تخزين القات]
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[15 - 02 - 06, 10:01 م]ـ
هل هناك كتابات في شأن ما يحدث بكثرة في اليمن من عملية تخزين القات
فهل تناول احد القضية وأصلها
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[15 - 02 - 06, 10:51 م]ـ
الشيخ حافظ حكمي رحمه الله له كتاب بعنوان " نصيحة الإخوان عن تعاطي القات والشمة والدخان ".
ـ[المقدادي]ــــــــ[15 - 02 - 06, 11:22 م]ـ
قال العلامة المصلح الشيخ محمد سالم البيحاني اليمني رحمه الله تعالى، في كتابه (إصلاح المجتمع) في شرح حديث نبوي عن الخمر والمسكرات:
(وهنا أجد مناسبة وفرصة سانحة للحديث عن القات والتنباك، والابتلاء بهما عندنا كثير، وهما من المصائب والأمراض الاجتماعية الفتاكة، وإن لم يكونا من المسكر، فضررهما قريب من ضرر الخمر والميسر، لما فيهما من ضياع المال، وذهاب الأوقات، والجناية على الصحة، وبهما يقع التشاغل عن الصلاة، وكثير من الواجبات المهمة؛ ولقائل أن يقول: هذا شيء سكت الله عنه، ولم يثبت على تحريمه والامتناع منه أي دليل، وإنما الحلال ما أحله الله، والحرام ما حرمه الله، وقد قال جل ذكره: " هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً " (البقرة: 29). وقال تعالى: "} قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوْحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ " (الأنعام: 145).الآية.
وصواب ما يقول هذا المدافع عن القات والتنباك، ولكنه مغالط في الأدلة، ومتغافل عن العمومات الدالة على وجوب الاحتفاظ بالمصالح، وحرمة الخبائث، والوقوع في شيء من المفاسد، ومعلوم من أمر القات أنه يؤثر على الصحة البدنية؛ فيحطم الأضراس، ويهيج الباسور، ويفسد المعدة، ويضعف شهية الأكل، ويدر السلاس - وهو الودي - وربما أهلك الصلب، وأضعف المنى، وأظهر الهزال، وسبب القبض المزمن، ومرض الكلى، وأولاد صاحب القات غالبًا يخرجون ضعاف البنية، صغار الأجسام، قصار القامة، قليلا دمهم، مصابين بعدة أمراض خبيثة.
إن رمت تعرف آفة الآفات فانظر إلى إدمان مضغ القات
القات قتل للمواهب والقوى ومولد للهم والحسرات
ما القات إلا فكرة مسمومة ترمى النفوس بأبشع النكبات
ينساب في الأحشاء داء فاتكًا ويعرض الأعصاب للصدمات
يذر العقول تتيه في أوهامها ويذيقها كأس الشقاء العاتي
ويميت في روح الشباب طموحه ويذيب كل عزيمة وثبات
يغتال عمر المرء مع أمواله ويريه ألوانا من النقمات
هو للإرادة والفتوة قاتل هو ماحق للأوجه النضرات
فإذا نظرت إلى وجوه هواته أبصرت فيها صفرة الأموات
وهذا مع ما يبذل أهله فيه من الأثمان المحتاج إليها، ولو أنهم صرفوها في الأغذية الطيبة وتربية أولادهم، أو تصدقوا بها في سبيل الله لكان خيرًا لهم، وصدق شاعرنا القائل:
عزمت على ترك التناول للقات
صيانة عرضي أن يضيع وأوقاتي
وقد كنت عن هذا المضر مدافعًا
زمانًا طويلاً رافعًا فيه أصواتي
فلما تبينت المضرة وانجلت
حقيقته بادرته بالمناواة
طبيعته اليبس الملم ببردة
