تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

2. أن هذه الطريقة في الوعظ والتذكير تفتح الباب للكلام على لسان غير إبليس كالملائكة أو الأنبياء أو الشهداء أو الدجال أو الجنة أو النار وغيرها، وهو مما يجعل الأمر فوضى، ويفتح الباب لكل عابث بتوجيه تلك الرسائل على لسان من يشاء، فتنقلب الدعوة إلى مباريات كتابية خيالية، ويصير الوعظ تنافساً في اختيار الشخصية التي يتكلمون بلسان حالها.

3. ونحن نجزم أن كاتبها ليس عالما ولا طالب علم، ولم نرَ هذه الرسالة إلا في منتديات يرتادها العامة، ومن شروط الدعوة إلى الله أن يكون المتكلم صاحب علم يعرف ما يقول لأنه يوقع عن رب العالمين، ويتكلم باسم الدين، فلا يجوز أن يكون هذا المجال لكل صاحب خيال واسع.

4. وهذه الرسالة ليس فيها آية ولا حديث، ففيها صرف الناس عن الوعظ بالقرآن، وكأن الشرع المطهَّر ليس فيه ما يُخاطب به الناس من القوارع والزلازل من الآيات البينات والأحاديث الصحيحة الواضحات، والأحكام الشرعية البيِّنة.

5. وفي الرسالة تعظيم للشيطان؛ حيث جُعل هو المتكلم والناس تستمع وتنقل رسائله المذيلة بتوقيعه! ولا شك أن في هذا تشريفاً لذلك المطرود من رحمة الله، والذي شأنه أحقر من أن يكون صاحب رسائل ينقلها المسلمون في منتدياتهم وجوالاتهم، ويمكن لأحد الدعاة أو طلبة العلم أن يكتب رسالة يوضح فيها حال الشيطان مع العصاة، وحاله مع العبَّاد، وأن يجعل بين الحالين مقارنة، ويوضح ذلك بالآيات والأحاديث دون أن يجعل المتكلم هو الشيطان، ويكون بذلك أدَّى الغرض الذي من أجله كُتبت هذه الرسالة.

6. وفي الرسالة جهل بالأحكام الشرعية، وافتراء على الشرع، ومنه قوله " أما حذرتكم أن من أدرك منهم ليلة القدر غفر له كل ماضيه والبقية "، وفي هذه الجملة جهل من وجهين: الأول: أن المعلوم أن مجرد إدراك ليلة القدر ليس فيه فضل، وقد نصَّ الحديث الصحيح على فضل من قام ليلة القدر، لا من أدركها، والثاني: أن الفضل لمن قام ليلة القدر أنه يغفر له ما تقدم من ذنبه دون " البقية " أي: ما تأخر، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ) رواه البخاري (1802) ولم يقل النبي صلى الله عليه وسلم: وما تأخر.

7. وفي الرسالة بيان أن شياطين الجن جميعها تصفَّد وتسلسل، والظاهر أن الذي يصفَّد هو مردتهم، كما جاء في بعض الروايات الصحيحة، وقد بيَّنا هذا في أجوبة كثيرة، منها (39736) و (12653) و (14253)، وفي بعض تلك الأجوبة أن تصفيد أولئك المردة لا يعني عدم وسوستهم، وهو ما يقضي على الرسالة من أصلها.

والخلاصة:

أننا لا نرى جواز نشر هذه الرسالة؛ لما فيها من مخالفات للشرع؛ ولما فيها من سماجة وهزلية، ونرى أن مثل هذه الأساليب فيها صرف للناس عن القرآن والسنة، وأن نفعها المزعوم قد يتركز في الفكرة والأسلوب دون المعنى والمضمون.

والله أعلم.

الإسلام سؤال وجواب ( www.islam-qa.com)

http://63.175.194.25/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&QR=46131&dgn=4

ـ[الزبيدي]ــــــــ[24 - 02 - 06, 07:29 م]ـ

جزاك الله أخي سامي يوسف على هذا التنبيه والنقل .. وخير من هذه الوصية ما ذكره الله في القرآن على لسان إبليس اللعين يبكت العاصين

يقول الله تعالى " وقال الشيطان لماقضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وماكان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلاتلوموني ولوموا أنفسكم، ماأنا بمصرخكم وماأنتم بمصرخي، إني كفرت بما أشركتمون من قبل إن الظالمين لهم عذابٌ أليم".

هذه الآية تسمى خطبة إبليس ذكر الحسن كما في القرطبي: أن إبليس يقف يوم القيامة خطيباً في جهنم على منبر من نار يسمعه الخلائق جميعاً. وقيل أنه يخطب خطبته هذه بعدما يسمع أهل النار يلومونه ويقرعونه على أن أغواهم حتى دخلوا النار. فيقول لهم: إن الله وعدكم وعد الحق أي وعدكم وعداً حقاً بإن يثيب المطيع ويعاقب العاصي فوفى لكم وعده، ووعدتكم فأخلفتكم أي وعدتكم ألا بعث ولاثواب ولاعقاب فكذبتكم وأخلفتكم الوعد، وماكان لي عليكم من سلطان أي لم يكن لي قدرة وتسلط عليكم إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي أي بالوسوسة والتزيين فاستجبتم لي باختياركم، فلاتلوموني ولوموا أنفسكم أي لاترجعوا باللوم علي اليوم ولكن لوموا أنفسكم فالذنب ذنبكم، ماأنا بمصرخكم وماأنتم بمصرخي أي ماأنا بمغيثكم ولاأنتم بمغيثي من عذاب الله، إني كفرت بماأشركتمون من قبل أي كفرت بإشراككم لي مع الله في الطاعة، إن الظالمين لهم عذاب أليم أي أن المشركين لهم عذاب مؤلم. هكذا يكشف إبليس عن عداوته لإبن آدم ويعترف بخذلانه له ليزيده حسرة وندماً.

عبادالله إن ربنا تبارك وتعالى حذرنا من هذا العدو الغرور الخداع وآيات الكتاب المبين مليئة بالآيات التي تحذرنا من الشيطان ومن وسوسته وتزيينه للفواحش والمعاصي ومع ذلك ماأكثر مايخدعنا وماأكثر ماننجرف في طريقه هذه جملة من الآيات التي تحذرنا من إبليس يقول الله تعالى:" إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعوا حزبه ليكونوا من أصحاب السعير" .... "ولايصدنكم الشيطان إنه لكم عدو مبين " .... " ولاتتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين" ... "يعدهم ويمنيهم ومايعدهم الشيطان إلا غرورا" ... "يابني آدم لايفتتنكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ... " كتب عليه أنه من تولاه فأنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير" ... "استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان إلا إن حزب الشيطان هم الخاسرون". وغيرها كثير. فهلا اتعظنا عباد الله بواعظ القرآن ونذير الرحمن، إنه كلام علام الغيوب، الله رب العالمين، وليس على كلام الله مزيد بيان. اللهم إنا نعوذ بك أن نظل أو نُظل أو نزل أو نُزل، اللهم إنا نعوذ بك من شرور أنفسنا ومن همزات الشيطان. اللهم اعصمنا من الشيطان ومن وسوسته وهمزه ولمزه.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير