فكيف نعدل علي هذا ونذهب الي اختلاقات واكذوبات وهذا الذي شك فيه حتي بعض علماء الفلك في هذا العصر
أثبت هذا, أم انها من منازلهم.
الا بدليل حسي او فطري او شرعي بعيدا علي الدليل العقلي لانه ليس دليلا مستقل اما يكون تابعا الي الدليل الحسي او الي الدليل الفطري
كلام غامض, والركون للدليل الحسي هو سنة ومنهج زينون السيشومي زعيم الفلسفة الرواقية, وعلى هذا فانت متوافق حتى الآن مع ارسطوا وابن سيناء وزينون.
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[06 - 03 - 06, 08:51 ص]ـ
أما مسألة دوران الأرض حول الشمس فهي من المسائل التي أخطأ فيها المشايخ خطأ بينا و مرد خطأهم الى انهم ظنوا ان دوران الأرض حول الشمس يستلزم ثبات الشمس وهو غير لازم فالشمس تجري كما هو مقرر بالأدلة القطعية من علم الفلك بل ان أدلة دورانها حول الشمس مقرر بحسابات بديهية دون الحاجة الى اخبار الكافر و لهذا قررالأمر علماء الفلك المسلمين في القرن الثامن اعتمادا فقط على بعض الحسابات البسيطة و البديهية كحساب المثلثات وعملهم في ذلك مشهور قام به علماء مرصد مراغة الذي انشأه الرافضي الطوسي و على رأسهم ابن الشاطر ثم جاء بعدهم كوبرنيكوس فلم يعد أن سرق رسوماتهم و تحليلاتهم حرفيا و نسبها الى نفسه
أما النصوص فلا داعي لتاويلها فهي بمنطوقها ان فهم بمقتضى لغة العرب لا تمنع دوران الرض حول الشمس
و الله اعلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
لا قطع لأهل الفلك هنا. ولو زعموا ذلك للزم الرد عليهم بما يستحقون. ولا يصح أن نتسرع بتخطئة المشايخ لمجرد مخالفتهم كلاماً لا يقطع به شرع ولا عقل ولا حس.
وبيان عدم قطعية العقل ولا الحس هنا أن نقول أن الحركة إما نسبية أومطلقة. أما النسبية فهي حدوث تغير في المسافة بين شيئين, فتنسب الحركة إلى أحدهما. وأما المطلقة فهي ما كان يتحرك حقيقة دون اعتبار ما يحيطه. وما نستطيع إثباته هو النوع الأول, أما الثاني فإثباته صعب بمجرد الدلالة الحسية والعقلية. حيث أن اعتبار الحركة المطلقة قد يتغير بتغير المنظور وإدراك الأبعاد.
على سبيل المثال, لو جلس رجل في سيارة تتحرك لأدرك الحركة بنظرة إلى صورة الطريق التي تتغير (لنُلغ مؤقتاً بقية الحواس, وما ينطبق على البصر ينطبق على غيره). ولو جلس فيما يسمى بالمُحاكي ( simulator) وهو جهاز يحاكي الحركة الحقيقية, وقد يكون على شكل سيارة إلا أنه ثابت على الأرض وله شاشات عرض تعرض صورة للطريق المتحرك بدلاً من نوافذ السيارة ويحاكي الاهتزازات التي تصدر نتيجة للحركة, ألن يظن (بدلالة النظر) أنه يتحرك؟ فهل الحس هنا قطعي أم ظني في دلالته على الحركة؟
فإن جئنا نناقش أهل الفلك بالدليل العقلي والحسي فقط فلا يستطيعون أن يقطعوا بشيء. فنقول لأحدهم أنك من منظورك على الأرض ترى أن الشمس تدور حولك, ولا تسطيع بذلك فقط إثبات الحركة المطلقة للأرض ولا للشمس. فإذا خرجت إلى الفضاء الخارجي, رأيت الأرض هي التي تدور حول الشمس في حركة أكثر تعقيداً من تلك التي تخيلتها. فالأرض تراها تدور حول محورها فينتج عن ذلك تعاقب الليل والنهار, وتدور حول الشمس فينتج عن ذلك تعاقب الصيف والشتاء. ولكن لاحظ هنا أنك جزء من منظومة أكبر وهي مجرة درب التبانة (أو اللبانة, على قولين) والتي يدور النظام الشمسي وغيره حول مركزها. فما يدريك أنك لو خرجت خارج المجرة ونظرت لا تجد الحركة أكثر تعقيداً وأن الأرض هي الثابتة ولا تدور لا حول نفسها ولا حول الشمس ولا حول مركز المجرة وأن كل ما حولها هو الذي يدور حولها؟ وهذا لم يحدث حتى الآن حيث أن الإنسان لم يخرج بعد خارج النظام الشمسي أصلاً! فكل ما توصل إلي الفلك فهو مبني على ما عندهم من مشاهدات بالإضافة إلى الحساب. وهذه المشاهدات ظنية فما ينبني عليها ظني بالتبعية.
فالإثبات المطلق يحتاج إلى أكثر من مجرد الحس والعقل, ولا ينبغي أن نخطئ العلماء لمجرد مخالفتهم ظنيات تربينا عليها وهي خاضعة دائماً للتغير حسب ما يكتشف في كل زمان. فأرجو عدم التسرع.
والأمر فيه تفصيل أكثر لكني لا أرى فائدة كبيرة منه. فنقول إن قول العثيمين (جمعنا الله وإياه في الفردوس الأعلى) ليس بخطأ أصلاً فضلاً عن أن يكون بيِّن الخطأ. فقوله رحمه الله "فإننا مستمسكون بظاهر الكتاب والسنة من أن الشمس تدور على الأرض دوراناً يحصل به تعاقب الليل والنهار، حتى يقوم دليل قطعي يكون لنا حجة بصرف ظاهر الكتاب والسنة إليه" هو مبني على أصل أهل السنة في الاستمساك بظاهر النصوص حتى يأتي دليل قطعي على صرفها عنه وقد بينت أنه لا دليل قطعي حتى الآن.
وأما فيما يتعلق بالجملة الأخيرة فلا شك أنهم أعلم بلغة العرب وبدلالة النصوص بالإضافة أنهم هم الذين أخذوا بمنطوقها ولم يؤولوها كما زعمت.
والله أعلم.
إن أصبت فمن الله وحده وإن من خطأ أو نقص أو تقصير فمن نفسي ومن الشيطان. فأسأل الله عفوه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
¥