في أمريكا فشل برنامج NLP فشلاً ذريعاً في تطوير قدرات الجيش الأمريكي فبعد ثلاث سنوات من العمل الدؤوب في البرمجة قررت الأكاديمية القومية الأمريكية تشكيل لجنة من معهد العلوم ومعهد الهندسة ومعهد الطب لتقييم عمل المبرمجين الذين تعاقدوا معهم فخلصت إلى هذه النتائج:
لا يوجد دليل علمي واضح على أن برامج NLP لها فاعلية استراتيجية في التأثير بالآخرين!! فقرر الجيش الأمريكي ما يلي:
1 - إيقاف بعض البرامج!
2 - منع انتشار البعض الآخر!
3 - تهميش الباقي!
والسؤال المطروح الآن لكل مبرمج معتمد ...
هل خرجت لنا دورات البرمجة العصبية جيلاً قادراً على قيادة التغيير في مجتمعاتنا الخليجية؟؟
والمرجو أن تزودونا بالإحصائيات والأرقام وما هي الأرباح التي جنتها الشركات التي دفعت موظفيها للالتحاق بدوراتكم؟
فإذا علم هذا فالواجب على كل مسلم الحذر من هذه الوثنية الجديدة وإن غلفوها بغلاف العلم أو زينوها بعبارات تجذب إليها الطامحين للتغير مثل تطوير القدرات والاسترخاء والتخلص من العادات السيئة والقراءة السريعة وغيرها منها في الحقيقة لا يقدم شيئاً سوى أنها تجعل الإنسان يعيش في وهم وخيال لذيذ أمده الدورة ثم لا يلبث أن يفاجئ بالواقع بعد الانتهاء منها.
وحدثني أكثر من واحد ممن حضر هذه الدورات وأكد لي أنهم أي المبرمجين يضعون الجمر ويطلبون من الحضور المشي عليه؟؟ فهل هذا فعل العقلاء الأسوياء؟ أم إنه من التعامل مع الجن والمشعوذين؟
كما أننا بدأنا نسمع عن الرحلة خارج الجسد فيقول الإنسان مثلاً إنه ذهب إلى العمرة وهو لا يزال في بيته ولم يغادر فراشه في الكويت؟ فهل هذا من تطوير القدرات أم إنه من الشطحات؟؟
وأخطر ما يقوم به هؤلاء المحسوبون على الصحوة أنهم جروا الدين ليوافق أهواءهم لأنهم تلقفوا البرمجة العصبية وحملوها ثم نظروا ما يوافقها من الدين ليلبسوا على الناس ولهذا تجد دائماً عند المبرمجين هذه العبارات:
ü ليس هناك خير محض ولا شر محض فالأمور نسبية وهذا حتى يتحاشوا أي إحراج أو تساؤل يمكن أن يثار خلال برامج التدريب وبهذا يضيع الدين.
ü الواقع ما تراه ليس صحيحاً بل هو راجع إلى الخارطة التي في ذهنك وكل إنسان عنده خريطة في ذهنه؟
وهذا هو مبدأ السفسطائية الذين يثبتون الشيء ونقيضه في آن واحد.
ü عبّر عما تريد لا ما لا تريد. وهذا أيضاً حتى يضمنوا سكوت أي معترض ممن قد يكون عنده شيء من العلم الذي يمكنه أن يفرق بين الغث والسمين.
- ومن أبرز من كتب في البرمجة العصبية من السحرة:
فريتز - بيرلز - فيرجينيا - ساتير - ملتون - أريكسون.
وقالوا في البرمجة إننا نريد أن نصل إلى الانسجام التام بعد الاسترخاء -التناغم مع الطبيعة- حتى نصل إلى السعادة والشفاء التام.
- يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
وجعلوا غاية سعادة النفس أن تصير عالماً معقولاً مطابقاً للعالم الموجود وليس في ذلك إلا مجرد علوم مطلقة ... ليس فيها محبة الله ولا عبادة الله ولا علم نافع ولا عمل صالح ولا ما ينجي النفوس من عذاب الله فضلاً عن أن يوجب لها السعادة ا. هـ.
رئيس المبرمجين العالميين في مقابلة له مع أحد الدعاة إلى الله تعالى سأله هذا الأخير هل قدمت لك البرمجة حلاً لمشاكلك الدينية؟؟ فأطرق رأسه ملياً وحرك يديه وقال: قدمت لي حلولاً لمشاكل الدنيا إلا مسألة الدين؟؟
فهل يعي هذا هؤلاء المهرولون إلى ترهات الغرب وزبالة أفكارهم؟
هل يعون عظيم النعمة بالهداية للصراط المستقيم؟
أليس فيه كفاية عما في أيدي هؤلاء؟
ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.
شبهة
قالوا نحن نأخذ الحق من هذه البرامج والباطل نرده .. ألم يأخذ أبوهريرة رضي الله عنه فائدة من الشيطان لما قال له إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آيه الكرسي فلا يزال عليك من الله حافظ؟ فنحن نعمل مثل عمل الصحابي أبي هريرة رضي الله عنه.
الجواب:
نقول نعم هذا صحيح ولكن هذا قياس مع الفارق والقياس مع الفارق لا يصح كما هو معلوم ذلك لأن الفائدة التي أخذها أبوهريرة رضي الله عنه فائدة حق وهي حق محض لم يخالطه شيء من الباطل ليلتبس على الناس.
ثانياً: النبي صلى الله عليه وسلم قطع الطريق بعد ذلك بقوله صدقك هو كذوب. وكذوب صيغة مبالغة من الكذب حتى لا يطمع أحد بأخذ فائدة مستقبلية من هذه المصادر، وهناك حادثة أخرى هي ألصق بموضوع البحث وهي حين رأى النبي صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقرأ في صحيفة من التوراة. فأنكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم أشد الإنكار، مع العلم أن التوراة فيها وفيها إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم وهو المبلغ عن الله تعالى ولا ينطق عن الهوى أراد بيان الحق وقطع الطريق أمام كل من يتطلع إلى مصدر آخر للهداية فقال: -لقد جئتكم بها بيضاء نقية لا يزيغ عنها إلا هالك وقال عليه الصلاة والسلام -لو كان موسى حياً لما وسعه إلا اتباعي- فما الذي يجعل المسلم يلهث وراء هؤلاء الضلال ليتلقف منهم ضلالهم وكفرهم ويترك هذا الخير العميم المعصوم الذي هو من عند الله تعالى لا من إيحاء وإيماء الشياطين.
فمن تدبر جوانب سيرة النبي صلى الله عليه وسلم من حيث التربية النفسية والاجتماعية، ومن حيث تخريج القادة والسادة الذين قادوا العالم، ومن حيث هداية الضال وإرشاد الجاهل، ومن حيث تعليم الصغار وتعليم النساء وعلاج المرضى فهذه كلها جوانب للتأسي به صلى الله عليه وسلم الأمر الذي لا نحتاج معه إلى أقوال السحرة والكهنة والمشعوذين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً.
- وأخيراً أقول جاءت الشريعة المطهرة بباب سد الذرائع وهذه من القواعد المرعية ومفادها: سد الباب حتى لو كان مباحاً ولا شيء فيه إذا كان يترتب على هذا المباح أمر محرم، والقاعدة المعتبرة درء المفاسد أولى من جلب المصالح لكن بعض الدعاة اليوم عكس القاعدة وقال جلب المصالح أولى من درء المفاسد والله المستعان.
¥