ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[22 - 02 - 06, 10:17 م]ـ
وهذا المقال الرابع
من العدد رقم: 336 التاريخ:28/ 3/2005
حوار مع الشيخ أحمد الزهراني (1 - 2)
البرمجة اللغوية العصبية ومخالفتها للعقيدة الإسلامية
علم البرمجة اللغوية العصبية، أو كما يحب بعضهم أن يسميه علم الهندسة البشرية، من العلوم الحديثة التي انتشرت في العالم الإسلامي بطريقة عجيبة في الآونة الأخيرة، وقد انتشر هذا العلم في أوساط المجتمعات كانتشار النار في الهشيم، واستطاع كل من هب ودب أن يتخرج من دورات هذا العلم، التي لا تستغرق وقتاً يذكر حتى يبدأ بتقديم نفسه على أنه من المبرمجين، ومهما يكن الأمر، فقد أثار هذا العلم والعلوم الأخرى التي وفدت إلينا من البلدان غير الإسلامية ضجة في أوساط المتخصصين والعلماء، وأصبح مثار جدل حتى في أوساط المجتمع، وانقسم الناس فيه بين ناقد ومادح، كما هي عادة كل جديد، وعليه نحاول إلقاء الضوء على حقيقة هذه العلوم التي هجمت علينا وانتشرت في أوساط المجتمعات الإسلامية عبر الدورات التي يقوم بها رواد هذا العلم، ومن غير أن يعرف كثير من المسلمين وحتى بعض الدعاة حقيقة هذه العلوم وملابساتها.
- لماذا هذا الهجوم على البرمجة اللغوية؟ هل لأنها تخالف الإسلام؟ أم أنكم تهاجمونها من باب رفض الجديد كما يتهمكم بعض الممارسين لهذا العلم؟
- إن سبب هذا النقد ليس رفض الجديد كما يحب بعض الناس أن يرهب من ينتقد علم البرمجة وغيره من العلوم العصرية، ولا يدعي عاقل يعرف أصول الشرع أن كل جديد أو أي جديد مصدره الشرق أو الغرب مرفوض، أبدا، بل الحكمة ضالة المؤمن، والعلم قصد شريف مهما كان مصدره إذا كان علماً حقيقياً نفعه أكبر من ضرره، والنقد يتوجه إلى مضامين هذا العلم، عباراته وألفاظه وقواعده وقوانينه، من حيث كونها خطأ في ذاتها أو كونها مخالفة للشريعة الإسلامية من حيث معناها أو من حيث لوازمها.
بعد أن قرأت بعض المنشورات في هذا العلم على وجه الخصوص، وتابعت لمدة سنة تقريباً مواقع البرمجة العصبية وعلوم الطاقة ونحوها على الشبكة العنكبوتية خرجت بنتيجة مؤداها أن هذه العلم يتضمن مجموعة من العلوم والمهارات تنقسم إلى مايلي:
1 - علوم ومهارات لا يجوز تعلمها البتة ولا نشرها، بل هي ضرب من ضروب الدجل والسحر، أو الكهانة كما في علوم الطاقة (البايوجيومتري-.
2 - علوم هي محض تجارب بشرية، وحكم ومقولات من جنس الحكم والوصايا النافعة، ونتائج الملاحظة والمقارنات التي يجريها الإنسان، وكذلك بعض المهارات التي استفادها وأفادها بعضهم من خلال حياته الوظيفية أو التعليمية أو الدعوية أو العملية الاقتصادية أو السياسية في الحوار والإقناع أو معالجة كسل الآخرين ونحو هذا، مما يمكن أن يصنف بوصفه إرثاً تتوارثه الأجيال اللاحق عن السابق، وهذا ما كان منه لا يصادم نصوصاً شرعية، فهو مباح تعلمه، بل من الحكمة الاستفادة منه وتفعيله.
3 - علم هو من جنس الثاني، لكنه محرم تعلمه وتعليمه لأكثر من سبب، فإما أن يكون مخالفاً للقواعد الشرعية والأصول الإسلامية، وإما ألا يكون مخالفاً في ذاته، لكنه موجود في الإسلام بصورة أحسن وأفضل، فيكون تعلمه من باب الإحداث في الإسلام وصرف الناس عن علوم الإسلام والسنن النبوية.
- ولكن ألا ترى أن هذا العلم يعلم المرء أسهل طريقة للنجاح والشهرة؟
- في هذا العصر المادي المليء بآثار المعصية من محق البركات وانتشار الفشل والسقوط في رحى الدنيا، تظهر الدعوات التي تنتهج للكسب المادي والشهرة منهج دغدغة عواطف الناس، وإلقاء الطعوم الزائفة تحت شعارات براقة جوفاء لا طائل تحتها، وأصبح الوعد بالنجاح وتحقيق الأحلام والإثراء والوصول للهدف من العناوين البارزة التي تحتل الصدارة في الكتب والمجلات والمعاهد والمدارس، فيقبل الناس تحت تأثير هذا السحر زرافات ووحدانا لتعلم هذا العلم الجديد القديم .. الذي يزعم أصحابه أنهم يعتمدون فيه على أسس علمية صرفة ومبادئ نفسية مسلَّمة تتضمن تدريب الناس على طرق وأساليب في إعادة ترتيب التسلسل النمطي في النفس البشرية ليمكن لها تحقيق أفضل النتائج بأقل التكاليف وفي أسرع الأوقات!
- هل تعتقد أن تعلم هذه العلوم يمكن أن يؤدي إلى اعتقادات فاسدة تؤثر سلباً على عقيدة المسلم؟
¥