يقول " ودسمول " أحد مدربي البرمجة اللغوية العصبية: ((ليس في البرمجة شيء جديد)) ويقول عالم النفس السر يري بجامعة شفيلد البريطاني الدكتور مايكل هيب: ((إن البرمجة اللغوية العصبية تفتقر إلى الأدلة الموضوعية لإثبات ادعاءاتها وإن البحث التجريبي المقدم في هذه البحوث أخفق في دعم فرضياتها)) ..
وقال الدكتور رشلي كرابو أستاذ علم النفس بجامعة يوتا بأمريكا: ((لقد وجهنا للبرمجة اللغوية غاية الاهتمام وعندما حوكم مؤسس هذا العلم باندلر في قضايا القتل وترويج المخدرات والقوادة ألقينا به وبعلمه في المغطس))
وأهم هذه الشهادات في رأيي هو التقرير الثالث عام/ 1994 /الذي قدّمه مركز بحوث الجيش الأمريكي وتراجع الجيش عن اعتماد الـ NLP لتحسين الأداء البشري وفيه يقول الدكتور روبرت كارول أستاذ الفلسفة والتفكير الناقد بجامعة ساكر منتوا: ((مع أني لا أشك أن أعداداً من الناس قد استفادوا من جلسات الـ NLP فإن هناك العديد من الافتراضات الخاطئة والافتراضات التي عليها تساؤلات عن القاعدة التي بنيت عليها الـ NLP فقناعاتهم عن اللاوعي والتنويم والتأثير في الناس بمخاطبة عقولهم شبه الواعية لا أساس لها وكل الأدلة العلمية الموجودة عن هذه الأشياء تظهر أن ادعاءات الـ NLP غير صحيحة)).
الخلاصة
إن الظروف التي تعيشها أمتنا في الوقت الراهن تجعلنا ننظر إلى كل وافدٍ جديد بعين الحذر والتمحيص وبعد تقييمه والبحث فيه نجعله في مكانه المناسب ونتخذ الموقف المناسب منه، ونحلل دوافع مستقدميه لنعلم هل النيّات بريئة باستقدامه، أم هناك مخطط خبيث وراء ذلك.
إن عناصر القوة لدى أي أمة من الأمم تنقسم إلى مادية ومعنوية فالمادية تتمثل في الثروة المادية والقدرة القتالية، والمعنوية تشمل العقيدة والفكر والمبادئ التي تعتنقها تلك الأمة، ونحن الآن قد مُنعنا مصادر القوة وأسبابها بحصارٍ باد ٍ للعيان، منه كما أخبرني أحد أصحاب المخابر الطبية أنه لم يستطع استيراد ميزان إلكتروني دقيق من سويسرا لأنه يُعتبر من التِّقَانة العالية التي يُمنع توريدها إلينا. أما مالنا وثرواتنا فنملك الأرقام التي تمنحنا إياها البنوك الأجنبية وهم يتنعمون بها ويستفيدون منها ... و بذلك لم يبق من أسباب قوتنا إلا هذه العقيدة التي يسعون جهدهم لإطفاء نورها و إليك بعض أقوالهم:
يقول غلادستون: مادام القرآن موجودا ً في أيدي المسلمين فلن تستطيع أوروبا السيطرة على الشرق ولا أن تكون هي نفسها في أمان.
ويقول غاردنر: إن القوة التي تكمن في الإسلام هي التي تخيف أوروبا.
وأخيرا ً يقول بن غوريون: إن أخشى ما نخشاه أن يظهر في العرب محمد جديد.
ولمّا حاول الغرب تحييد القرآن وتحريفه وعجزوا عن ذلك، حاولوا تحريف معانيه بفلسفات متعددة أغلب زعمائها من اليهود والآن تأتينا الـ NLP لا لتواجه الإسلام مواجهة صريحة بل لتزاحمه في الحياة مزاحمةً.
فالغاية منها: جذب الشباب والشابات المفكرين ـ وليس الهامشيين ـ الذي يحبون التفكير والتميز ويتمنون الوصول إلى أهدافهم بأسرع وقت وأقصر طريق ويرجون تحسين أدائهم فيجدون في دعايات الـ NLP وعداً بالصحة للمريض والتميز للسليم وحلا ً لجميع ما يعترض حياتهم من مشكلات فيهرعون إليها ويسعون وراء قناعٍ براق من الصحة والتميز يخفي وراءه السم الزعاف من تشويه للعقل واستخفاف بالمتلقين فإذا بهم قد أنتجوا شباباً وشابات ما تحسن أداؤهم ولكن تشوه تفكيرهم يجرون وراء سراب ومحض خيال اشتروا الوهم بالمال وباعوا النفيس بالرخيص فاحتاجوا بعد ذلك إلى تنبيه وربما إلى معالجة نفسية وإعادة تأهيل إن أدركوا مرضهم، وإن لم يدركوا كان حالهم أدهى وأمَرّ.
وهناك جزء من المتلقين استفادوا من القالب الإداري والنفسي ولم يكترثوا لفرضياتهم وطبقوا جزءاً من علم الإدارة وعلم النفس في حياتهم وعملهم، فهؤلاء كانوا أقل المتلقين ضررا ً ولكن جلُّ المتلقين يأخذون ما ورد في الـ NLP على أنه مطلق الصحة فإذا ما تمكن من نفوسهم وجرى مجرى العادات وصارت فرضياته ملكة شوهاء في تفكيرهم، عاملوا الناس من خلالها وحكموا معتقداتهم بناءً عليها فأدى ذلك بهم إلى تقبل كل وافد خبيث وخسيس والاستهانة بكل مقدس وعقل ودين. وما علمنا شيئا ً يخدم الهجوم الفكري الأمريكي والغربي علينا مثل غسيل الدماغ هذا!
¥