تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[22 - 02 - 06, 10:09 م]ـ

المقالة الثانية

من العدد رقم: 316 التاريخ: 25/ 10/2004

د. أبو سعد: البرمجة اللغوية العصبية مهارات جديدة فعالةيحتاجها كل داعية إلى الله

بقلم: د. مصطفى أبو سعد

يقول الشيخ الألباني - رحمه الله: -عجبت من هؤلاء القوم من أين حصلوا على هذا العلم الذي خرجوا به علينا فجأة، فأصبحوا يفتون بكل شيء-.

شهدنا في الآونة الأخيرة كماً هائلاً من الأحكام المتسرعة وعلى يد أناس ينسبون إلى العلم، وإذا تأملها الإنسان أدنى تأمل، وجد أنها لا تتسق مع قواعد الشريعة العامة ولا أصولها الثابتة، وهذا له ما يبرره من حيث تعلق أولئك القوم - أعني أصحاب الأحكام - بالأوضاع الثقافية والاجتماعية وما يسمى بمعاداة الجديد .. ولا يخفى أن هذا من الضلال ومن الأهواء المهلكة، نسأل الله العافية والسلامة.

يقول ابن القيم - رحمه الله - ملخصاً حقيقة الاعتصام بكتاب الله: هو تحكيمه دون آراء الرجال ومقاييسهم ومعقولاتهم وأذواقهم وكشوفاتهم ومواجيدهم، فمن لم يكن كذلك، فهو منسل من هذا الاعتصام، فالدين كله في الاعتصام به، وبحبله علماً وعملاً وإخلاصاً واستعانة ومتابعة واستمراراً على ذلك إلى يوم القيامة.

هذه مقدمة استلهمت معانيها العظيمة من أخي العزيز - الذي أكن له التقدير والاحترام - واعتز بأبحاثه ومقالاته كما اعتز بطموحه وعطاءاته المتعددة، وهو الدكتور عبدالرحمن الجيران .. وكم سرَّني يوم وقف متزناً متعقلاً ضد فتوى الدكتور يوسف القرضاوي حول استهداف المدنيين، وطرح معاني رائعة في ضرورة التعقل والتمسك بحبل الله وشريعته دون إعمال للعقل وتغليبه على النقل - كما هو دارج عند المعتزلة.

من هذه المنطلقات أحببت أن أقف مع أخي وأستاذي

د. عبدالرحمن الجيران الذي اتسم بأبحاثه العلمية ورزانته وتمسكه بالدليل والتعمق في البحث .. هذا المنهج - حسب رأيي - توقف عند أخي الفاضل وهو ينشر مقالاً له عن البرمجة العصبية، التي عدها وثنية جديدة تغزو الخليج على أيدي ملتزمين!!

ومما يمكن ملاحظته على المقال ما يلي وباختصار:

1 - منهج د. الجيران الذي عرفناه عنه من خلال أبحاث سابقة، كان يتسم بالعمق والبحث المتزن الموضوعي .. لكن مقاله المذكور لم يعتمد - حسب رأيي واطلاعي وقد أكون مخطئاً - إلا على بحث واحد نشر في المملكة العربية السعودية، جمع فيه مؤلفه كل العلوم رغم اختلافها واختلاف مشاربها ..

وهذا في رأيي البسيط تسرع في الحكم وإصدار الاتهام لا يقل أهمية وخطورة عن التسرع في الفتوى.

2 - من مقدمة د. الجيران - حفظه الله - يظهر لكل مطلع مدى الخلط غير المقبول والبعيد عن الموضوعية الذي بدأ به دكتورنا الفاضل مقاله في معرض حديثه عن البرمجة العصبية .. تهدف إلى تحرير الإنسان - بزعمهم - - .... - التحرير هذا يمكن أن يستمده الإنسان من الطاقة التي يمنحها له المدرب أو المبرمج؟! انتهى كلام الدكتور الجيران - حفظه الله.

ومن هذه المقدمة يظهر الخلط الواضح بين -البرمجة اللغوية العصبية .. ذات المنشأ الغربي وعلوم الطاقة ذات المنشأ الشرقي .. علماً أنه لا علاقة إطلاقاً بينهما .. وليس هناك أدنى مبحث للطاقة ضمن مهارات البرمجة اللغوية العصبية .. وليس هناك مدرب في البرمجة يدعي من البرمجة نفسها أنه بإمكانه منحهم طاقته.

هذا الخلط ينتهي بالدكتور وللأسف إلى الإقرار أن هذه عقيدة هندوسية قديمة، تعتمد على منافذ الطاقة في الجسم وألوانها .. وهذا في رأيي قمة الخلط بين البرمجة العصبية وعلوم الطاقة، وهو أمر واضح لكل إنسان موضوعي مطلع على هذه العلوم ..

3 - ويستمر الخلط حين يضع الدكتور ضمن البرامج المعتمدة عند المبرمجين علوماً وعقائد -التشي كونغ - الطاوية - الريكي ... - وهي علوم لا علاقة لها إطلاقاً بالبرمجة اللغوية، ويمكن الاطلاع على مذكرات دورات البرمجة وكتبها للتأكد .. علماً أن التشي كونغ والطاوية والريكي هي علوم قائمة على عقائد ضالة ومنحرفة وخطيرة على عقيدة المسلم ننبه عليها باستمرار.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير