تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والدليل على ذلك ما ورد في الروايات الأخرى؛ ففي المسند عند أحمد ورجاله ثقات أنه قال: (فَقُلْتُ لَهُ: يَا نَبِيَ اللهِ إِنِّي رَجُلٌ طَبِيبٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ أَطِبَّاءَ فَأَرِنِي ظَهْرَكَ، فَإِنْ تَكُنْ سَلْعَةٌ أَبُطُّهَا، وَإِنْ تَكُنْ غَيْرَ ذَلِكَ أَخْبَرْتُكَ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ إِنْسَانٍ أَعْلَمَ بِجُرْحٍ أَوْ خُرَاجٍ مِنِّى، قَالَ: طَبِيبُهَا اللهُ) (5).

وفي رواية أخرى قال: (قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ وَلَمْ أَكُنْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ S فَخَرَجَ وَعَلَيْهِ ثَوْبَانِ أَخْضَرَانِ فَقُلْتُ لاِبْنِى: هَذَا وَاللهِ رَسُولُ اللهِ S ، فَجَعَلَ ابْنِي يَرْتَعِدُ هَيْبَةً لِرَسُولِ اللهِ S فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي رَجُلٌ طَبِيبٌ، وَإِنَّ أَبِي كَانَ طَبِيباً وَإِنَّا أَهْلُ بَيْتِ طِبٍّ، وَاللهِ مَا يَخْفَى عَلَيْنَا مِنَ الْجَسَدِ عِرْقٌ وَلاَ عَظْمٌ؛ فَأَرِنِي هَذِهِ التِي عَلَى كَتِفِكَ، فَإِنْ كَانَتْ سَلْعَةً قَطَعْتُهَا ثُمَّ دَاوَيْتُهَا، قَالَ: لاَ، طَبِيبُهَا اللهُ) (6).

وورد عند الطبراني أنه قال: (فَنَظَرْتُ فَإِذَا في نُغْضِ كَتِفِهِ مِثْلُ بَعْرَةِ الْبَعِيرِ أَوْ بَيْضَةِ الْحَمَامَةِ، فَقُلْتُ: أَلاَ أُدَاوِيكَ مِنْهَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَإِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ نُطَبِّبُ فَقَالَ: يُدَاوِيهَا الذي وَضَعَهَا) (7).

وروى الطبراني وأحمد اللفظ له: (خَرَجْتُ مَعَ أَبِى حَتَّى أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ S فَرَأَيْتُ بِرَأْسِهِ رَدْعَ حِنَّاءٍ، وَرَأَيْتُ عَلَى كَتِفِهِ مِثْلَ التُّفَّاحَةِ، قَالَ أَبِى: إِنِّي طَبِيبٌ أَلاَ أَبُطُّهَا لكَ؟ قَالَ: طَبِيبُهَا الذي خَلَقَهَا) (8).

أما الرواية التي روت عن مجاهد وفيها: (الطبيب الله ولعلك ترفق بأشياء تخرق بها غيرك)، فهي رواية مرسلة عن مجاهد وقد ضعفها الشيخ الألباني (9).

ومن الطب بمعنى السحر والإمراض ما ورد عند البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (سُحِرَ النَّبِيُ S حَتَّى كَانَ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَفْعَلُ الشَّيءَ وَمَا يَفْعَلُهُ حَتَّى كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ دَعَا وَدَعَا، ثُمَّ قَالَ: أَشَعَرْتِ أَنَّ اللَّهَ أَفْتَانِي فِيمَا فِيهِ شِفَائِي أَتَانِي رَجُلاَنِ، فَقَعَدَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِي وَالآخَرُ عِنْدَ رِجْلَي، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلآخَرِ: مَا وَجَعُ الرَّجُلِ؟ قَالَ: مَطْبُوبٌ. قَالَ: وَمَنْ طَبَّهُ؟ قَالَ: لَبِيدُ بْنُ الأَعْصَمِ، قَالَ: فِي مَاذَا؟ قَالَ: فِي مُشُطٍ وَمُشَاقَةٍ وَجُفِّ طَلْعَةٍ ذَكَرٍ، قَالَ: فَأَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: فِي بِئْرِ ذَرْوَانَ، فَخَرَجَ إِلَيْهَا النَّبِي S ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ لِعَائِشَةَ حِينَ رَجَعَ: نَخْلُهَا كَأَنَّهَا رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ، فَقُلْتُ: اسْتَخْرَجْتَهُ؟ فَقَالَ: لاَ، أَمَّا أَنَا فَقَدْ شَفَانِي اللَّهُ، وَخَشِيتُ أَنْ يُثِيرَ ذَلِكَ عَلَى النَّاسِ شَرًّا، ثُمَّ دُفِنَتِ الْبِئْرُ) (10).

فالطبيب معناه عند التجرد منقسم إلى كمال ونقص، ولا يذكر في حق الله إلا مقيدا بموضع الكمال فقط، بخلاف الشافي فإن معناه مطلق في الكمال، ولذلك لم يقل النبي في الحديث: أما أنا فقد طببني الله، ولكنه قال: أَمَّا أَنَا فَقَدْ شَفَانِي اللَّهُ.

وقال المناوي: (وليس الطبيب بموجود في أسماء الله تعالى، فإن قيل يجوز إطلاقه عليه تعالى فيقال: يا طبيب عملا بهذا الخبر، قلنا: لا، لأنه حديث ضعيف، وقد شرطوا لجواز الإطلاق صحة الحديث كما مر، وبفرض صحته فهو ممنوع لأنه وقع كما قال الطيبي مقابلا لقوله: أنا طبيب مشاكلة وطباقا للجواب على السؤال) (11)


1. صاحب كتاب " أسماء الله الحسنى الثابته في الكتاب والسنة" و موقع " http://www.asmaullah.com/ "
2. لسان العرب 1/ 554.
3. أبو داود في الترجل، باب في الخضاب 4/ 86 (4207)، وصحيح أبي داود (3544).
4. عون المعبود 11/ 175.
5. مسند الإمام أحمد 2/ 227 (7111).
6. السابق 2/ 228 (7118).
7. المعجم الكبير 22/ 278 (713)، وطبقات ابن سعد ا/427، والسابق 2/ 226 (7108).
8. السابق 22/ 280 (718)، ومسند الإمام أحمد 4/ 163.
9. ضعيف الجامع (3656)
10. البخاري في بدء الخلق، باب صفة إبليس وجنوده 3/ 1192 (3095).
11. فيض القدير شرح الجامع الصغير 4/ 289.

ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[19 - 02 - 06, 08:06 م]ـ
الفاضلان: أبو شعبة الأثري ((بالمناسبة اسمك مريح نفسياً)) , ابو مقاتل المصري, نتابع هنا

ـ[أبو المنذر إيهاب أحمد]ــــــــ[19 - 02 - 06, 10:18 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأخ/أبو عمر الطباطبي

بارك الله فيك

قال أبو عمر:
فالرفق الرفق وما منا أحد إلا وهو يعلم أشياء ويجهل أخرى

قال أبو مقاتل: صدقت أخي بارك الله فيك
لكن ما دفعني دفعاً لشدة الرد (وأنا لا أتملص من الاعتذار عن جفوتي)، أن أحد الاخوة حفظه الله، قد بادر لعدم سابق دراية بآثار صحيحة إلى ردها والقول باحتمال سقمها ليس لشيء إلا لكونه لا يعرفها.

بارك الله فيكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أبو مقاتل المصري
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير