تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

4 - ذكر الدكتور أن ليس في برامج البرمجة العصبية العقائد الوثنية مثل التشي كونغ والطاوية والريكي وأنها عقائد باطلة هو ينبه عليها باستمرار!!

فأقول أولاً هذه التنبيهات التي لكم أين هي؟ خصوصاً أن لك دورات مشهورة ومعلومة للقاصي والداني! فأين تخذيراتك من العقائد الوثنية والشركية التي غزتنا في عقر دارنا؟!!

أليست هذه لها الأولوية لأنها تزلزل عقائد المسلمين أم أن الأمر لا يحتاج إلى أكثر من تنبيه فقط؟!

لكن يبقى الحرص بعد ذلك على عقد الدورات له من العناية والاهتمام ما يفوق التحذير من الوثنية؟

-والسؤال الثاني هل اطلعت يادكتور على برامج البرمجة العصبية كلها حتى تخرج بهذا الحكم العام عليها؟ وهل هذا ينسجم مع بداية مقالك من أهمية التقيد بأصول البحث العلمي والتروي وعدم التسرع في الحكم وعدم إطلاق القول قبل البحث والتحري؟!

5 - يقول الدكتور أبوسعد: -فكذلك يقوم المدربون الموضوعيون بفضح تلاعبات الدخلاء-.

وهنا أطلب من الدكتور أن يساعدنا بذكر أسماء المدربين الموضوعيين الذين يقومون بفضح تلاعبات الدخلاء!! أين هم وما مؤلفاتهم العلمية في هذا المجال؟ ومنذ متى بدؤوا دراسة هذا العلم؟ إن جاز لنا إطلاق لفظ العلم على البرمجة!!

وأنا بانتظار الاجابة عبر صفحات الفرقان لإيضاح الحق وتبيان الواقع.

6 - والوقفة السادسة فيما يتعلق بالمشي على الجمر يقول الدكتور: -قصة المشي على الجمر عملية يقوم بها مدرب واحد أمريكي بدورات ببريطانيا تقام سنوياً ... لنا عليها ملاحظات .. عملية المشي على الجمر التي تعد عملية مبسطة لا علاقة لها بخوارق، بل هي إبهار للعقول الضعيفة ...

ثم وصف عملية المشي إلى أن قال: ... وعموماً هذه من ممارسات شخص ولا علاقة لها بالبرمجة العصبية- أ. هـ كلام الدكتور.

-وهذا الكلام يحتاج إلى تأصيل شرعي عقائدي من ناحية ومن ناحية ثانية هذا مسلك دائماً يسلكه كل من أراد أن يخلص نفسه إذا ما وقع في مؤاخذة وهو قوله هذه ممارسة ليست من البرمجة العصبية فالأمر عندهم إذاً غير منضبط ومن السهل أن ينفي الإنسان وأن يقرر آخر كل حسب هواه؛ وهذا لا يستقيم ..

وإذا كان الدكتور لا يعلم أن من ضمن برامج البرمجة العصبية المشي على الجمر فليذهب إلى بلاد الغرب حيث المؤسسين لهذا العلم وليحضر دوراتهم هناك حتى يعلم أن هذا من ضمن البرامج المتقدمة عندهم وليس الأمر كما ادعى الدكتور.

-أما من الناحية العقائدية فأحيل الدكتور إلى فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية 3/ 15 - 16وكلامه عن التنجيم في الفتاوى 35/ 179 وشرح ابن عثيمين رحمه الله في الواسطية عن خوارق العادات وإلى مقدمة ابن خلدون عن أنواع السحر صفحة 496.

