[دوران الأرض ودوران الشمس حول الأرض]
ـ[خالد المغناوي]ــــــــ[17 - 02 - 06, 05:28 م]ـ
سئل فضيلة الشيخ العثيمين: عن دوران الأرض؟ ودوران الشمس حول الأرض؟ وما توجيهكم لمن أسند إليه تدريس مادة الجغرافيا وفيها أن تعاقب الليل والنهار بسبب دوران الأرض حول الشمس؟
فأجاب فضيلته بقوله: خلاصة رأينا حول دوران الأرض أنه من الأمور التي لم يرد فيها نفي ولا إثبات لا في الكتاب ولا في السنة، وذلك لأن قوله تعالى: {وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ}. ليس بصريح في دورانها، وإن كان بعض الناس قد استدل بها عليه محتجاً بأن قوله: {أَن تَمِيدَ بِكُمْ}. يدل على أن للأرض حركة، لولا هذه الرواسي لاضطربت بمن عليها.
وقوله: {اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَاراً}. ليس بصريح في انتفاء دورانها، لأنها إذا كانت محفوظة من الميدان في دورانها بما ألقى الله فيها من الرواسي صارت قراراً وإن كانت تدور.
أما رأينا حول دوران الشمس على الأرض الذي يحصل به تعاقب الليل والنهار، فإننا مستمسكون بظاهر الكتاب والسنة من أن الشمس تدور على الأرض دوراناً يحصل به تعاقب الليل والنهار، حتى يقوم دليل قطعي يكون لنا حجة بصرف ظاهر الكتاب والسنة إليه - وأنى ذلك - فالواجب على المؤمن أن يستمسك بظاهر القرآن الكريم والسنة في هذه الأمور وغيرها.
ومن الأدلة على أن الشمس تدور على الأرض دوراناً يحصل به تعاقب الليل والنهار، قوله تعالى: {وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ}. فهذه أربعة أفعال أسندت إلى الشمس (طلعت)، (تزاور)، (غربت)، (تقرضهم). ولو كان تعاقب الليل والنهار بدوران الأرض لقال: وترى الشمس إذا تبين سطح الأرض إليها تزاور كهفهم عنها أو نحو ذلك، وثبت عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال: لأبي ذر حين غربت الشمس: " أتدري أين تذهب؟ " فقال: الله ورسوله أعلم. قال: " فإنها تذهب وتسجد تحت العرش وتستأذن فيؤذن لها، وإنها تستأذن فلا يؤذن لها ويقال:ارجعي من حيث جئت، فتطلع من مغربها " ففي هذا إسناد الذهاب والرجوع والطلوع إليها وهو ظاهر في أن الليل والنهار يكون بدوران الشمس على الأرض.
وأما ما ذكره علماء الفلك العصريون، فإنه لم يصل عندنا إلى حدّ اليقين فلا ندع من أجله ظاهر كتاب ربّنا وسنة نبينا.
ونقول لمن أسند إليه تدريس مادة الجغرافيا: يبين للطلبة أن القرآن الكريم والسنة كلاهما يدل بظاهره على أن تعاقب الليل والنهار، إنما يكون بدوران الشمس على الأرض لا بالعكس.
فإذا قال الطالب: أيهما نأخذ به أظاهر الكتاب والسنة أم ما يدعيه هؤلاء الذين يزعمون أن هذه من الأمور اليقينيات؟
فجوابه: أنا نأخذ بظاهر الكتاب والسنة، لأن القرآن الكريم كلام الله تعالى الذي هو خالق الكون كله، والعالم بكل ما فيه من أعيان وأحوال، وحركة وسكون، وكلامه تعالى أصدق الكلام وأبينه، وهو سبحانه أنزل الكتاب تبياناً لكل شيء، وأخبر سبحانه أنه يبين لعباده لئلا يضلوا، وأما السنة فهي كلام رسول رب العالمين، وهو أعلم الخلق بأحكام ربه وأفعاله، ولا ينطق بمثل هذه الأمور إلا بوحي من الله عز وجل لأنه لا مجال لتلقيها من غير الوحي وفي ظني والله أعلم أنه سيجيىء الوقت الذي تتحطم فيه فكرة علماء الفلك العصريين كما تحطمت فكرة داروين حول نشأة الإنسان.
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[17 - 02 - 06, 05:46 م]ـ
جزاكم الله خيراً أخي الكريم / خالد.
على ما تتحفنا به من موضوعات وأطروحات.
ـ[خالد المغناوي]ــــــــ[17 - 02 - 06, 09:46 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيك لا تشكرني علي امر واجب وجزاك الله خيرا ياخي
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[18 - 02 - 06, 03:46 ص]ـ
غفر الله للشيخ ابن عثيمين, والتصور الذهني للحقائق عسر جداً, ولايختص به أناس دون أناس.
الأرض قطعاً تدور حول الشمس, وحول نفسها والقمر يدور حول الأرض, وبدوران الأرض ودورانه حول الأرض فإن منظموتها تدور حول الشمس, والشمس متحركة.
فهمت من هذه الفتوى أن هناك دليل عند الشيخ ابن عثيمين رحمه الله, حيث ذكر: أما رأينا حول دوران الشمس على الأرض الذي يحصل به تعاقب الليل والنهار، فإننا مستمسكون بظاهر الكتاب والسنة من أن الشمس تدور على الأرض دوراناً يحصل به تعاقب الليل والنهار، حتى يقوم دليل قطعي يكون لنا حجة بصرف ظاهر الكتاب والسنة إليه - وأنى ذلك - فالواجب على المؤمن أن يستمسك بظاهر القرآن الكريم والسنة في هذه الأمور وغيرها.
وسؤالي ماهو ظاهر الكتاب والسنة الذي أخذ منه هذا الفهم؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - 02 - 06, 05:03 ص]ـ
وسؤالي ماهو ظاهر الكتاب والسنة الذي أخذ منه هذا الفهم؟
بارك الله فيكم وأحسن إليكم
الظاهر الذي احتج به الشيخ هو قوله تعالى: {وترى الشمس إذا طلعت ... وإذا غربت} وهو مذكور في كلامه المنقول هنا.
ولكن ..........
لا دلالة فيه على ما قال.
والاحتجاج به على المطلوب فيه نظر واضح، لأن نسبة الفعل لغير الفاعل مشهورة جدا في كلام العرب، فلا يعترض بها على المعلوم بضرورة الحس، فالعرب تقول: مات فلان، وهلك فلان .. إلخ.
وقد قرر العلماء ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في درء التعارض وغيره أنه لا يمكن أن يحدث تعارض بين عقل صريح ونص صحيح، فإما أن يكون الدليل العقلي منقوضا، وإما أن يكون الدليل النقلي باطلا أو مؤولا.
ومعلوم أن النص إذا خالف الواقع المعلوم بالقطع يجب تأويله إن صح.
وربما يكون عذر الشيخ رحمه الله أنه لم ينقل له هذا الأمر بطريق القطع، فخفي عليه مأخذه، والله أعلم.
ويذكرني هذا الأمر بما ذكره القرطبي في تفسيره من أن أهل الملل جميعا مسلمين ونصارى ويهودا مجمعون على أن الأرض مسطحة وليست كرة!!!!
قلت: سبحان الله، هذه مسألة علمية من علوم الفلك لا مدخل لها في مباحث الإجماع الشرعي.
فكأنك قلت: أجمع العلماء على أن جُدَّة ليست من مدن المملكة!!!
رحم الله فضيلة الشيخ العثيمين رحمة واسعة، وأدخله فسيح جناته
¥