أخا الموت كم أفنيت منا الكرامات
وقيمة شاري القات في أهل سوقه
كقيمة ما يعطيه من ثمن القات
وإنهم ليجتمعون على أكله من منتصف النهار إلى غروب الشمس، وربما استمر الاجتماع إلى منتصف الليل يأكلون الشجر، ويفرون أعراض الغائبين، ويخوضون في كل باطل، ويتكلمون فيما لا يعنيهم، ويزعم بعضهم أنه يستعين به على قيام الليل، وأنه قوت الصالحين، ويقولون: جاء به الخضر من جبل قاف للملك ذي القرنين، ويروون فيه من الحكايات والأقاصيص شيئًا كثيرًا، وربما رفع بعضهم عقيرته بقوله:
صفت وطابت بأكل القات أوقاتي
كله لما شئت من دنيا وآخرة
ودفع ضر وجلب للمسرات
ومن الشيوخ الذين قضى القات على أضراسهم من يدقه، ويطرب لسماع صوت المدق، ثم يلوكه ويمص ماءه، وقد يجففونه ثم يحملونه معهم في أسفارهم، وإذا رآهم من لا يعرف القات سخر بهم، وضحك منهم؛ وإن أحد المصريين ليقول في قصيدة يهجو بها اليمنيين:
أسارى القات لا تبغوا على من
يرى في القات طبًا غير شاف
أما التنباك وهو التبغ فضره أكبر، والمصيبة به أعظم، ولا يبعد أن يكون من الخبائث التي نهى الله عنها، ولو لم يكن فيه من الشر إلا ما تشهد به الأطباء لكان كافيًا في تجنبه، والابتعاد عنه، وقد أفرط جماعات من المسلمين في حكمه حتى جعلوه مثل الخمر، وحاربوه بكل وسيلة، وقالوا بفسق متعاطيه، كما أن آخرين قد بالغوا في استعماله إلى حد بعيد، وهو شجرة خبيثة دخلت بلاد المسلمين في حوالي سنة 1012 هـ، وانتشر في سائر البلاد واستعمله الخاصة والعامة؛ فمن الناس من يأخذه في لفائف السيجارة، ومنهم من يشعله في المشرعة، ومنهم من يشربه بالنار جيلة، وهى المدامة التي عم استعمالها سائر البلاد اليمنية، حتى أصبحت زينة المجالس وعروس البيوت، واستصحبها المدخنون في حضرهم وسفرهم، وأنشدوا لها، وفيها القصائد والمقطوعات الشعرية:
مدامتي نديمتي أنيستي في وحدتي
تقول في قرقارها يا صاح خذني بالتي
وأخبث من ذا وذاك من يمضغ التنباك، ويجمعه مطحونًا مع مواد أخرى، ثم يضعه بين شفتيه وأسنانه، ويسمى ذلك بالشمة، فيبصق متعاطيها حيث كان، بصاقًا تعافه النفوس ويتقذر به المكان، وربما لفظها من فيه كسلحة الديك في أنظف مكان، وللناس فيما يعشقون مذاهب! وبعضهم يستنشق التنباك بعد طحنه وهو (البردقان)، يصبه في أنفه صبًا يفسد به دماغه، ويجنى به على سمعه وبصره، ثم لا ينفك عاطسًا، ويتمخط بيده وفى منديله أو على الأرض وأمام الجالسين.
وأخبرني أحد أصدقائي أن قريبه الذي كان يستعمل البردقان لما مات مكث ثلاث ساعات، وأنفه يتصبب خبثًا! ولو اقتصر الناس على ما لابد منه للحياة لاستراحوا من التكاليف والنفقات الشاقة، ولما عرضوا أنفسهم لشيء من هذه الشرور، وأنا لا أقيس القات والتنباك بالخمر في التحريم، وما يترتب عليه من عقاب الآخرة، ولكن أقول هذا قريب من هذا، وكل مضر بصحة الإنسان في بدنه أو عقله أو ماله فهو حرام، والبر ما اطمأنت إليه النفس، واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في النفس، وتردد في الصدر، وإن أفتاك المفتون)