-وإليك ما قاله الشاطبي رحمه الله حامي السنة وقامع البدعة حيث يقول:

-النظر ومدركات النفوس من العالم الغائب، وأحكام التجريد النفسي والعلوم المتعلقة بالأرواح، وذوات الملائكة والشياطين والنفوس الإنسانية والحيوانية، وما أشبه ذلك، هو بلا شك بدعة مذمومة، إن وقع النظر فيه والكلام عليه بقصد جعله علماً يُنظر فيه وفناً يُشتغل بتحصيله بتعليم أو رياضة، فإنه لم يعهد مثله في السلف الصالح، وهو في الحقيقة نظر فلسفي إنما يشتغل باستجلابه والرياضة لاستفادته أهل الفلسفة الخارجون عن السنة المعدودون من الفرق الضالة فلا يكون الكلام فيه مباحاً--1 - .

ثم ألا يعلم الدكتور أن المشي على الجمر يمارس في الدورات التي تقام عندنا في الكويت وليس الأمر مقتصرا على شخص واحد في بريطانيا؟!

فإن كان يعلم الدكتور فتلك مصيبة وإن كان لا يعلم فالمصيبة أعظم. بل أصبحنا نسمع عن الرحلة خارج الجسد أي أن الإنسان في غرفته لكنه مسافر لأداء العمرة فهل هذا هو العلم الذي يراد أن يتعلمه الدعاة؟ وهل هذه هي المهارات الجديدة التي ظهرت في القرن الواحد والعشرين؟

7 - أما قول الدكتور -المنهج العلمي لا يعتمد على حدثني أكثر من مرة- لا سيما حين تكون أحاديث غريبة على العقل وغريبة أن تكون صادرة من شباب ملتزمين سليمي العقيدة. اهـ

ü فأقول لقد استمعت إلى أكثر من واحد من الإخوة الثقات الذين حضروا هذه الدورات وهم طلاب علم شرعي وقد تخرجوا من كلية الشريعة بمعنى أن لهم إلماما بالعقيدة وما يضادها .. ولما دخلوا هذه الدورات استنكروا ما فيها من مخالفات صحيحة وصريحة للكتاب والسنة.

ولما سألوا المبرمج اعتذر بمثل ما اعتذر به الدكتور من أنواع التخلصات!!

8 - أما قول الدكتور -ولكن أرى أن الموضوع لا يستحق الوقفات الكثيرة لأنه ليس ذا أولوية في حياتنا ولا في عقيدتنا ولا في ديننا ولا يستحق أن تفتح له معارك ... -.

إذا كانت العناية بالتوحيد وحماية حياضه ودحض الشرك وذرائعه وهدم أركانه ليس ذا أولوية في حياتنا فما الذي تكون له الأولوية في حياتنا؟ هل دورات البرمجة العصبية؟ هل هذه من سيقود الأمة إلى النصر؟

وهل البرمجة العصبية أفضل مما جاء به الرسل عليهم الصلاة والسلام؟

وهل أوصى النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع هل أوصى أمته إذا أرادت النصر والأفراد والجماعات هل أوصاهم بالبرمجة العصبية أم بملازمة المنهج والسير في ركابه؟! ونبذ كل ما هو على خلافه من ترهات الفكر وزبالة الغرب الكافر؟

وأخيراً هذه دعوة أوجهها للدكتور أبوسعد:

أن يذهب بنفسه إلى المبرمجين المعتمدين في الغرب وهم الذين يمنحون الاعتماد ويعتمدون كل مبرمج أن يذهب إليهم وينظر في أحوالهم ومعايشهم ومؤلفاتهم ومدى قربهم أو بعدهم من السحر والشعوذة والدجل والخرافة والعقائد الباطلة، وأن يترجم لكل إنسان منهم وهذا من باب النصح لكل مسلم وهذا دين سيحاسب عليه المرء يوم القيامة.

ولا ينبغي لمسلم عاقل أن يتبنى أمراً من الأمور الدنيوية ويلج فيه ثم ينظر في نصوص الشرع هل توافقه أم لا بل الواجب أن يجعل المرء المسلم نصوص الشرع أمامه ويسير خلفها لا العكس.

وهذا ما تيسر وأنا بانتظار الإجابة على هذه الأسئلة بعيداً عن الحيدة عن الاجابة وبالله التوفيق.

-هامش:

-1 - الاعتصام للشاطبي ص 170، الطبعة الأولى دار المعرفة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير