[الرد على سلام الكافر]
ـ[السرخسي]ــــــــ[14 - 03 - 06, 06:33 م]ـ
عن عبدالله بن عمر - رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن اليهود إذا سلم عليكم أحدهم فإنما يقول السام عليكم فقولوا وعليكم)
وفي حديث آخر عن النبي صلى الله عليه وسلم (إذا مررتم باليهود فلا تسلموا عليهم وإذا سلموا عليكم فقولوا وعليكم)
فعلى ضوء هذين الحديثين هناك سؤالان:
1 - هل الحكم خاص باليهودي في الرد " وعليك "
2 - إذا قال اليهودي أو الكافر السلام عليكم فكيف نرد عليه؟
ـ[السرخسي]ــــــــ[15 - 03 - 06, 07:12 م]ـ
هل من مجيب؟
ـ[أحمد يس]ــــــــ[16 - 03 - 06, 12:37 ص]ـ
يقول العلامة ابن القيم في كتابه "أحكام أهل الذمة":
فصل (كيف نرد عليهم إذا تحقق لدينا أنهم قالوا السلام عليكم):
# هذا كله إذا تحقق أنه قال السام عليكم أو شك فيما قال فلو تحقق السامع أن الذمي قال له سلام عليكم لا شك فيه فهل له أن يقول وعليك السلام أو يقتصر على قوله وعليك فالذي تقتضيه الأدلة الشرعية وقواعد الشريعة أن يقال له وعليك السلام فإن هذا من باب العدل والله يأمر بالعدل والإحسان.
# وقد قال تعالى (^ وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها) فندب إلى الفضل وأوجب العدل ولاينافي هذا شيئا من أحاديث الباب بوجه ما فإنه إنما أمر بالاقتصار على قول الراد وعليكم بناء على السبب المذكور الذي كانوا يعتمدونه في تحيتهم وأشار إليه في حديث عائشة رضي الله عنها فقالت ألا ترينني قلت وعليكم لما قالوا السام عليكم? ثم قال إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا وعليكم والاعتبار وإن كان لعموم اللفظ فإنما يعتبر عمومه في نظير المذكور لا فيما يخالفه.
# قال تعالى (^ وإذا جاؤوك حيوك بما لم يحيك به الله ويقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول) فإذا زال هذا السبب وقال الكتابي سلام عليكم ورحمة الله فالعدل في التحية يقتضي أن يرد عليه نظير سلامه وبالله التوفيق.انتهى كلامه.
والله تعالى أعلم.
ـ[السرخسي]ــــــــ[16 - 03 - 06, 02:06 م]ـ
والاعتبار وإن كان لعموم اللفظ فإنما يعتبر عمومه في نظير المذكور لا فيما يخالفه.
ماذا يقصد ابن القيم رحمه الله؟
ـ[أحمد يس]ــــــــ[16 - 03 - 06, 03:22 م]ـ
السلام عليكم:
يقصد -والله أعلم- أن الحديث وإن جاء عاما في لفظه إلا أنه يقصد به إذا تأكد المسلم من أن غير المسلم يقول "السام عليكم" أو شك في هذا أما من تأكد أنه يقول "السلام عليكم" فلا دخل للحديث هنا.
والله أعلم.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[16 - 03 - 06, 08:58 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
يراجع الشرح الممتع للشيخ العثيمين ج 8 ص 82 فما فوقها
ـ[السرخسي]ــــــــ[17 - 03 - 06, 07:09 ص]ـ
الاخ أحمد يس: لقد فهمت مقصود كلام ابن القيم رحمه الله
الاخ الفاسي: لم أجد في الشرح الممتع ذكر لمسالة السلام
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[18 - 03 - 06, 09:44 ص]ـ
أخي الفاضل لعل نسختك تختلف عن التي عندي في الترقيم:
راجع غير مأمور باب "عقد الذمة وأحكامها" عند قول الماتن " ولا بداءتهم بالسلام"
ولعلك تنشط وتنقل كلامه رحمه الله في المسألة
ـ[السرخسي]ــــــــ[18 - 03 - 06, 04:13 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي الفاسي
وهذا كلام الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
وإذا سلموا فيجب علينا ان نرد عليهم بدلالة القرآن والسنة، ولكن هل نرد عليهم بقول: وعليكم؟ أو نرد عليهم بمثل ما سلموا؟
الجواب: لا يخلو السلام الذي ألقوه إلينا إما ان يكون صريحا بقولهم: السلام عليكم، أو صريحا بقولهم السام عليكم، أو غير صريح، لم يبينوا اللام ولم يحذفوها حذفا واضحا، فإن صرحوا بقولهم السلام عليكم كما يوجد الآن في الكفار الذين عندنا يقولون السلام عليكم صراحة، لأن ألسنتهم أعجمية فهم يتعلمون السلام تلقينا فتجده يقول: السلام عليكم بصراحة، فهنا لنا أن نرد عليهم ونقول: عليكم السلام، ولنا ان نقول: وعليكم، وإن صرحوا بقولهم: السام عليكم فإننا نقول: عليكم السام أو نقول وهو أولى: وعليكم، ودليل ذلك ان رجلا يهوديا مر بالنبي صلى الله عليه وسلم فقال: السام عليكم يا محمد، فقالت عائشة رضي الله عنها: عليك السام واللعنة، فنهاها الرسول صلى الله عليه وسلم وقال (إن الله رفيق يحب الرفق) وقال: "إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا وعليكم " وفي الصحيح أنه قال " إن أهل الكتاب يقولون: السام عليكم فإذا سلموا عليكم فقولوا: وعليكم ".
وإن كان محتملا فهنا يتعين أن نقول: وعليكم، لأنه إن قال: السلام فهو عليه، وان قال: السام فهو عليه.
" من كتاب الشرح الممتع على زاد المستقنع " الجزء الثامن صفحة 74 طبعة دار ابن الجوزي