تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وبعد فهذه أخي مسألة عزيزة لي فيها ملحظان أو قل لفتتان الأولى مسألة كثرة المزاح وكراهته وهذه مسألة لا يسلم بها فقد ورد في اثر الحارث بن جزء رضي الله عنه أنه قال ((لم يكن أحد أكثر مزاحا من رسول الله صلى الله عليه وسلم) والحديث صحيح

ولذلك يحسن أن يقال أن المزاح هو من باب المباح الذي إذا اقترن بنية صالحة أصبح قربة وطاعة يؤجر عليها العبد ومن المعلوم ان الإيمان يزيد بالطاعة كأن يقصد التحبب إلى إخوانه والتنفيس عنهم طبعامع مراعات الجوانب الشرعية كعدم الإتيان بالمفضول في وقت الأفضل ونحو ذلك

أما مسألة هل المزاح والتنكيت بما يعلم السامع أنه ليس من الحقيقة ابتداء هل ذلك من الكذب أم لا؟ فمن رجع إلى تعريف الكذب عند أهل اللسان واللغة وأهل العلم والدراية وجد أن مدار تعريفاتهم للكذب على أمرين الأول: أنه قول غير الحق والحقيقة والثاني: إيهام السامع بأن هذا المقول هو الحق والحقيقة.

وكما ترى فأن الأمر الآخر لا ينطبق على ماذكرت فلا يكون من الكذب، ولنا أن نستشهد ببعض الآثار كحديث أنس رضي الله عنه في قصة زاهر مع النبي صلى الله عليه وسلم عندما أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبيع متاعا له فاحتضنه من خلفه وقال صلى الله عليه وسلم ((من يشتري العبد فقال رضي الله عنه إذن يا رسول الله تجدني كاسدا فقال ولكنك عند الله لست بكاسد)) أما قوله صلى الله عليه وسلم العبد فهذا حق جلي فكلنا عبد لكن هل كان محمد صلى الله عليه وسلم يريد بيعه على وجه الحقيقة وهل كان الحاضرون سيضنون أنه عبد عرض للبيع الجواب لا فلعل هذا من هذا الصنف المباح وأيضا في الحديث الآخر وهذا لا يحضرني تخريجه لكن لعلي أرسله لاحقا إذا اجتمعت بكتبي وفيه أن أعرابيا قدم على النبي صلى الله عليه وسلم على ذلول وبينما هو مع النبي صلى الله عليه وسلم أوعز حمزة رضي الله عنه إلى أحد من عرف بالطرفة من الصحابة أن يذبحها ليأكلوها ويغرمها عنهم رسول الله ففعل الرجل ثم هاب فخرج واختبأ في حفرة وعنده المقداد رضي الله عنه وقال للمقداد لاتخبر أحدا عني وعندما راى الأعرابي ذلوله قد نحرت صرخ فأخبرحمزة رسول الله صلى الله عليه وسلم بناحرها فطلبه فسأل المقداد عنه فقال لا أعرف أين هو وأشار بيده إلى الحفرة فضحك النبي صلى الله عليه وسلم)) وهذه القصة من روائع صور التآلف بين النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الشاهد منها قول المقداد (لا أعرف أين هو) فلم يرد ان النبي صلى الله عليه وسلم انكر عليه ولم يكن صلى الله عليه وسلم ليترك مقام البيان عند الحاجة إليه فلعل الكلام بغير الحقيقة مع علم السامع انه ليس كذلك ليس بالكذب والله أعلم

قال سفيان الثوري: طالب علم لا يعمل به كآخذ لقمة ثم يلقيها وراء ظهره

ـ[أبو إسحاق الأسيف]ــــــــ[24 - 02 - 06, 02:47 م]ـ

ما رأى باقى الإخوة فى الموضوع؟

جزاكم الله خيرا وزادكم علما نافعا.

ـ[أبو إسحاق الأسيف]ــــــــ[26 - 02 - 06, 01:03 ص]ـ

يا إخوة بارك الله فيكم هل ممكن أن تشاركوا؟

فالذى أراه والله أعلم أن المسألة لم تحرر جيدا.

وجزاكم الله خيرا وزادكم علما نافعا.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير