وقال في موضع آخر من الرسالة نفسها: "وهو سبحانه مقدس من صفات المخلوقين، منزه وهو في الدنيا معلوم وفي الآخرة مرئي، كما نعلمه في الدنيا بلا مثل ولا شبه، لأن تلك الرؤية لا تشابه رؤية الدنيا {ليس كمثله شيء} [بغية المريد في رسائل التوحيد]) انتهى كلامه رحمه الله كما في [الصفات الإلهية في الكتاب والسنة النبوية في ضوء الإثبات والتنزيه] ص166 - 167.
والإمام الغزالي – في الحقيقة- لم يسلم من الاضطراب نظراً لتأثره لخوضه الفلسفة .. ولكن كلامه في الإلجام وبغية المريد جيد بالجملة في زاوية نقد التأويل وتسميته له بالتعطيل.
وكذلك التصوف فلم تكن آرائه في آخر مراحل حياته مطابقة تماماً لما كان عليه في المراحل الأولى والمتوسطة، والدليل قوله "الحق مذهب السلف، وأن من خالفهم في ذلك هو مبتدع" إلجام العوام ص62.
لكنها مراحل يبدو فيها عدم الثبات وكثرة التقلب وعم الوضوح حتى في آخر مراحل حياته .. لكنه روي أنه أقبل في أواخر عمره على الأحاديث الصحاح، فاتخذ لنفسه معلمين يحفظ عليهما الصحيحين، وكان يسمع في آخر حياته صحيح البخاري من أبي سهل محمد عبدالله الحفصي، وسنن أبي داود من القاضي أبي الفتح الحاكمي الطوسي. انظر طبقات السبكي 4/ 110.
ويحكي تلميذه – عبدالغافر الفارسي- آخر مراحل حياته قائلاً: (وكانت خاتمة أمره إقباله على حديث المصطفى ومجالسة أهله ومطالعة الصحيحين اللذين هما حجة الإسلام ولو عاش لسبق الكل في ذلك الفن بيسير من الأيام)
قال ابن كثير: (ثم عاد إلى بلده طوس فأقام بها، وابتنى رباطاً، واتخذ داراً حسناً، وغرس فيها بستاناً أنيقاً، وأقبل على تلاوة القرآن وحفظ الأحاديث الصحيحة ... ويقال إنه مال في آخر عمره إلى سماع الحديث والتحفيظ للصحيحين) البداية والنهاية 12/ 174.
فعسى أن يكون كذلك .. شتان بين مذهب الهذيان .. من فلسفة اليونان .. وخوض علم الكلام .. وباطنية يحبها الشيطان .. وصوفية تبعد عن الهدى والقرآن .. وبين مذهب أهل الحديث .. والبعد عن التأويل والتحريف .. والعيش بين الكتاب والسنة.
فرحمه الله رحمة واسعة .. هذا هو الحجة .. على من يصمه بالحجة .. فالإتباع سيد المقام .. وقاطع الكلام .. وجامع الشمل على سنة نبي الأنام .. عليه الصلاة والسلام.
أعده
المنهج - شبكة الدفاع عن السنة
ـ[محمد بشري]ــــــــ[22 - 02 - 06, 03:20 م]ـ
أخي الكريم
من باب المباحثة،يعترض الأشاعرة على رجوع الغزالي بما حاصله أن التوبة المزعومة لم ينقلها غير مخالفوه كشيخ الاسلام ابن تيمية أو ممن بيبهم وبين الغزالي مفاوز، ولم يأت الزاعمون -كما يدعي هؤلاء- بدليل صريح من كتب الغزالي أو أقرب الناس إليه أنه رجع عن المنهج الأشعري.
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[22 - 02 - 06, 07:26 م]ـ
وكذلك التصوف فلم تكن آرائه في آخر مراحل حياته مطابقة تماماً لما كان عليه في المراحل الأولى والمتوسطة، والدليل قوله "الحق مذهب السلف، وأن من خالفهم في ذلك هو مبتدع" إلجام العوام ص62.
لكنها مراحل يبدو فيها عدم الثبات وكثرة التقلب وعم الوضوح حتى في آخر مراحل حياته .. لكنه روي أنه أقبل في أواخر عمره على الأحاديث الصحاح، فاتخذ لنفسه معلمين يحفظ عليهما الصحيحين، وكان يسمع في آخر حياته صحيح البخاري من أبي سهل محمد عبدالله الحفصي، وسنن أبي داود من القاضي أبي الفتح الحاكمي الطوسي. انظر طبقات السبكي 4/ 110.
ويحكي تلميذه – عبدالغافر الفارسي- آخر مراحل حياته قائلاً: (وكانت خاتمة أمره إقباله على حديث المصطفى ومجالسة أهله ومطالعة الصحيحين اللذين هما حجة الإسلام ولو عاش لسبق الكل في ذلك الفن بيسير من الأيام)
ليس فيهم شيخ الإسلام .. !!
ـ[أبوعمير الحلبي]ــــــــ[25 - 02 - 06, 12:59 م]ـ
أخي الكريم
من باب المباحثة،يعترض الأشاعرة على رجوع الغزالي بما حاصله أن التوبة المزعومة لم ينقلها غير مخالفوه كشيخ الاسلام ابن تيمية أو ممن بيبهم وبين الغزالي مفاوز، ولم يأت الزاعمون -كما يدعي هؤلاء- بدليل صريح من كتب الغزالي أو أقرب الناس إليه أنه رجع عن المنهج الأشعري.
نحن لا نقول أنه رجع رجوعا تاما في كل آرائه لكنه غير منهجه أخيرا لكن لم يسعه وقته و هو الذي شهد على نفسه ــ رحمه الله ــ حين قال: (أنا بضاعتي مزجاة في الحديث) فلو وسعه وقته لتنقية بضاعته لبلغ في السنة مبلغا عظيما و خاصة بعد شهوده بأن مذهب السلف خير المذاهب و قد قرر شيخ الإسلام أن هذا القول لاتصرح به إلا أهل السنة و هذا يفرقهم عن غيرهم فكل الطوائف تقول نحن نأخذ بالقرآن و السنة و يزيد أهل السنة: (بفهم سلف الأمة) لذا ترى كتب الأشاعرة مشحونة بذلك القول (مذهب السلف كذا و مذهب أصحابنا من المتكلمين كيت و كيت) أو قولهم (مذهب السلف أسلم و مذهبنا أعلم و أحكم) والشاهد أن شهادته بأن مذهب السلف هو الأقوم تعني رجوعه فضلا عما صرح به من إثبات بعض الثبات في كتابه إلجام العوام لكن لم يخل الكتاب من التخبط فليس الراجع إلى الحق كالناشئ فيه إلا من رحم ربي بالذات إذا لم يساعده الوقت.