[هل يحصل الثواب المعين في العمل المحدد إذا تجاوز العدد؟!، ومثاله هنا ..]
ـ[سليمان التويجري]ــــــــ[20 - 02 - 06, 12:30 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإخوة الكرام في هذا المنتدى الكريم ..
في الحديث الصحيح الذي جاء فيه أن (من قال سبحان الله وبحمده مائة مرة غفرت ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر) .. فهل مثلاً لو تجاوزت العدد وقلت أكثر من مائة مرة يحصل الثواب إن شاء الله؟ .. أم أن حصول الثواب مشروط في التقيد بالعدد؟!.
وهكذا في الأدعية والأذكار الكثيرة التي ورد ذكر الثواب في قولها بأعداد معينة ..
وجزاكم الله خيراً.
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[20 - 02 - 06, 12:42 م]ـ
السلام عليكم,
ذكر الشيخ محمد بن إسماعيل المقدم هذه المسألة في شريطه "فضائل الأذكار" (وهو شريط قيم تجده هنا ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=376)) وذكر أن البعض العلماء قال أنه لا يحصل بالزيادة على العدد المنصوص وأن هذا (أي القول) خطأ. هذا ما أذكر من كلامه ولا أجد وقتاً لمراجعته فأرجو أن تفعل.
نفعك الله به
ـ[ذات الخمار]ــــــــ[11 - 04 - 06, 12:23 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مسألة *: حكم الزيادة في الذكر على العدد الوارد:
اختلف العلماء في حكم الزيادة في الذكر على العدد الوارد، كالزيادة في عدد التسبيح والتحميد والتكبير عقب الصلاة على ثلاث وثلاثين كما ورد في الحديث الصحيح: " من سبح الله في دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين وحمد الله ثلاثاً وثلاثين و كبر ثلاثاً وثلاثين فتلك تسعة وتسعون وقال تمام المائة لاإله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير غفرت له خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر " (1) أو غيرها من الأذكار، وقد اختلفوا في ذلك على قولين:
القول الأول: ان الزيادة في الذكر على العدد الوارد لاتكره، بل يحصل له الثواب المخصوص مع الزيادة، وإلى هذا القول ذهب بعض الحنفية (2)، والشافعية (3)، والحنابلة (4).
واستدلوا:
1 - قول النبي صلى الله عليه وسلم: " من قال لاإله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكان له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء إلا رجل عمل أكثر منه " (5).
وجه الدلالة: في قوله: " ولم يأت احد بأفضل مما جاء إلا رجل عمل اكثر منه "، قال النووي - رحمه الله -: " فيه دليل على أنه لو قال هذا التهليل أكثر من مائة مرة في اليوم كان له هذا الأجر المذكور في الحديث على المائة ويكون له ثواب آخر على الزيادة، وليس هذا من الحدود التي نهى عن اعتدائها ومجاوزة أعدادها، وأن زيادتها لا فضل فيها أو تبطلها كالزيادة في عدد الطهارة وعدد ركعات الصلاة " (6).
2 - لأن الذكر مشروع في الجملة فهو يشبه المقدر في الزكاة إذا زاد عليه (7).
القول الثاني:أن الزيادة في الذكر على العدد الوارد مكروهة، وإلى هذا القول ذهب بعض الحنفية (8)، ونُقل عن بعض العلماء (9).
واستدلوا:
1 - أن الأعداد الواردة كالذكر عقب الصلوات إذا رتب عليها ثواب مخصوص فزاد الآتي بها على العدد المذكور لا يحصل له الثواب المخصوص لاحتمال أن يكون لتلك الأعداد حكمة وخاصية تفوت بمجاوزة ذلك العدد (10).
نوقش هذا الدليل: أن فيه نظراً، لأنه أتى بالمقدار الذي رتب الثواب على الإتيان به فحصل له الثواب بذلك فإذا زاد عليه من جنسه كيف تكون الزيادة مزيلة لذلك الثواب بعد حصوله؟! (11).
2 - أن فيه سوء أدب، لأن شأن العظماء إذا حدوا شيئاً أن يوقف عنده ويُعد عدّ الخارج عنه مسيئاً للأدب (12).
يمكن أن يناقش هذا الدليل: بأن ذلك لا يعد سوء أدب، لأنه ليس من الحدود أو الأشياء المقدرة شرعاً التي لا تسامح في الزيادة فيها كعدد الصلوات المفروضات أو عدد ركعاتها، وإنما هو من قبيل المستحبات التي إذا زيد عليها زاد بذلك الثواب، كما ذكر النووي في شرحه للحديث الذي استدل به أصحاب القول الأول.
3 - لأنه كالدواء إذا زيد فيه على قانونه يصير داء، وبأنه كالمفتاح إذا زيد على أسنانه لا يفتح (13).
¥