ـ[أبو العز]ــــــــ[24 - 11 - 02, 12:12 ص]ـ
التأمين حكمه وأضراره .. خطبة جديدة للشبخ محمد الهبدان
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أيه الأخوة في الله السلام ليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
هذه خطبة يوم الجمعة الموفق 19/ 8 / 1423 هـ والتي ألقاها فضيلة الشيخ محمد عبد الله الهبدان حفظه الله ورعاه
وأقول ينبغي أن لا يسمى هذا تأميناً بل يسمى الزاماً ربوياً
وإليكم نص الخطبة
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الأخوة في الله: تحت شعار .. اعقلها وتوكل .. بدأت الحملة المرورية الثالثة .. ويا سبحان الله .. أي توكل هذا؟ إن التوكل بمفهومهم يعد منافٍ للتوكل على الله تعالى الذي جعله الله تعالى شرطاً للإيمان فقال: {وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين} فالتوكل على شركات التأمين شرك ينافي التوحيد .. فإن احتجوا بأن هذا من فعل الأسباب .. فهذا قول مجانب للصواب .. فعقلها ـ أي السيارة ـ بصيانتها والتأكد من سلامتها وعدم تجاوز السرعة المحددة، ومن ثم يكون التوكل على الله تعالى .. أما أن يجعل المال ودفعه لشركات التأمين هو عقلها ومن ثم التوكل .. فهذا كله من التحايل ولي أعناق النصوص الشرعية.
أيها الأخوة في الله: بمثل هذه الدعايات وأمثالها استطاعت شركات التأمين أن تخفي حقيقتها، وتكتم أسرارها وخباياها، فمن خلال الدعايات تظهر للناس ما يحبون، وتخفي لهم ما لو عرفه الناس لربما نفروا منها، ولما استجابوا لها، وقد ثبت باستطلاع أجراه بعض الباحثين أنه لا يُقدم كثير من الناس على التأمين بدافع الحاجة والاقتناع، وإنما يُقدمون عليه بدافع الدعاية الواسعة إليه وبدافع التقليد، فعلى سبيل المثال في ألمانيا تبين أن ثمانية وخمسين بالمائة ممن وُجه إليهم السؤال لا جواب لديهم سوى قولهم: كذا أو مثل الناس أو نحو ذلك.
لذا كان لزاما على أهل المنابر أن يوضحوا للناس حقيقة التأمين حتى يظهر المخبى وينكشف المغطى ..
أيها المسلمون: قد يعتقد بعض من لا يعرف حقيقة التأمين، وخاصة الذين يصغون أسماعهم لما تروجه شركات التأمين من دعاية جذابة، ويقرؤون ما تنشره أقلام أتباعها، قد يعتقد أولئك أن التأمين خير لا شر فيه، ولكن الأمر عند من يعرف حقيقة التأمين يختلف، فإن كان للتأمين بعض المحاسن، فمساوئه تطغى على كل أثر حسن .. فكم من الناس قد يتعمد إتلاف ماله المؤمن عليه ليحصل على مبلغ التأمين، خاصة إذا كان الشخص قد دفع مبالغ كبيرة لشركة التأمين دون أن يستفيد منها شيئا، فيقدم على هذا العدوان بدافع التشفي .. وكم من الجرائم ستقع بسبب إغراء المال والطمع في الحصول على مبالغ التأمين، وقد أخرج الباحث (شيفر ماكس) بحثاً علمياً دقيقاً رتب فيه جرائم التأمين حسب ما رصدته ملفات مخابرات الشرطة الدولية ودراستها، ودفاتر الضبط في محاكم العالم فوجد أنه يأتي في المرتبة الأولى من جرائم القتل بسبب إغراء التأمين قتل الزوجة لزوجها، ويأتي في المرتبة الثانية قتل الزوج لزوجته، وفي المرتبة الثالثة يأتي قتل سائر الأقرباء من أم وأب وغيرهم، وفي المرتبة الرابعة قتل الأولاد من قبل والديهم، ولا يأتي قتل الأجانب إلا في المرتبة الخامسة، وإنه لمنتهى العجب أن يكون التأمين ـ الذي يقصد به اتقاء الأخطار ورفعها ـ أعظم سبب لأفظع الأخطار وأشنعها!!
ويا ترى .. هل سيهتم بعض السائقين بأرواح الناس وهو يعلم أن غيره سيتولى دفع الدية عنه؟ وزيادة على ذلك .. فلن يتعرض المؤمن عليه للتوقيف!! وهل سيتخذ المؤمن على نفسه حذره إذا علم أنه إن انعدمت سيارته فهناك سيارة جديدة بانتظاره؟!! كم ستحدث من فوضى؟ كم سيكون هناك من جرائم؟!!
أيها المسلمون: إني أعلنها مدوية .. إن الرابح الحقيقي من هذا التأمين هم القلة القليلة من الناس و هم قادة التأمين في العالم .. والجميع خاسرون لهذه الأموال دون فائدة ظاهرة ملموسة، ولا يستثنى من هؤلاء سوى قلة نادرة .. هم أولئك الذين يقع عليهم الحادث المؤمن ضده، ممن تدفع لهم شركات التأمين التعويضات،ولا فائدة لهم في ذلك إلا إذا جاوزت تكاليف الحادث ما دفعوه من أقساط مع اعتبار زمن استثمار هذه الأقساط لو لم يدفعوها، واستثمروها بأنفسهم حتى ذلك الحين، وأكثر من يقع لهم الحوادث يكادون ألا يذكروا بالنسبة لمجموع المؤمن لهم؛لذا فخسارة الأمة
¥