تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[استشهاد الحسين .. أرجو التعليق والتوجيه]

ـ[محمد بن القاضي]ــــــــ[28 - 02 - 06, 04:46 م]ـ

أكتب لكم الآن شيئا أريد أن تساهموابالرأي والمشورةفي إنجازه

فقد انتهيت من هذا العمل والحمد لله، ولكن أريد أن تساهموا بالرأي والمشورة لكي يخرج في أفضل صورة ولكم الأجر بإذن الله تعالى

الموضوع هو (استشهاد الحسين بين السنة والشيعة)

وهذه مقدمته وفهرس مبدئي يلموضوعاته

والرجااء التعليق والتوجيه:

?

مقدمة

يوم قتل الحسين ? بالطف من كربلاء , لم يكن على وجه الأرض رجلاً أشرف منه , ولا أحسن منه وجهاً , فهو ابن رسول الله وأشبههم به , ولا أظن رجلاً على الأرض يحب الله ورسوله ? إلا تألم من قتله , -رآه أو سمع به- أياً كانت درجة تألمه أو طريقة تعبيره عن هذا الألم إظهاراً أو كتماناً.

وأيّ الناس لا يعرف هذا الرجل؟ وقد عرفه قاتله نفسه حين أنشد:

وحين نعزي أنفسنا في مقتل أبي عبد الله ? إنما نعزيها أولاً بمقتل رسول الله ? , وهو خيرٌ منه ومن أبيه وأمه , بأبي وأمي هم جميعاً , وقد بلغ عائشة رضي الله عنها وفاة والدها الصديق ? , فقالت: "كل المصائب بعد رسول الله ? جلل" -يعني صغيرة- , وهذا –لعمري- من أروع التعزية وأنفعها وأثلجها للقلب وأنقعها لغُلَّتِه , ومع ذلك فالعين تدمع والقلب يحزن والنفس تتأسف , لا لمجرد موت الحسين واستشهاده , وإنما للطريقة التي مات بها , ولخذلان الكذابين ممن ادعوا التشيع له , وفرارهم عنه , بل ملاقاتهم إياه بسيوفهم , وقد أعطوه صفقة يدهم وثمرة فؤادهم.

والأدهى من ذلك والأمرّ أن لا يسكت أهل الكذب والزور على ما صنعوا , ويكتفوا بما خانوا وغدروا , وإنما يحاولون أن يجعلوا من مقتل أبي عبد الله ? مسرحية مأسوية يبثون فيها كل ما يريدونه من وثنية وشركيات وبدع قبيحة ومخالفات شنيعة لملة الإسلام , وشريعة النبي ? , بل وفوق ذلك من بغي على صحب النبي الكرام , وأمته الوفية من بعده.

استشهد الحسين ? في ظروفٍ عصيبة , وقف فيها لا ينصره من الناس إلا أبناءه وبني أعمامهم الأقربين , ورأى بعينيه فلذات أكباده وهم تنتوشهم سيوف القوم , فلا ينثنون عن نصرته , حتى قتلوا جميعاً , وأبيدت هذه الثلة الطاهرة من آل محمد , فلم يبق من أبنائه إلا علي بن الحسين ? , وهو بعد غلام صغير , ثم رأى نفسه وهو مطعون بالسيف لا يقوى على القيام من مكانه , يئن كما يئن البعير المذبوح حتى جاء إليه من أجهز عليه.

نعم تبكي العيون , وتحزن القلوب , وتتأسف الأنفس , وتنفطر الأفئدة , ولكن لطف الله تعالى بإلهام الصبر , وتيسير وسائل العزاء , وتحبيبه الرضا بالقضاء , والصبر على البلية , وتناسي المآسي العظام , حتى تستمر عجلة الحياة , ويتجدد في المؤمن دماء الأمل والعمل , وهو السَنَن الذي دام واستمر , والقانون الذي وضع واستقر , من لدن قبض الأنبياء والأولياء , والإخوان والأبناء , والرهط والأوفياء , ثم قبض رسول الله ? , وهو أنفس نفس , وأعز نفيس , وقد أجمع العلماء والعقلاء على اختلاف المذاهب والآراء , والفرق والأهواء , أن الأمم تتسلى عن فقد الأئمة والأنبياء , والأشراف والنبلاء , وأن هذا من المناقب إذا كان التسلي رغبةً فيما عند الله , وأملاً فيما أعد.

وهكذا صنع أشراف الأمم وسادتها , وعلمائها وقاداتها , وأئمتها من الصحابة والتابعين , وتابعي آل البيت الشريف حين بلغهم مقتل الحسين ? , تألموا وحزنوا , وتأسفوا على فقد ابن بنت النبي صلوات الله عليه , وعمود آل بيته الأطهار , لكنهم تأسوا في ذلك رضا ربهم , وهدي نبيهم , لم يتعدوه , فاسترجعوا في المصيبة , وصبروا على الرزية , ودعوا بالخير للشهيد , ثم جاء ببرد الكبد , وسلوة الفؤاد باتباعهم الشرع , واقتفائهم أحسن الأثر , فأصابوا السنة , وأحسنوا الصنيع , وكانوا -بذلك- سلف خير وهدىً لمن بعدهم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير