- يتحدث المختصون في البرمجة كثيراً عن أثر المعتقدات والقيم والمعايير في إحداث نقلات نوعية إيجابية أو سلبية في حياة الشخص.
وهذا الكلام في عمومه له معنى مقبول: فإن العقيدة لها تأثير قوي في تصرفات وسلوك الإنسان، هذا حقيقي ومشاهد.
لكن الأمثلة التي يمثل بها المختصون في البرمجة تدل على مضامين خطيرة، فإن المفهوم من كلامهم أن اعتقاد الشخص يمكن أن يصل إلى درجة التأثير في الأشياء، بل وفي إكساب واكتساب خصائص معينة خارجة عن نطاق المألوف.
فأول مثل يمثل به التكريتي في كتابه (آفاق بلا حدود- هو أن شخصاً شفي من مرضه عندما اعتقد أن شفاءه في دواء معين مع العلم بأنه ليس دواء في الحقيقة، بل هو مجرد حبوب السكر العادي، ويعلق الدكتور بقوله: وذلك بسبب إيمانه أو اعتقاده أن تلك الأقراص سوف تشفيه، أي أن شفاءه لم يكن بسبب الأقراص، بل بسبب ذلك الإيمان أو الاعتقاد بالشفاء! ثم قال بعد ذلك: الاعتقاد بشيء هو الاقتناع بصحة ذلك الشيء وليس من الضروري أن تكون المعتقدات مبنية على منطق كما أنه ليس متوقعاً أن تكون معبرة عن الواقع.
وهنا أدعو القارئ إلى تأمل ما ذكره الدكتور وما مثل به .. وأعيدك إلى ما جاء في السنة النبوية من تحريم اتخاذ وسائل للشفاء من الأمراض العضوية أو النفسية كان أهل الشرك يستشفون بها، مثل الحلقة المعدنية، والخيط، والتمائم ونحو ذلك مما حرمه الإسلام وجعله من الشرك ووسائله.
إن هذا الفصل من علم البرمجة ما هو إلا باب من الشرك فتح على مصراعيه، إذ يمهد الباب لأن يعتقد المرء في شيء من الأشياء نفعاً فيتحقق ما يصبو إليه.
ولهذا بلغنا من الثقات عن بعض من ينتسب للدعوة لبس الإسورة الممغنطة وما يشبهها بدعوى أن لها أثراً في تخفيف آلامه وشفائه، ورأينا من يعتقد بعض معتقدات الشرك الأول معللاً ذلك بما قلناه من مسألة الاعتقاد وبما يأتي من القول في خواص الأشياء.
وبهذا وجب على طلاب العلم أن يتبينوا مواطئ أرجلهم، وأن يتبصروا بما في قواعد هذا العلم مما يخالف أصول الإسلام، لاسيما في باب الشرك وأسبابه.
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[22 - 02 - 06, 10:20 م]ـ
وهذا الخامس
من العدد رقم: 337 التاريخ: 4/ 4/2005
حوار مع الشيخ أحمد الزهراني (2 - 2)
البرمجة اللغوية العصبية ومخالفتها للعقيدة الإسلامية
مازلنا نتواصل مع الشيخ أحمد الزهراني وحوارنا معه حول البرمجة اللغوية العصبية ومخالفتها للعقيدة الإسلامية، وقد استعرضنا في الحلقة الماضية ردود الشيخ على أصحاب هذا العلم الجديد والتي أشار فيها إلى وقوعهم في مخالفات عقدية جسيمة كلبس الإسورة الممغنطة واعتقاد أنها تشفي من الأمراض، وغيرها من الاعتقادات الخطيرة لا سيما ما يتعلق منها بما يسمى علوم الطاقة.
علم الطاقة
} ماذا تقول عن العلوم الأخرى التي يروجها أصحاب البرمجة اللغوية في دوراتهم مثل علم الطاقة؟
- علوم الطاقة أو الباراسيكلوجي كلها مبنية على قدرات هائلة للنفس البشرية بعضهم ينسبها للعقل الباطن، ويظنون أن تفجير هذه الطاقة الهائلة يحتاج إلى الاسترخاء، ويقوم بعضهم برياضات بوذية كاليوجا مثلاً، والمهم هو الاسترخاء العميق الذي يمكن الشخص من إطلاق عنان العقل الباطن وقواه غير المحدودة - زعموا، ومن الخصائص التي يزعمون التمكن منها المشي على الجمر دون شعور بل دون احتراق عند بعضهم، ومنها تحريك الأشياء عن بعد، ومنها خاصية الجلاء البصري أي الرؤية عن بعد بل رؤية ما هو مغيب، ومنها السماع عن بعد أو التخاطر ومنها تجميع الطاقة في جزء من البدن فتحدث للشخص قوة هائلة حتى لا يستطيع عشرة أشخاص أن يحركوه من مكانه وأشياء أخرى من هذا القبيل.
الخوارق
} وهل هذه الخوارق يمكن أن نسميها علم يجوز ترويجه بين العامة والخاصة؟ وما حقيقتها من حيث الوقوع؟
- إن ما يذكر من حصوله وتحققه فإنه لآحاد من الناس وليس دائماً وهذا طبيعي؛ لأنه ليس علماً مضبوطاً له قواعد وأصول.
¥