وقد اعترف الأستاذ بأنه ظن عندما قال: " فيما أحسب " ثم بنى على هذا الظن باطلا آخر، فزعم أن سائر محققي الشافعية ممن تقدموا ابن الرفعة ذهبوا إلى الكراهة، لأنهم فهموا من كلام الشافعي الذي عثر عليه الجديع وزعم أنه مستند ابن الرفعة فهموا منه الكراهة خلافا لابن الرفعة.
فانظر إلى الأستاذ وهو يفصل ويلبس على مزاجه وظنونه، وهكذا هو التحرير والتحقيق عنده مادام أنه يقرر به كراهة الحلق وينفي به الحرمة، فهذه هي الغاية التي أعد لها العدة وتجشم لأجلها المتاعب والصعاب.
وما استند عليه من أن سائر محققي الشافعية على الكراهة ممن تقدموا ابن الرفعة فقد سبق بيان بطلان هذا وأن من كبار أئمة الشافعية قد قالوا بالحرمة.
فلماذا كل هذا الباطل يا أستاذ.
الهوامش:
1 - أرجوا أن يتأمل القارئ في السبب الذي دفع الجديع إلى هذا الاضطراب أو هذه المغايرة في العرض ليتضح له المراد.
2 - كما نقله في (الجامع في أحكام اللحى) للرازحي ص (71)
3 - وهذا افتراء على أئمة الشافعية، فهناك من كبار أئمتهم من قال بالحرمة وسيأتي بيانه
هذا أخر الحلقة الثانية وستتلوها الحلقة الثالثة والأخيرة، هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد
وكتب: أبو عبد الرحمن محمد بن خليفة الهاشمي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=170888#post170888
24 . الشيخ أحمد قاسم العبادي - من الشافعية – ما نصه: قال ابن الرفعة في حاشية الكافية: إن الإمام الشافعي قد نصَّ في الأم على تحريم حلق اللحية، وكذلك نصَّ الزركشي والحليمي في شعب الإيمان وأستاذه القَفَّالُ الشاشيُّ في محاسن الشريعة على تحريم حلق اللحية.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=399113#post399113
قال الشيخ محمد الحامد الحموي رحمه الله
في كتاب حكم اللحية في الإسلام
(مذهب السادة الشافعية
قال في شرح العباب
((فائدة) قال الشيخان يكره حلق اللحية اعترضه ابن الرفعة بأن الشافعي رضي الله تعالى عنه نص في كتاب (الأم) على التحريم
قال الاذرعي الصواب تحريم حلقها جملة لغير علة بها.
ومثله في حاشية ابن قاسم العبادي على الكتاب المذكور اه
انتهى
لعل قول الشافعي رحمه الله بتحريم حلق اللحية في الأم مأخوذ من هذا النص في كتاب جراح العمد -كسر العظام -أرش سلخ الوجه
قال الإمام الشافعي رحمه الله في الأم (6/ 88) (ولو حلقه حلاق فنبت شعره كما كان أو أجود لم يكن عليه شيء والحلاق ليس بجناية لأن فيه نسكا في الرأس وليس فيه كثير ألم وهو وإن كان في اللحية لا يجوز فليس فيه كثير ألم ولا ذهاب شعر لأنه يستخلف ولو استخلف الشعر ناقصا أو لم يستخلف كانت فيه حكومة) انتهى.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=50501#post50501
ـ[أحمد الشهاب]ــــــــ[14 - 03 - 06, 12:02 م]ـ
مع كامل الاحترام للأخ الكريم كاتب التعليق السابق فبالرغم من كل ما نقل، فإن المعتمد والذي عليه الفتوى عند السادة الشافعية هو ما ذكرت من القول بالكراهة، والفتوى عند الشافعية تكون على ما قرره الرافعي والنووي، وابن حجر والرملي من المتأخرين.
وكون أن بعض الشافعية اختار التحريم فلا يجعل هذا التحريم مذهبا للشافعية، كما أن اختيار بعض المالكية كالقاضي عياض للكراهة لا يجعلها مذهبا لمالك.
أما النقل عن نص الأم القول بالتحريم، فالنووي أخبر بالأم وبنصوص الشافعي من غيره، وهو محرر المذهب الذي أفني حياته وعمره في تنقيحه ومعرفته.
وأهل مكة أدرى بشعابها!
ـ[البنهاوي]ــــــــ[14 - 03 - 06, 12:05 م]ـ
جزاكم الله خيرا
لكن لماذا إذا لا يلزم الأخذ ببقية أحاديث المخالفة ... يعني مثلا لماذا لا يأثم من صلى حافيا؟ و ماذا عن المنقول عن شيخ الإسلام في ترك الهدي الظاهر في بلاد الكفر و عدم التمكين للمسلمين؟
ـ[البنهاوي]ــــــــ[14 - 03 - 06, 12:15 م]ـ
مع كامل الاحترام للأخ الكريم كاتب التعليق السابق فبالرغم من كل ما نقل، فإن المعتمد والذي عليه الفتوى عند السادة الشافعية هو ما ذكرت من القول بالكراهة، والفتوى عند الشافعية تكون على ما قرره الرافعي والنووي، وابن حجر والرملي من المتأخرين.
وكون أن بعض الشافعية اختار التحريم فلا يجعل هذا التحريم مذهبا للشافعية، كما أن اختيار بعض المالكية كالقاضي عياض للكراهة لا يجعلها مذهبا لمالك.
أما النقل عن نص الأم القول بالتحريم، فالنووي أخبر بالأم وبنصوص الشافعي من غيره، وهو محرر المذهب الذي أفني حياته وعمره في تنقيحه ومعرفته.
وأهل مكة أدرى بشعابها!
أخي الكريم، استغربت شيئين:
1 - أن تكن الفتوى في مذهب كامل من شيخين فقط
2 - معظم الرد كان عن الإمام ابن الرفعة، فهل هو أيضا من المتأخرين، و هل لم يفني حياته أيضا في تحرير المذهب؟
ـ[أحمد الشهاب]ــــــــ[14 - 03 - 06, 12:25 م]ـ
ابن الرفعة من كبار علماء الشافعية له المطلب العالي شرح وجيز الغزالي قيل إنه في أربعين مجلدا، ولما قابله ابن تيمية قال فيه: رأيت رجلا يتقاطر فقه الشافعية من لحيته.
ولكننا لسنا هنا بصدد ذكر مقام نجم الدين ابن الرفعة، إنما نحن بصدد تقرير مسألة معينة في مذهب معين، وقد ذكرت حكمها في المذهب المسئول عنه.
ومقام ابن الرفعة في المذهب دون مقام النووي والرافعي قطعا.
أما أن الفتوى تدور على شيخين فقط، فهذان الشيخان لا يمثلان شخصين بل مدرستين كاملتين، فهما محررا المذهب واعتماد قولهما لا لذاته فقط بل للتتابع على اعتماده من أئمة الشافعية، ويمكنك للمزيد من الاستيضاح مطالعة كتاب من الأهمية بمكان لا يسع شافعيا ألا يطالعه، وهو الفوائد المكية فيما يحتاجه طلبة الشافعية للسيد علوي السقاف مفتي الشافعية بمكة فستجد فيه الأجوبة الشافية و البيان الواضح في معرفة كتب المذهب ومراتبها، ومعرفة المقدم منها وما الذي عليه الفتوى، ومراتب كتب النووي، وما إذا تخالف كلام النووي في كتبه، ومراتب المتأخرين في الفتوى والاعتماد، وبيان اصطلاحات الشافعية في كتبهم، وغير ذلك من الفوائد النفيسة.
¥