فهل يتنبه الفضلاء والعقلاء والمسؤولون لهذا الخطر الداهم؟ ويتداركوا الأمة قبل تحييد شبابها وتشويه عقولهم؟
ـ الترويج لها
في وقت اتسعت فيه المعارف الإنسانية والأسواق وصار لزاماً على من أراد أن يجد له مكاناً وسط هذا الزحام أن يتميز، ومن أهم عوامل التميز أن يكون ملماً بعلم إدارة الأعمال والتسويق وما يتناوله من دراسات نفسية لاسيما السلوكية منها والتركيز على استراتيجيات الوصول إلى الأهداف فَعَلِمَ مهندسو الـ NLP هذه الفكرة ووضعوا نُصْبَ أعينهم المادة التي ينفثون من خلالها السم مع الدسم فلا بد لهم من قالب حسن وكما يقال:
يشبهُ البيضةَ لمّا أنتنت ............... قِشرها أبيضُ والباطِنُ جيفهْ
فكان القالب مأخوذاً من العلوم التي أسلفنا، ولهذا الأخذ هدف آخر يحققونه وهو أن المخدوعين بها لا يفتؤون يدافعون عنها لوجود هذه الأفكار المفيدة فيها، فيعزون كل نجاح إليها، غافلين عن أهدافها الهدامة وأفكارها الخبيثة.
وهنا أقول بأن الـ NLP لم تأت بجديد لا في علم النفس ولا في علم الإدارة و معظم محاسنها ـ إن وجدت ـ تطبيق لبعض قواعد العِلْمَين ونسبها إليها ..
خطورتها
1ـ الإغارة على تفكير الشباب قبل نضج تفكيرهم وذلك بتشويه الميزان العقلي السليم بفرضيات لا تلبث أن توظّف كمسلَّمات في مناقشة القضايا، ومحاولة تجريد الأمة من آخر معاقل ممانعتها للغزو الأجنبي وآخر عناصر قوتها.
2ـ الهروب من الواقع إلى الوهم والخيال والحصول بزعمهم على إمكانات وحلول مذهلة وبسرعة كبيرة خلافا ً للواقع الملموس.
3ـ الإغارة على ما في جيوب المتلقين من أموال وبيعهم دبلومات من أناس ٍ لم يحصّلوا في بعض الأحيان حتى على الشهادة الثانوية.
الأسلوب الأمثل للتعامل معها
وفي رأيي أن الأسلوب الأمثل للتعامل معها هو:
أولاًـ تبين زيفها وخطورة أهدافها والاستعاضة عن فرضياتها الخاطئة بما يصححها ويفرّغها من مضمونها الخبيث، كأن ندرّس مثلا ً كيفية الحصول على المعرفة اليقينية والظنية والأدلة على ذلك بدل قولهم " الخريطة ليست هي الواقع " وهَلُمَّ جرا.
ثانياًـ أن تدرس تحت اسم ـ تحسين الأداء ـ وليس الـ NLP بعد تعديلها. ونناشد المسؤولين في وزارة التعليم العالي للنهوض بهذا الأمر، وأن ينهد المتخصصون في الدراسات النفسية لدراسة هذا الوافد الجديد وأن تتابع حالة المتلقين التي نشك بأنها تحسنت ونكاد نجزم بأنها أصبحت بحالة مَرَضِيّة ربما لا غنى عن العلاج فيها.
وكذلك نناشد العلماء المخلصين للتصدي لهذا الخطر الداهم الذي يتهدد ديننا ومبادئنا لنبتعد عن مبادئ الإسلام فنكون لقمة سائغة لأعدائنا ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وآخر دعوانا أن الحمد الله رب العالمين.
الدكتور محمد معتز العرجاوي دمشق 15/ 4/ 2005
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[04 - 03 - 06, 02:57 ص]ـ
www.alfowz.com
أفضل موقع يتحدث عن البرمجة بإنصاف وعدل وعلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
أخي الفاضل, عامر بن بهجت.
جزاك الله خيراً. لكنك ذكرت صفات ثلاث في هذا الموقع أنا أقطع بضدها. نعم, أنا أعني ذلك حرفياً. وقد سبق ورددت على إحدى مقالات الدكتورة الفاضلة في حوار سابق على الملتقى ولا داعي لإعادة فتح الموضوع. لكن الخلاصة (مع كامل تقديري للأستاذة فوز) إلا أن الموقع بالفعل يتسم بالصفات الثلاث المناقضة لتلك التي وصفته بها. لقد أحسن الموقع في بعض الأمور الأخرى, لكن في هذا الموضوع بالذات فقد وقعوا -بكل أسف- في ما وصف به الدكتور مصطفى أبو سعد -حفظه الله- المقالة التي رد عليها. عدم موضوعية وخلط غير مقبول. والله أعلم. ولكن جزاك الله خيراً على النصيحة.
أخي الفاضل أبا إدريس الحسني, جزاك الله خيراً, فالمقالة بالفعل كما وصفتها. وهي تحتاج إلى النظر فيها ومراجعتها على أهل الاختصاص, حيث أنها (فيما يظهر لي حتى الآن) تتسم بالموضوعية والإنصاف. فهذه هي المقالات التي أعتبرها هادفة, تناقش الموضوع بالفعل بطريقة علمية سليمة, وإن كان الأمر يحتاج إلى مزيد تفصيل, ولكن ليست كتلك المقالات التي -بالفعل- سببت لي حزناً عميقاً أن وصل مستوى الدعوة والفكر إلى هذه الدرجة من الخلط والتلفيق بل وعدم احترام عقول القراء. حيث أنهم جاؤوا بحفنة من (الأفكار الوافدة غير المرتبطة) ومزجوها جميعاً وجعلوها كلها شيئاً واحداً شيطانياً يهدف إلى خلخلة التوحيد وتوجيه الناس إلى الوثنية (التي لا يعرف بعضهم أصلاً حقيقة معناها ويستخدمها في غير موضعها) , فوقعوا في نفس ما ذكره الدكتور العرجاوي -جزاه الله خيراً- من الزلل التراجعي, وهو أن تربط بين الملاحظة وبين امر اقترن بها بدون وجود علاقة سوى الاقتران.
الموضوع مازال قيد الدراسة والبحث. فمن كان عنده المزيد من هذه النوعية من المقالات فليوافني بها مشكوراً مأجوراً بإذن الله. مع ملاحظة أني سأهمل أي مقالات أجد فيها كلاماً غير متعلق بالموضوع ويحاول الربط بين البرمجة وبين الشعوذة والوثنية وما إلا ذلك. كما أني سأعتبر أي مقالة أجد فيها أدنى ذِكر للطاوية أو الين يانج أو التايجي أو التشي كونج أو سائر الأمور التي لا دخل لها بموضوعنا كأنها لم تَرد. فقد أضعت وقتاً طويلاً في الرد على هؤلاء ومع ذلك مازال تصلني مقالاتهم ذاتها, كما يقولون عندنا في مصر (قلنا ثور قالوا احلبوه!). حسناً, احلبوه أنتم! العمر أثمن من أن أضيعه في إثبات وجود الشمس!
والله المستعان
جزاكم الله جميعاً خيراً.
¥