ولم يثبت عن الخلفاء الراشدين ولا سائر الصحابة رضي الله عنهم أن أحداً منهم وهم خير الخلق بعد الأنبياء ادعى أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يقظة، ومن المعلوم من الدين بالضرورة أن التشريع قد أكمل في حياته صلى الله عليه وسلم، وأن الله قد أكمل للأمة دينها وأتم عليها نعمته قبل أن يتوفى رسوله صلى الله عليه وسلم إليه، قال تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً) المائدة/3، فلا شك أن ما زعمه أحمد التيجاني لنفسه من رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة وأنه أخذ عنه الطريقة التيجانية يقظة مشافهة، وأنه عيَّن له الأوراد التي يذكر الله بها ويصلي على رسوله بها لاشك أن هذا من البهتان والضلال المبين.
" فتاوى اللجنة الدائمة " (2/ 325، 326).
وقالوا أيضاً:
فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما بلغ الرسالة وأكمل الله به دينه وأقام به الحجة على خلقه، وصلى عليه أصحابه رضي الله عنهم صلاة الجنازة، ودفنوه حيث مات في حجرة عائشة رضي الله عنها، وقام من بعده الخلفاء الراشدون، وقد جرى في أيامهم أحداث ووقائع فعالجوا ذلك باجتهادهم، ولم يرجعوا في شيء منها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن زعم بعد ذلك أنه رآه في اليقظة حيا وكلمه أو سمع منه شيئا قبل يوم البعث والنشور فزعمه باطل؛ لمخالفته النصوص والمشاهدة وسنة الله في خلقه، وليس في هذا الحديث دلالة على أنه سيرى ذاته في اليقظة في الحياة الدنيا؛ لأنه يحتمل أن المراد بأنه: فسيراني يوم القيامة، ويحتمل أن المراد: فسيرى تأويل رؤياه؛ لأن هذه الرؤيا صادقة بدليل ما جاء في الروايات الأخرى من قوله صلى الله عليه وسلم: " فقد رآني " الحديث، وقد يراه المؤمن في منامه رؤيا صادقة على صفته التي كان صلى الله عليه وسلم عليها أيام حياته الدنيوية.
" فتاوى اللجنة الدائمة " (1/ 486، 487).
وخلاصة ما سبق:
أنه لا يجوز لأحدٍ – بعد الأنبياء - أن يدَّعي رؤية الملائكة؛ فهم أجسام نورانية لم يجعل الله تعالى في مقدور البشر رؤيتهم إلا إن تشكلوا.
ولا يجوز لأحدٍ أن يدَّعي رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة، ولعل هذه الأوهام والخيالات كانت من بعض مَنْ ليس عنده علم شرعي ولا عقل ناضج فراح يتخيل ويتصور وجود ما لا حقيقة له.
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=70364&ln=ara&txt= الرسول يقظة
ـ[ابن العدوي]ــــــــ[24 - 04 - 07, 11:48 م]ـ
تنبيه من المشرف:
السيوطي وكذلك ابن أبي جمزة عندهم توسع فيما يتعلق بمسائل التصوف و، وكلامهم المذكور هنا من الكلام الفاسد الذي ينبغي الحذر والتحذير منه.
بسم الله الرحمن الرحيم
هل يرى النبي صلى الله عليه وسلم يقظة بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى؟
ألف الإمام السيوطي رساله في ذلك سماها " تنوير الحلك في جواز رؤية النبي والملك " استدل فيها بحديث أبي هريرة الصحيح من رآني في المنام فسيراني في اليقظة وهي كما تفضل الأخوة في البخاري (ولكن دعوى ضعفها أو شذوذها غير مقبولة إذ كيف تكون ضعيفة وهي في أصح الكتب بعد كتاب الله، وكيف تكون شاذة لأن الروايات الأخرى جاءت بالشك وهذه جاءت باليقين بدون شك)
وقد حكى السيوطي بعض الأقوال في تفسير معنى فسيراني في اليقظة ثم قال: وقال قوم فسيراني في اليقظة هو على ظاهره فمن رآه في النوم فلابد أن يراه في اليقظة بعيني رأسه وقيل بعين قلبه حكاهما القاضي أبو بكر بن العربي
قال: وقد قال ابن أبي جمرة: هذا الحديث يدل على أن من رآه صلى الله عليه وسلم في النوم فسيراه في اليقظة.
وهل هذا على عمومه في حياته وبعد مماته أو هذا كان في حياته؟ وهل ذلك لكل من رآه مطلقا أو خاص بمن فيه الأهلية والاتباع لسنته عليه الصلاة والسلام؟ اللفظ يعطي العموم ومن يدعي فيه الخصوص بغير تخصيص منه صلى الله عليه وسلم فمتعسف
قال وقد وقع من بعض الناس عدم التصديق لعمومه فقال كيف يكون من قد مات يراه الحي في عالم الشهادة؟ وهذا القول فيه من المحذور وجهان
أحدهما عدم التصديق لقول الصادق عليه الصلاة والسلام الذي لا ينطق عن الهوى
¥