تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والثاني: أن يكون قد اخبر أولا بالقليل ثم اعلمه الله تعالى بزيادة الفضل فاخبر بها.

والثالث: انه يختلف باختلاف أحوال المصلين والصلاة فيكون لبعضهم خمس وعشرون ولبعضهم سبع وعشرون بحسب كمال الصلاة. وقال الشيخ الإمام عبد العزيز ابن باز رحمه الله (وأما التفاوت فهذا والله اعلم كان لعدم نزول فضل الزائد إلا بعد الناقص فاخبر بخمس وعشرين ثم اخبر بسبع وعشرين والله اعلم).

وقد استدل القائلون بان صلاة الجماعة غير واجبه بهذه الأحاديث وان صيغة أفضل تدل على الاشتراك في اصل الفضل ورد الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله على هؤلاء بقوله: (هذه الأحاديث تدل على فضل الجماعة وهذا التفضيل لا يلزم منه عدم الوجوب فصلاة الجماعة واجبة ومفضلة فلا منافاة بين التفضيل والوجوب ومن لم يصلها مع جماعة فصلاته صحيحة على الراجح مع الإثم)

ل _ الصلاة في الجماعة تعصم العبد من الشيطان:فقد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه الإمام احمد عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الشيطان ذئب للإنسان كذئب الغنم يأخذ الشاة القاصية والناحية وإياكم والشعاب وعليكم بالجماعة والعامة)

ومعنى ذئب الغنم أن الشيطان مفسد للإنسان بإغوائه كإفساد الذئب إذا أطلق في قطيع من الغنم.

م _ زيادة فضل الجماعة بزيادة عدد المصلين:فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده وصلاته مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل وما كثر فهو أحب إلى الله عز وجل).

ن _ براءتان لمن صلى أربعين يوما يدرك التكبيرة الأولى:

فقد قال معلم البشرية صلى الله عليه وسلم (من صلى لله أربعين يوما في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتب له براءتان: براءة من النار وبراءة من النفاق).

فما أعظم هذه البشارة!!!!

ي _ فضل صلاة العشاء والفجر والعصر في جماعة:فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما قام الليل كله)

والمراد بقوله: أي ومن صلى الصبح في جماعة بعدما صلى العشاء في جماعة فكأنما صلى الليل كله.

وقال عليه الصلاة والسلام: (من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله فمن اخفر ذمة الله كبه الله في النار لوجهه)

كما قال عليه الصلاة والسلام (من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة) حديث حسن.

وكذلك أن أداءها في وقتها مع الجماعة من أسباب دخول الجنة والنجاة من النار فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (من صلى البردين دخل الجنة)

وقال: (لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها) يعني الفجر والعصر ....

ومن الفوائد والفضائل العامة: أنها رمز لوحدة المسلمين وجمع قلوبهم واتحاد صفوفهم فالرب واحد والنبي واحد والقبلة واحدة والهدف واحد وهو طلب رضا الله وجنته والسلامة من عذابه وسخطه ....

كما يحصل التوادد والتعارف وذلك لان الناس إذا صلى بعضه مع بعض حصل التعارف ومنها التوادد بينهم والتحاب.

كما انه فيها إظهار لشعيرة من أعظم شعائر الإسلام لان الناس لو صلوا كلهم في بيوتهم ما عرف أن هنالك صلاة ......

كما أن فيها استشعار المسلم وقوفه في صف الجهاد كما قال تعالى (إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص)

فهؤلاء الذين صاروا صفا في الجهاد لا شك أنهم إذا تعودوا ذلك في الصلوات الخمس سيكون ذلك وسيلة إلى ائتمامهم بقائدهم في صف الجهاد فلا يتقدمون ولا يتأخرون عن أوامره.

هذا ما تيسر جمعه من فضائل الصلاة مع الجماعة ولعل ما ذكر فيه الكفاية والدلالة على الفضائل الكثيرة العظيمة للصلاة مع الجماعة والله اعلم.


ثانيا: اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بصلاة الجماعة:

لم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم بأبي هو وأمي ليرغب الناس في صلاة الجماعة ولا يهتم بها بل كان صلى الله عليه وسلم اشد الناس اهتماما بها حتى في اشد الأحوال وأصعبها وفيما يلي اذكر موقفين له:

أ _ قيامه بأداء الصلاة مع الجماعة في شدة المعركة:
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير