تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ما ضابط (التغيير لخلق الله) ,بمعنى: متى يستدل على منع التغيير في البدن بهذه العلة؟]

ـ[أبو سعود الخالدي]ــــــــ[22 - 02 - 06, 01:04 ص]ـ

ما ضابط (التغيير لخلق الله) Question , بمعنى: متى يستدل على منع التغيير في البدن بهذه العلة؟

ثم هل يسلم بأنها علة؟؟ أرجو الا فادة, ولكم جزيل الشكر.

ـ[أبو عمر الطباطبي]ــــــــ[23 - 02 - 06, 02:55 م]ـ

أخي الكريم

عندي بحث في ذلك كتبته منذ مدة يشتمل على ما طلبت وفيه زيادات على طلبك أضعه كاملا ها هنا لعل فيه ما يفيد، وها هو البحث:

(32) باب تحريم تغيير خلق الله للحسن والزينة

قال عبد الله بن مسعود: "لَعَنَ اللَّهُ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ وَالْمُتَنَمِّصَاتِ وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللَّهِ تَعَالَى مَالِي لَا أَلْعَنُ مَنْ لَعَنَ النَّبِيُّ ? وَهُوَ فِي كِتَابِ اللَّهِ (وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ) "

اللغة:

لعن:لعن يلعن لعنا:طرد وأبعد، واللعن:الطرد والإبعاد.

الواشمات: جمع مفرده واشمة، والواشمة هي الفاعلة للوشم، والوَشْم:أن يغرز في العضو المراد وشمه إبرة أو نحوها حتى يسيل الدم، ثم يُحشى ذلك الموضع بنورة أو نحوها فيخضر، وقد يفعل ذلك بدوائر أو نقوش ورسوم، وقد يكثر وقد يقل، والفاعلة هي الواشمة، والمفعول بها ذلك هي موشومة، وقد يكون ذلك أيضا بالخِيلان التي تجعل في الوجه بكحل أو مداد.

المستوشمات:جمع مفرده مستوشمة وهي التي تطلب فعل الوشم

النامصات والمتنمصات: النامصات جمع نامصة والنَّمْص رقة الشعر ودقته، والنمص أيضا نتف الشعر، وتنمصت المرأة:أخذت شعر جبينها بخيط لتنتفه، والنامصة:المرأة التي تزين النساء بالنمص أي تزيل الشعر من الوجه، ويقال:إن النمص مختص بإزالة شعر الحاجبين لترفيعهما أو تسويتهما.

المتنمصات:جمع مفردة متنمصة وهي التي تطلب فعل ذلك بها.

المتفلجا ت:جمع مفرده متفلجة، والفَلَج في الأسنان:تباعد ما بين الثنايا والرباعيات خِلْقة، فإن تُكِلِّف فهو التفلج، والمتفلجة التي تطلب الفلج أو تصنعه، بأن تبرد ما بين أسنانها الثنايا والرباعيات، والفلج بمعنى الوشر، والوشر أن تحدد المرأة أسنانها وترققها، والواشرة التي تفعل ذلك، والموتشرة التي تأمر من يفعل بها ذلك.

للحسن:طلبا للحسن ورغبة فيه

شرح الحديث:

خلق الله تعالى الخليقة على النحو الذي أراده، فجعل للإنسان خلقته، وجعل للحيوان خلقته، ثم نوع ذلك أنواعا، والله تعالى أحسن كل شيء خلقه، وهو يريد لهذه الخلقة أن تبقى على النحو الذي خلقها عليه، فإن الخلق من عمل الخلاق، والله تعالى هو الخلاق العليم، فكان تغيير شيء من هذه الخلقة فيه تشبه بعمل الخلاق العليم، كما كانت التصاوير فيها مضاهاة لخلق الله تعالى، لذلك كان تغيير خلق الله من كبائر الذنوب التي لعن الله تعالى من فعلها أو طلب فعلها، وتغيير خلق الله هو مما يأمر به الشيطان ويحض عليه، كما قال الله تعالى عما توعد به الشيطان بني آدم:"ولآمرنهم فليغيرن خلق الله"

حكم تغيير خلق الله:

تغيير خلق الله تعالى من كبائر الذنوب، وقد دل على عدها كبيرة لفظ "لعن" إذ قد ذكر العلماء أن من علامات الكبيرة لعن فاعلها، ويستوي في الحكم بذلك، الطرق كلها التي يتم بها التغيير، سواء أكان ذلك عن طريق النمص، أو الوشم، أو التفلج، كما دل عليه حديث الباب، أو كان التغيير بوصل الشعر بشعر آخر كما دل على ذلك قوله ?:"لعن الله الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة " والواصلة:هي التي تصل شعر المرأة بشعر آخر، والمستوصلة:هي التي تطلب فعل ذلك بها.

وتحريم تغيير خلق الله تعالى محرم على الرجال والنساء على السواء، وكأن ورود الحديث على النساء لأن تغيير الخلقة بالطريقة التي جاءت في الأحاديث قل أن يلجأ إليها الرجال، بل يندر، وإنما هي من أخلاق النساء لذا جاء الحديث عنهن والله تعالى أعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير