تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[براهين نبوة محمد صلة الله عليه وسلم]

ـ[أبو_عبدالرحمن]ــــــــ[07 - 03 - 06, 04:10 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد بن عبد الله وبعد:

فإننا نحن المسلمين نشهد أن سيدنا محمداً هو رسول الله إلينا بعثه الله ليبلغنا رسالته بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة.

ولقد جاءت شهادة كثير من المسلمين بناءً على تصديقهم المطلق لهذا الرجل الكريم.

كما أن هناك من صدقه بعد أن رأى آيات كثيرة تدل على ذلك مما جاء به أو مما جرى على يديه.

ولكن الغالبية العظمى من المسلمين تشهد أن محمداً رسول الله تصديقاً لقوله وإخباره عن نفسه إنه نبي.

وأنا والحمد لله من هؤلاء وإن كنت لا أمنع أو أمانع من أن يأتي إنسان بدليل أو برهان حسي أو غيره آية على صدق الرسول صلى الله عليه وسلم.

أما إن سألني إنسان عن سبب شهادتي أن محمداً رسول الله فإنني أقول إنه كان صادقاً ولم يكذب قط لا في الجاهلية ولا في الإسلام؛ وهذا يدفعني إلى تصديقه ابتداءً وبداهة، ثم إنني لم أر منه ما يكذب ما قاله أو جاء به من دعوى النبوة أو من شرائع وأخبار جاء بها وبلغها عن الله تعالى، وإنني أطلب من كل من يكذب رسول الله صلى الله عليه وسلم في إخباره عن نفسه بأنه نبي أن يأتي بالبرهان على عدم صحة نبوته.

فمن المعلوم عند جميع العقلاء أن الدعوى لا تثبت بنفسها بل لا بد من برهان عليها من خارجها، وليس مجرد دعواهم أنه ليس نبياً تثبت أنه ليس نبياً! بل لا بد من البرهان المبين على زعمهم! وإلا فكيف يريدون من الناس تكذيب رجل أخبر عن نفسه خبراً دون أن يكون لديهم برهان بذلك؟! وكيف يكذبون إنساناً وليس لديهم برهان على تكذيبه؟!

وهنا سيسأل هؤلاء وغيرهم: فما برهانك على أنه كان نبياً؟! فأجيب:

إن برهاني هو ما قدمت سابقاً؛ وهو أنه كان صادقاً لم يكذب قط؛ لا مازحاً ولا جاداً لا في الجاهلية ولا في الإسلام، ومن هذا حاله فإنني لا أستطيع تكذيبه حتى يأتي البرهان القاطع على كذبه! ولقد بحثت جاداً لسنوات في الشبهات التي أثيرت حول نبوة النبي صلى الله عليه وسلم فلم أر شبهة علمية واحدة بل كلها إما أكاذيب أو ظنون أو انطباعات نفسية لا تقدم ولا تؤخر!

ثم إنه لم يكن في شخصه صلى الله عليه وسلم ما يمنع من قبول خبره كتغير في عقله أو في خلقه أو حلمه! نعم ادعى الكفار أنه مجنون! ولكن هذه الدعوى منقوضة من أصلها بداهة إذ لو كان مجنوناً لما تبعه أحد ولما اهتم به هؤلاء المشركين (العقلاء)! كل هذا الاهتمام.

ثم إن واقعهم العملي يكذبهم أي أنهم هم أنفسهم كذبوا أنفسهم عندما ادعوا ذلك!

فقد تواتر أنهم حاربوه، وهادنوه وصالحوه، وعاهدوه ... الخ من معاملات تدل على أنهم يعلمون أنه ليس بمجنون إذ لا يفعل ذلك مع مجنون إلا من هو أولى بهذا الوصف! وإلا فكيف كتبوا معه المعاهدات والاتفاقيات وهم يعلمون أنه مجنون!

وأضيف أمراً ثالثاً وهو الدلائل العلمية القاطعة والقرائن التي لم يستطع أحد الطعن فيها والتي تؤكد أنه نبي من عند الله تعالى مثل تصديق الواقع المشاهد لما أخبر به وتأييد الله تعالى له.

فإن قال لي قائل: فما برهانك على أن محمداً صلى الله عليه وسلم لم يكذب قط؟!

قلت: البرهان على ذلك: أن أحداً لم ينقل عنه صلى الله عليه وسلم كلمة واحدة قالها من الكذب! هذا مع توافر الداعي لذلك، وبخاصة عند أولئك الذين كانوا يبغضونه وحاربوه وكذبوه.

فالناس في موقفهم من النبي صلى الله عليه وسلم، شخصاً أقسام:

قسم يحبونه: وهؤلاء قسمان كذلك:

فقسم آمن به كأبي بكر وعمر وغيرهما.

وقسم لم يؤمن به كأبي طالب، وغيره.

وقسم لا يحبونه ولا يبغضونه وهم من لم يكونوا يرون في رسول الله صلى الله عليه وسلم تأثيراً على مصالحهم.

وقسم يبغضونه ويعادونه؛ كأبي جهل وغيره.

فهل يتصور أن يجمع هؤلاء الناس جميعاً على عدم نقل كذبة واحدة مفترضة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!

نعم نتصور ألا ينقل المؤمنون به كذبه واحدة مفترضة سمعوها من النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن ذلك سيكون حجة عليهم لا لهم فالذي يكذب مرة يكذب أخرى والذي يكذب في شيء يكذب في آخر .. وهكذا.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير