26642 ـ حدثنا عبيدة، قال: حدثني يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث، قال: سألته عن الركعتين، بعد العصر؟ فقال: دخلت أنا وعبد الله بن عباس على معاوية، فقال معاوية: يا ابن عباس، لقد ذكرت ركعتين بعد العصر، وقد بلغني أن أناسا يصلونها، ولم نر رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاهما، ولا أمر بهما. قال: فقال ابن عباس: ذاك ما يفتي الناس به ابن الزبير. قال: فجاء ابن الزبير. فقال: ما ركعتان تفتي بهما الناس؟ فقال ابن الزبير: حدثتني عائشة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فأرسل إلى عائشة رجلين أن أمير المؤمنين يقرأ عليك السلام، ويقول: ما ركعتان زعم ابن الزبير أنك أمرتيه بهما بعد العصر؟ قال: فقالت عائشة: ذاك ما أخبرته أم سلمة، قال: فدخلنا على أم سلمة، فأخبرناها ما قالت عائشة: فقالت:
يرحمها الله، أولم أخبرها " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهى عنهما ".
قال الشيخ شاكر:إسناده حسن.
أحمد في المسند (6/ 300):
26616 ـ حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا محمد بن عبد الله أبو أحمد الزبيري، قال: حدثنا عبيد الله بن عبد الله بن موهب، قال: حدثني عمي ـ يعني عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب ـ قال: حدثني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، قال: أجمع أبي على العمرة، فلما حضر خروجه، قال: أي بني لو دخلنا على الأمير، فودعناه، قلت: ما شئت، قال: فدخلنا على مروان، وعنده نفر، فيهم عبد الله بن الزبير، فذكروا الركعتين التي يصليهما ابن الزبير بعد العصر، فقال له مروان: ممن أخذتهما يا ابن الزبير؟ قال: أخبرني بهما أبو هريرة، عن عائشة. فأرسل مروان إلى عائشة: ما ركعتان يذكرهما ابن الزبير أن أبا هريرة أخبره عنك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصليهما بعد العصر؟ فأرسلت إليه: أخبرتني أم سلمة. فأرسل إلى أم سلمة: ما ركعتان زعمت عائشة أنك أخبرتيها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصليهما بعد العصر؟ فقالت: يغفر الله لعائشة، لقد وضعت أمري على غير موضعه، صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر، وقد أتي بمال، فقعد يقسمه حتى أتاه المؤذن بالعصر، فصلى العصر، ثم انصرف إلي، وكان يومي، فركع ركعتين خفيفتين، فقلت: ما هاتان الركعتان يا رسول الله، أمرت بهما؟ قال: " لا، ولكنهما ركعتان كنت أركعهما بعد الظهر، فشغلني قسم هذا المال حتى جاءني المؤذن بالعصر، فكرهت أن أدعهما " فقال ابن الزبير: الله أكبر، أليس قد صلاهما مرة واحدة؟ والله لا أدعهما أبدا، وقالت أم سلمة: ما رأيته صلاهما قبلها ولا بعدها.
قال الشيخ شاكر:اسناده صحيح.
أحمد (6/ 126) بسند صححه الشيخ شاكر:
حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن يزيد بن خمير، قال: سمعت عبد الله بن أبي موسى، قال: أرسلني مدرك، أو ابن مدرك إلى عائشة أسألها عن أشياء، قال: فأتيتها، فإذا هي تصلي الضحى، فقلت: أقعد حتى تفرغ، فقالوا: هيهات، فقلت: لآذنها كيف أستأذن عليها؟ فقال: قل: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، السلام على أمهات المؤمنين، أو أزواج النبي صلى الله عليه وسلم السلام عليكم، قال: فدخلت عليها، فسألتها، فقالت: أخو عازب، نعم أهل البيت، فسألتها عن الوصال؟ فقالت: لما كان يوم أحد واصل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فشق عليهم، فلما رأوا الهلال، أخبروا النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: " لو زاد لزدت "، فقيل له: إنك تفعل ذاك، أو شيئا نحوه، قال: " إني لست مثلكم، إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني"، وسألتها عن الركعتين بعد العصر؟ فقالت: " إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلا على الصدقة "، قالت: " فجاءته عند الظهر، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر، وشغل في قسمته حتى صلى العصر، ثم صلاها، وقالت: " عليكم بقيام الليل، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يدعه، فإن مرض قرأ وهو قاعد "، وقد عرفت أن أحدكم يقول بحسبي أن أقيم ما كتب لي، وأنى له ذلك.
**سنن الترمذي ـ كتاب الصلاة ـ باب ماجاء في كراهية الصلاة بعد العصر، وبعد الفجر
183 ـ حدثنا أحمد بن منيع قال: حدثنا هشيم قال: أخبرنا منصورـ وهو ابن زاذان ـ، عن قتادة، قال: أخبرنا أبو العالية، عن ابن عباس، قال: سمعت غير واحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم منهم عمر بن الخطاب، وكان من أحبهم إلي:
" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة بعد الفجر، حتى تطلع الشمس، وعن الصلاة بعد العصر، حتى تغرب الشمس ".
قال الألباني: صحيح.
قال:وفي الباب عن علي، وابن مسعود، وأبي سعيد، وعقبة بن عامر، وأبي هريرة، وابن عمر، وسمرة بن جندب، وعبد الله بن عمرو، ومعاذ ابن عفراء، والصنابحي ـ ولم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم ـ وسلمة بن الأكوع، وزيد بن ثابت، وعائشة، وكعب بن مرة، وأبي أمامة، وعمرو بن عبسة، ويعلى بن أمية، ومعاوية.
قال أبوعيسى: حديث ابن عباس، عن عمر حديث حسن صحيح.
وهو قول أكثر الفقهاء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ومن بعدهم أنهم:
كرهوا الصلاة بعد صلاة الصبح حتى تطلع الشمس، وبعد العصر حتى تغرب الشمس،
وأما الصلوات الفوائت فلا بأس أن تقضى بعد العصر وبعد الصبح.
والله أعلم.
¥