- يكذب أو يخطئ أو يغالط من يقول: إن التنويم المغناطيسي لا يؤثر في إرادة المريض ويحد من إرادته، بل الصحيح أن التنويم يفعل هذا، وإن كان ليس بالضرورة يكتمل تأثيره عند جميع الأشخاص، وإلا فإن الأصل في التنويم أنه يحد من إرادة المريض وشعوره، ويمكن المعالج من التأثير فيه سلباً وإيجاباً، حتى إن بعض المنومين استغلوا مرضاهم فسرقوهم، وقد نشرت الرياض حادثة طريفة تدل على هذا.
والذي يزيدهم تناقضاً أنهم يقولون: إن الشخص المريض يكون في كامل التحكم في إرادته وأفعاله وأنه يعي ما يقال له ويستطيع أن يرفض ما لا يريد، وإذا كان الأمر كذلك، فما الفرق بين حالة الصحو الكامل إذاً وبين الحالة التي يصل إليها في حالة التنويم؟
إن الواقع يشهد أن كثيراً من الناس عند دخوله في النعاس يمكن أن يقول ويتصرف تصرفات لا يشعر بها، بل وقد يطلب إليه شيء لا يرده ويفعله تحت تأثير النقص الذي يحدث في قدرته على التركيز والتحليل العقلي مما يجعله عرضة للسخرية أو التندر.
فما بالك إذا كان تحت تأثير تنويم متعمد له أساليبه الشيطانية، لاشك أن هذا يكون أكثر تأثيراً، ولهذا استخدم التنويم استخداماً واسعاً في التحقيق الجنائي.
حرمته
} هل التنويم له تأثير على نفسيات المرضى؟
- التنويم المغناطيسي في حقيقته وواقعه له تأثير في المريض، إذ يتم فيه انتزاع معلومات لا يقبل المريض - عن عمد أو بغير عمد - الإدلاء بها، ولهذا لم يتردد أهل العلم في الحكم بتحريم استعمال التنويم المغناطيسي لكونه من جنس السحر المحرم ولو كان له مردود إيجابي؛ فالسحر محرم كله أيا كانت غاية الساحر، وأنقل هنا فتوى الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله - ضمن اللجنة الدائمة للإفتاء في التنويم المغناطيسي، قالت اللجنة: التنويم المغناطيسي ضرب من ضروب الكهانة باستخدام جني يسلطه المنوّم على المنوَّم فيتكلم بلسانه ويكسبه قوة على بعض الأعمال بسيطرته عليه إن صدق مع المنوم وكان طوعاً له مقابل ما يتقرب به المنوم إليه ويجعل ذلك الجني المنوم طوع إرادة المنوم يقوم بما يطلبه منه من الأعمال بمساعدة الجني له إن صدق ذلك الجني مع المنوم، وعلى ذلك يكون استغلال التنويم المغناطيسي واتخاذه طريقاً أو وسيلة للدلالة على مكان سرقة أو ضالة أو علاج مريض أو القيام بأي عمل آخر بواسطة المنوم، غير جائز، بل هو شرك لما تقدم، ولأنه التجاء إلى غير الله فيما هو من وراء الأسباب العادية التي جعلها الله سبحانه إلى المخلوقات وأباحها لهم.
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[22 - 02 - 06, 10:23 م]ـ
وهذا المقال السادس والأخير
من العدد رقم: 331 التاريخ: 2/ 21/2005
قواعد مهمة في البرمجة العصبية NLP
د. حياة بنت سعيد باأخضر
إن موضوع -البرمجة العصبية اللغوية- فتنة من فتن هذا العصر، التي تنوعت ما بين فتن عقدية، وفتن دنيوية تحيط بنا إحاطة السوار بالمعصم، وأعداؤنا دائماً يرسلون إلينا بضاعتهم المغشوشة في صور خلابة تبهر العقول، ويكفينا من هذه الفتنة أن الأمة تدك أسوار دينها وأوطانها صباح مساء، ورجالنا ونساؤنا يتعلمون دورات فن الاسترخاء، بل ويشدون الرحال إلى دول الكفر والوثنية لتعلم مهارات الاتصال وغير ذلك! وأجمل القواعد التي ينبغي مراعاتها في ذلك مايلي:
يقول الله تعالى: -وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون-. ومن خلال هذه الآية نعلم أن هناك سبلاً أخرى غير الإسلام، قد تغري المسلمين بالسير فيها، وينتج عنها التفرق والاختلاف والبعد عن الصراط المستقيم، صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: -لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي مأخذ القرون، شبراً بشبر وذراعاً بذراع- فقيل: يارسول الله كفارس والروم؟ قال: -ومن الناس إلا أولئك؟ - يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في الجزء الأول من كتابه -اقتضاء الصراط المستقيم-: وقد كان صلى الله عليه وسلم ينهى عن التشبه بهؤلاء وهؤلاء، وليس هذا إخباراً عن جميع الأمة، بل قد تواتر عنه: أنه لا تزال طائفة من أمته ظاهرة على الحق حتى تقوم الساعة .. فعلم بخبره الصدق أنه في أمته قوم مستمسكون بهديه، الذي هو دين
¥