(فالميت لا يأمر الا بالحق و عكس هذا من تلاعب الشيطان) ومن أين هذا؟ بل يأتي الشيطان بصورة الميت ويأمر بالباطل .. بل ويأتي الشيطان فيزعم أنه ذلك الميت كما يأتي لكثير بهيئة منكرة بأنه رسول الله وليس هو .. أو غيره ممن يعرفه الرائي فيكذبه .. ولا يزيد عن كونه حلما من الأحلام! فلا أدري من أين ضبطتم الأمر بهذا النسق لو تفيدونا بارك الله فيكم .. (و حديث الكذّاب و العرّاف .... كذب على كذب) بارك الله فيكم هناك مشاهير أعلام من المعبرين من غير المسلمين وأكثرهم كهان وسحرة وفلاسفة .. كأرطاميدورس وخلق آخرين قبل الإسلام ومن الأحبار والقساوسة معبرين يعبرون بحق .. فلا أظن الإسلام شرطا في التوفيق في التعبير بقدر ما هو أحد شيئين ..
موهبة يمنحها الله لمن شاء ... والثاني هو التعلم والتلقي بالأخذ الصريح أو بالكتب وصقل هذه الموهبة، وهذا مشهور في الصحابة وغيرهم ..
أما ما بعد ذلك - بارك الله فيكم - فهذا كلام كتب كالنابلسي والكتاب المنسوب خطأ إلى ابن سيرين وهو رحمه الله لم يؤلف كتابا ولكنه كتاب أبي سعيد الواعظ .. وغيرهم كأبي شامة والدينوري وابن سرور ... بارك الله فيكم من المعلوم بأن التعلم من الكتب رأس الخيابة إلا لأناس
هم كواحد في عشرة الاف ممن يفتح الله عليهم بموهبة فهم رموز الرؤيا .. فما تفضلتم به ليس
إلا إعادة لما في هذه الكتب التي تعج بها المكتبات ... بارك الله فيكم الرؤيا لا يمكن أن تستشف من قواعد عامة ولكنها تختلف باختلاف حال الرائي كالتقوى أو السن أو الغنى أو البلاد أو الشكل
وله دخل شديد بالفراسة ومعرفة المعبر لحال المستعبر سواء من شكله أو من صوته - بالهاتف-
وليس المقام هنا حول هذا وإلا لو شئت لفصلت لك كل ما قلته حرفا حرفا مما نقلتموه من الكتب .. وحتى لو قلت مثلا هما مال لمن هو في التجارة وولدان لمن هو في .... الخ ... فإن هذا لا يمكن أن تعبره بهذه الهامشيات!! وإلا لما احتاج أحد لأن يبحث عن معبرين .. أخي في الله ... الرؤيا أعمق و أغور وأشد غموضا من مجرد سطور الواحد يأتي فيقول - كما في الكتب - إن رأى كذا فهو كذا وإن رأى كذا فهو كذا .... وأكثرهم يفعل ذلك استجلابا للمستعبرين وهذا لا يجوز .. ولكن الذي يؤتيه الله التعبير - حقا - أول ما يحذرك فإنما من هذه الكتب التي في المكتبات، يأتي الإنسان فيقرأها فيرتجل لنفسه أنسب تعبير إلى نفسه فيلتصق به .. والحق غير ذلك .. يا إخواني الان في هذه الأزمان اصطناع القدرة على تعبير الرؤيا هي تجارة التمشيخ الرائجة لأنها لا تحتاج إلى أكثر من خرط وهذر - أسأل الله لي ولك السلامة - والناس ما أدراهم؟ ويتعلقون بأي شئ يقال لهم حتى لو كان كذبا .. المهم أن لا تزعجهم بالسوء من التعبير حتى لو كان حقا .... وترى هاتفه أو إيميله لا يهدأ أبدا .... وتعال شوف الفتى صار هو الشيخ الشخشيخة الذي يعبر الرؤى!!
أخي الأمر أصعب من رؤس الأقلام التي في الكتب .. نحتاج إلى معبرين حقا .. ولا تؤاخذنا ولكن أرجو أن تتسع صدورنا للمذاكرة والمناصحة .. وجزاك الله خيرا ..
ـ[علي سليم]ــــــــ[16 - 03 - 06, 07:20 ص]ـ
اخي الفاضل ... العماني رعاك الله من عنده و ايدك بنصره ... فانصح فكلنا آذانا صاغية:
اولا فالاحكام تأخذ مأخذ الغالب و الحكم على الغالب لا النادر و لكل قاعدة شواذ ....
ثم قبل الحديث عن الكذب استدللت برؤيا عزيز مصر و هو في الغالب كاذب_على حدّ قولك_لانه كافر ...
ثم_يا رعاك الله_ جعلت الامور محصورة بالميت و الصبي و الجماد و الحيوان .... فيخرج ضمنا البالغ العاقل ....
ثم_ يا رعاك الله_ قلت_اي انا_ (فالميت لا يأمر الا بالحق و عكس هذا من تلاعب الشيطان)
و تعقبتني قائلا (ومن أين هذا؟ بل يأتي الشيطان بصورة الميت ويأمر بالباطل .. )
و لا اجد ان هناك خلافا .... فبداهة عندما نرى الميت يأمر بالباطل هو من تلاعب الشيطان ... و اكّدت هذا عندما قلت (و عكس هذا .... ) و هذا يعني ان لا يشترط للميت ان يكون كلامه صدقا ..... فان كان مما امرنا به في شرعنا فهو حق و الا فهو من تلاعب الشيطان ....
ثم_لا اختلف معك ان تفسير الرؤيا تختلف من شخص الى آخر ... و من زمان الى آخر و بقية الامارات ... و لا يعني هذا اننا لا ندوّن الامر على قواعد .... بيد ان مثل هذه يجب ان لا يتعطاها الا اهل الاختصاص و بقية الرسائل التي كتبتها في نفس القسم تدل على هذا ....
و اشكر حرصك ونصحك ....