وإن ما يحصل من ذلك فإنه بمساعدة ومعاونة من شياطين الجن للأنفس الخبيثة علة خبثها أو الجاهلة فتنةً لها وإضلالاً للناس بها، ومعلوم أنه لا تجوز الاستعانة بالجان وطلب المساعدة إليهم؛ لأن ذلك طريق ووسيلة إلى الشرك بالله تعالى، كما قال عز وجل: -ويوم يحشرهم جميعاً يامعشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم- -الأنعام-128فاستمتاع الجن بالإنس كما قال المفسرون هو عبادة الإنس لهم، واستمتاع الإنس بالجن هو قضاء بعض حوائجهم، ولا يكون هذا إلا بنوع من الشرك والضلال.
ومن المعلوم لدى أهل العلم بالشريعة أن ما يكون من ظواهر خارجة عن المألوف كالتخاطر والجلاء البصري المزعوم ونحو هذا تحصل بقوى سلطها الله على ذلك وهي الملائكة والشياطين.
فأما الملك فيكون مع أنبياء الله تعالى وأتباع الأنبياء، فيكون على أيديهم أنواع من خرق العادة هذه التي يتحدث عنها هذا العلم، فإن الملك قد يخبر الصالح عن أمور يقذفها في قلبه أو وحياً كما يحصل مع النبي وربما تدخل الملك تدخلاً حسياً وكل هذا شواهده في السنة.
وأما شياطين الجن فتكون مع الطواغيت من السحرة والكهان والدجاجلة فتخبرهم ببعض الأمور، وقد تصور لهم ما هو غائب عنهم ونحو هذا من الأحوال التي تحدث للسحرة.
ولهذا فإن خوارق العادة تحدث للأنبياء تأييداً، وتحدث للساحر فتنة واستدراجاً.
ولا يوجد طريقة تحدث بها خوارق العادات إلا هذان الطريقان، والفلاسفة يكذبون بالجان وبالملائكة كما يؤمن بها أهل السنة، ولهذا يفسرون المعجزة بقوى النفس -كما يقول بذلك أيضاً روّاد علوم الطاقة-.
وبهذا يتبين بلا شك ولا ريب أنه لا علاقة لقوى النفس في إحداث ما هو خارق للعادة، وأن ما يحصل للعبد من ذلك فهو إما بإعانة الملك إن كان ذا طبيعة رحمانية، ولا يحصل ذلك بتطلب وتعلم كما يقع من كرامات الأولياء ومعجزات الأنبياء.
وإما أن يكون بإعانة شياطين الجن إن كان الشخص ذا طبيعة شيطانية كالسحرة والكهان ومن جرى مجراهم من متدربي ومتعلمي البرمجة اللغوية والباراسيكلوجي للأسف الشديد.
بدليل أن هذه الخوارق منذ القدم تحصل لبعض الدجاجلة ولم تكن قط فتنة إلا لضعاف النفوس والجهلة من العامة، فقد حكى لنا أسلافنا في مصنفاتهم عمن يطير في الهواء وتحمله الجن أو يخبر عن مسروقات أو غائبين، ولم يكن ذلك قطّ علماً وإنما كان دليلاً على الانحراف العقدي وربما الخروج من ربقة الإسلام، حتى جاءنا في أعقاب الزمن يريد تقنين الدجل والخرافة والجهل.
وعليه فلا يصح شرعاً ولا عقلاً أن يُقال: إن الشخص يستطيع جمع طاقته في عضو من أعضائه أو في بصره بأي طريقة كانت بحيث يستطيع أن يرتفع عن الأرض أو يحرك جسماً منفصلاً عنه أو نحو هذا، بل هذا من كلام الفلاسفة البعيدين عن أنوار النبوة.
التنويم المغناطيسي
} ما علاقة التنويم المغناطيسي بعلم البرمجة اللغوية العصبية؟
- للتنويم المغناطيسي دور كبير في علم البرمجة، إذ يدخل في أكثر تطبيقاته، بل إن بعض المشهورين من المدربين ينتقد عدم التوسع في تدريب المتدربين بطريقة التنويم المغناطيسي، حيث يجعل من أسباب تدني التدريب وانحساره أن كثيراً ممن يدرب الـ- NLP- لا يستخدم التنويم الإيحائي وهو بذلك يحاول حشر المعلومات في عقل المقابل بغض النظر عن مدى برمجة المقابل على تطبيق ما يتعلمه، بل وطلب التسليم الكامل من المتدرب بدون أي نقاش للمعلومات.
ولهذا يوصي بـ-التخلص من سلبية مدارس الـ- NLP- واتحاداته وإن سميت بعالمية، لأن أغلبها يدرس الـ- NLP- بالشكل القديم لـ د. ريتشرد باندلر، وهو أسلوب تدريس المعلومات وليس عملية إدخال الأفكار لعقل المتدرب - Install strategies-.
ويدعي المقتنعون بالتنويم إفادته في التعليم والتربية وعلاج المشكلات النفسية والأمراض المستعصية والتخدير وأشياء كثيرة.
} ما حقيقة أن التنويم نوع من الاسترخاء وليس له أي تأثير على نفسية الإنسان، حيث إن باستطاعته أن يشعر بكل ما يدور من حوله؟
¥