أقول: إن من يقبل هذا الكلام يرضى أن تسيطر البهيميّة المشتركة بين الحيوان و الانسان على 095/ 0 من سلوكه و فعالياته.
و كيف يقولون:عنده الحلول الكثيرة و الأجوبة المتنوعة والطرق العديدة و الخبرات الهائلة و الوسائل الوافرة ثم هو- بزعمهم ـ غيرمنطقي و غير موضوعي و لا يربط الأسباب بالنتائج ثم ما قيمة المعلومات إذا اختلط صحيحها بسقيمها و قويها بضعيفها و هل يزيدهم ذلك إلا تيهاً و ضياعا ً؟
ـ من صفات الكمال لهذا العقل المزعوم:
1 ـ يتعامل مع كل شيء بآن واحد " قدرة فائقة ".
2ـ غير محدود: مليارات المعلومات في آن واحد " علم مطلق ".
3ـ لا يتعب ولا يكلّ ولا يملّ " قدرة و تحمّل غير محدودين ".
4ـ عنده الحلول الكثيرة و الأجوبة المتنوعة و الطرق المتعددة " العلم الغزير ".
5ـ يشبه مارد علاء الدين " قدرة فائقة ".
من صفات البهيمية لهذا العقل المزعوم:
1ـ غير منطقي , غير موضوعي , لا يربط الأسباب بالنتائج.
2ـ لا يميز بين الخطأ والصواب , لا يميز بين الخير والشر.
3ـ يقبل كل شئ ولا يرفض شيئاً " و بهذه الصفة انحط عن البهيمية ".
أقول: لا تعليق، إذ لا يمكن أن يجمع هذه المتناقضات كائنٌ ما إلا إن كان خرافياً وفي عقول المجانين .....
ولا أريد من القارئ الكريم أن يظن أنني أنفي وجود العقل الباطن، فمعجمنا اللغوي يعج بألفاظ النفس وخباياها والعقل والقلب والفؤاد، وبذلك نحن نقول بوجود العقل الباطن وساحة اللاشعور؛ ولكن هذا شيء، و ما ناقشتُه من وجود عقل لا واع ٍ مزعوم شيء آخر، فطريقتهم في إثبات صفاته آتية من] وحدة المتناقضات [التي نراها فرضية تافهة ولا تستحق الرد إذ زعم أصحابها وجود الكون المضاد نتيجة وجود الكون، والمادة المضادة نتيجة وجود المادة، وكذلك العقل اللاواعي نتيجة وجود العقل الواعي وسلكوا نفس الطريق في إثبات صفاته، فوضعوا كلمة لا قبل صفات العقل الواعي وزادوا ما رأوه مناسباً دون دليل. ونراهم بعد إيهام المتلقّين بوجوده يدّعون أنهم سوف يدخلون إليه ويجعلونهم يخزنون المعلومات فيه ويخاطبون عقولهم اللاواعية وقد زعم بعض المدربين أن فريق كرة السلة الذي جلس دون تدريب وأغمض عينيه وأخذ يسرح في الخيال بأنه يلعب ويفوز كانت نتائجه فيما بعد أفضل من الفريق الذي كان يتدرب حقيقة!!! وهذا مدخل للكسل فالإنسان يميل بطبعه إلى الهدوء والدعة ولا يسلك العمل القاسي الموصل إلى الهدف إذا كان الخيال الخصب يعطيه فائدة أكبر؛ ومن يسلك الطريق الوعرة وعنده الطريق السهلة والحل السريع والنجاح الباهر الذي لا نعيشه إلا في تهويمات الخيال؟
شهادات غربيّة للبرمجة اللغوية العصبية
يقول " ودسمول " أحد مدربي البرمجة اللغوية العصبية: ((ليس في البرمجة شيء جديد)) ويقول عالم النفس السر يري بجامعة شفيلد البريطاني الدكتور مايكل هيب: ((إن البرمجة اللغوية العصبية تفتقر إلى الأدلة الموضوعية لإثبات ادعاءاتها وإن البحث التجريبي المقدم في هذه البحوث أخفق في دعم فرضياتها)) ..
وقال الدكتور رشلي كرابو أستاذ علم النفس بجامعة يوتا بأمريكا: ((لقد وجهنا للبرمجة اللغوية غاية الاهتمام وعندما حوكم مؤسس هذا العلم باندلر في قضايا القتل وترويج المخدرات والقوادة ألقينا به وبعلمه في المغطس))
وأهم هذه الشهادات في رأيي هو التقرير الثالث عام/ 1994 /الذي قدّمه مركز بحوث الجيش الأمريكي وتراجع الجيش عن اعتماد الـ NLP لتحسين الأداء البشري وفيه يقول الدكتور روبرت كارول أستاذ الفلسفة والتفكير الناقد بجامعة ساكر منتوا: ((مع أني لا أشك أن أعداداً من الناس قد استفادوا من جلسات الـ NLP فإن هناك العديد من الافتراضات الخاطئة والافتراضات التي عليها تساؤلات عن القاعدة التي بنيت عليها الـ NLP فقناعاتهم عن اللاوعي والتنويم والتأثير في الناس بمخاطبة عقولهم شبه الواعية لا أساس لها وكل الأدلة العلمية الموجودة عن هذه الأشياء تظهر أن ادعاءات الـ NLP غير صحيحة)).
الخلاصة
إن الظروف التي تعيشها أمتنا في الوقت الراهن تجعلنا ننظر إلى كل وافدٍ جديد بعين الحذر والتمحيص وبعد تقييمه والبحث فيه نجعله في مكانه المناسب ونتخذ الموقف المناسب منه، ونحلل دوافع مستقدميه لنعلم هل النيّات بريئة باستقدامه، أم هناك مخطط خبيث وراء ذلك.
¥