تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[07 - 03 - 06, 08:37 ص]ـ

أخي الحبيب أبو داووود

قلتم " وبيان عدم قطعية العقل ولا الحس هنا أن نقول أن الحركة إما نسبية أومطلقة. أما النسبية فهي حدوث تغير في المسافة بين شيئين, فتنسب الحركة إلى أحدهما. وأما المطلقة فهي ما كان يتحرك حقيقة دون اعتبار ما يحيطه. وما نستطيع إثباته هو النوع الأول, أما الثاني فإثباته صعب بمجرد الدلالة الحسية والعقلية. حيث أن اعتبار الحركة المطلقة قد يتغير بتغير المنظور وإدراك الأبعاد"

و هذا حق فماهية الحركة المطلقة ناقشها الرياضيون و الفلاسفة الاغريق قديما ثم انتقلت الى اهل الاسلام فناقشها النظام و الجاحظ وغيرهما و اقوالهما في ذلك معروفة كما ناقشها ابن رشد في شروحه المتوسطة و الكبرى على رسائل أرسطو و ناقش الجميع شيخ الاسلام في بعض رسائله ثم انتقل النقاش الى المعاصرين من فيزيائيي علم الفلك و أدى الأمر باينشتاين الى أن جزم بان الكون كله ثابث ونتج عن ذلك قوله بالثابث الكوني ثم لما اطلع على بحوث هابل أعلن أن الثابث الكوني هو أكبر خطأ قال به ثم جاء معاصرون الآن بدؤوا بالتاكيد أن الثابث الكوني قد لا يكون خاطئا تماما و المسألة ما زالت في أخذ و رد

و لكن اخي لم تلاحظ أن قضيتتنا هنا لا تندرج في ماهية الحركة المطلقة بل تندرج في القسم الأول أي الحركة النسبية فهنا نتكلم عن مسألة تتوافر فيها نقطة المرجع النسبية كما يسميها علماء الرياضيات يوضحها أننا نعرف قطعا أنه لا يمكن أن تكون الأرض تدور حول الشمس و الشمس تدور حولها في الآن نفسه بخلاف مثلا لو قلنا هل الأرض تجري أم ان الشمس هي التي تجري فهنا ليس لدينا مرجع فيمكن ان يصح القولان و تدخل القضية في القسم الثاني الذي ذكرته فلو كانت المسألة المنكرة مثلا هي قول علماء الفلك بتوسع الكون مثلا لكان قولك صحيحا لأنها تندرج لحد الان في القسم الثاني الذي ذكرتموه لانعدام المرجعية

أما هنا فالقضية ثابثة بالقطع لأن القياس الذي ثبثث به مواده قطعية من جنس القياس الذي ثبثت به كروية الأرض و لاحاجة للخروج من الأرض او تصديق خبر الكافر فقد أثبث القضية علماء مسلمون بحسابات بسيطة تعتمد على قواعد قطعية في علم الرياضيات كعلم المثلثات و غيرها و ان كانت المسألة لاتستوجب النكير على الموافق و المخالف لا تعني أن المسألة ظنية دائما فالعلماء الذين اشترطوا هذا الشرط انما اشترطوه في مسائل الدين الدقيقة و ليس فس مسائل الدنيا و العلماء لم يعطوا العصمة لأنفسهم و كم من عالم سد الأفق بعلمه و أخطا أخطاء يعرفها المبتدؤون في العلوم و منزلتهم بعد كل ذلك محفوظة و الا أغلق باب العلم و البحث و قد نبه الى ذلك الشيخ الامام الشوكاني في كتاب عن الاجتهاد نصح الطالب أن لا يقبل قول أستاذه و شيخه مهما بلغ من العلم ان تبين له الخطأ فيه و ان لايمنعه من ذلك ما يعرفه من منزلة شيخه و ما يكنه له من الاجلال و قص في ذلك قصة و قعت له مع أحد المشايخ و الله تعالى أعلم

ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[08 - 03 - 06, 09:34 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,

بارك الله فيك يا أخي الحبيب, لكن هنا نكت:

و ناقش الجميع شيخ الاسلام في بعض رسائله

أرجو الإحالة على مواضع كلام شيخ الإسلام -إن توفرت لديك بغير إضاعة لوقتك- للمراجعة

و لكن اخي لم تلاحظ أن قضيتتنا هنا لا تندرج في ماهية الحركة المطلقة بل تندرج في القسم الأول أي الحركة النسبية فهنا نتكلم عن مسألة تتوافر فيها نقطة المرجع النسبية كما يسميها علماء الرياضيات

ما هي؟ هل هي الأرض أم الشمس أم مركز المجرة أم ماذا؟ ثم لماذا افترضت توافرها؟ هي قد تكون عند أهل الفلك شيء وعند غيرهم شيء آخر, {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا}. بل إن هذا يعدنا إلى قولي بأنا إذا افترضنا أن نقطة المرجعية النسبية هي مركز الأرض لصار ذلك حجة لمن قال بدوران الشمس حول الأرض. وحتى إن لم نقل هذا, فمجرد إقرار الاختلاف في تلك النقطة إقرار بنسبية المسألة فنرجع إلى القول الأول.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير