34 - الحافظ الدينوري ابن وهب: وقال أبو علي سمعته (أي ابن وهب) يقول: حضرت أبا زرعة وخراساني يلقي عليه الموضوعات وهو يقول: باطل والرجل يضحك ويقول: كل ما لا يحفظه يقول باطل فقلت يا هذا ما مذهبك؟ فقال: حنفي قلت ما أسند أبو حنيفة عن حماد؟ فوقف قلت: يا أبا زرعة ما تحفظ لأبي حنيفة عن حماد؟ فسرد أحاديث فقلت للعلج ألا تستحي؟ تقصد إمام المسلمين بالموضوعات وأنت لا تحفظ حديثاً لإمامك فأعجب ذلك أبا زرعة وقبلني مات سنة ثمان وثلاثمائة.
35 - ابن أبي داود الحافظ العلامة قدوة المحدثين أبو بكر عبد الله ابن الحافظ الكبير سليمان بن الأشعث السجستاني. وكأن فقيهاً عالماً حافظاً وكان قوي النفس لا يذل نفسه أراد علي بن عيسى الوزير أن يصلح بينه وبين ابن صاعد فجمعهما فقال له يا أبا بكر أبو محمد أكبر منك فلو قمت إليه قال لا أفعل فقال الوزير: أنت شيخ زيف قال: الشيخ الزيف الكذاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الوزير: من الكذاب؟ قال هذا ثم قام وقال: تتوهم أبي أذل لك لأجل رزقي وأنه يصل على يدك؟ والله لا أخذت من يدك شيئاً فكان المقتدر يزن رزقه بيده ويبعث به في طبق على يد الخادم.
قال الذهبي: وذكره ابن عدي فقال: تكلم فيه أبوه وابن صاعد فأما أبوه فقال: من البلاء أن عبد الله يطلب للقضاء قلت: هذا ليس بكلام بل تواضع وإن صح عنه فيه كلام فذاك وهو شاب ثم كبر وساد وأما ابن صاعد فإنه عدوه فلا يعتد بكلامه فيه كما لا يعتد بكلام ابن أبي داود في ابن صاعد.
36 - ابن سريج الإمام العلامة شيخ الإسلام القاضي أبو العباس أحمد ابن عمربن سريج البغدادي. ومن كلامه: ما رأيت من المتفقهين من اشتغل بالكلام فأفلح يفوته الفقه ولا يصل إلى معرفة الكلام.
37 - قاسم بن أصبغ بن محمد بن يوسف بن ناصح - أو واضح - الإمام الحافظ محدث الأندلس أبو محمد الأموي القرطبي. وصنف سننا مخرجا على أبي داود ومسند مالك والصحيح على هيئة صحيح مسلم. وكان بصيراً بالحديث ورجاله رأساً في العربية فقيهاً كبر وكثر نسيانه وما اختلط فأحس بذلك فقطع الرواية صوناً لعلمه.
38 - أبو بكر بن أبي دارم الحافظ المسند الشيعي أحمد بن محمد بن السري بن يحيى بن السري التميمي الكوفي.
شيخ الحاكم كان موصوفاً بالحفظ واتهم في الحديث وجمع في الحط على الصحابة لا رعاه الله.
40 - أبو النضر الإمام الحافظ شيخ الإسلام محمد بن محمد بن يوسف الطوسي. وكان أحد الأعلام إماماً عابداً بارع الأدب كثير السادة.
قال الحاكم قلت له: متى تتفرغ للتصنيف مع هذه الفتاوى؟ فقال: جزأت الليل فثلثه أصنف وثلثه أقرأ القرآن وثلثه للنوم.
41 - الطبراني الإمام العلامة الحجة بقية الحفاظ أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب مطير اللخمي الشامي. صنف المعجم الكبير وهو المسند ولم يسق فيه من مسند المكثرين إلا ابن عباس وابن عمر: فأما أبو هريرة وأنس وجابر وأبو سعيد وعائشة فلا بد ولا حديث جماعة من المتوسطين لأنه أفرد لكل مسند فاستغنى عن إعادته وله والمعجم الأوسط على شيوخه فأتى عن كل شيخ بما له من الغرائب فهو نظير الأفراد للدارقطني وكان يقول: هذا الكتاب روحي فإنه تعب عليه المعجم الصغير وهو عن كل شيخ له حديث واحد.
سئل عن كثرة حديثه فقال: كنت أنام على البواري ثلاثين سنة.
قلت – طلال -: ما هي البواري؟! أفيدونا أفادكم الله.
42 - ابن السكن الحافظ الحجة أبو علي سعيد بن عثمان بن سعيد بن السكن البغدادي.
قال ابن حزم اجتمع إليه قوم من أصحاب الحديث فقالوا: إن الكتب في الحديث كثيرة فلو دلنا الشيخ على شيء نقتصر عليه منها فدخل إلى بيته وأخرج أربع رزم ووضع بعضها على بعض وقال: هذه قواعد الإسلام كتاب البخاري وكتاب مسلم وكتاب أبي داود وكتاب النسائي.43 - القصاب الحافظ الإمام أبو أحمد محمد بن علي بن محمد الكرجي المجاهد.
عرف بالقصاب لكثرة ما أراق من دماء الكفار في الغزوات.
44 - المفيد العالم الشهير محدث جرجرايا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب. وقال الخطيب حدثني محمد بن عبد الله عنه قال: موسى بن هارون سماني المفيد.
قال الذهبي: فهذه العبارة أول ما استعملت لقبا في هذا الوقت قبل الثلاثمائة والحافظ أعلى من المفيد في العرف كما أن الحجة فوق الثقة.
¥