[المتعالمون]
ـ[محمد الأمين فضيل]ــــــــ[15 - 11 - 02, 11:42 ص]ـ
هذا موضوع كنت أريد أن أذكره تعقيبا على موضوع: "نصيحة إلى طالب علم الشريعة"، لكني وجدت الموضوع مغلقا فأفردته هنا:
قال مراد شكري في مقدمة كتابه "دفع الشبه الغوية عن شيخ الإسلام ابن تيمية":
" ... فما أبغض الجاهل المتعاقل الذي يُظهر العقل ويتعالم، وما يدري أنه لابسٌ للزور المضاعف! وما أغيظ وأظلم فقاعة الماء التي قامت تلاطم البحر وتسخر منه!
ولكن قدّر الله وما شاء فعل، قدر الله أن ندرك أيام العباءات، وما أدراك ما أيام العباءات؟ وما أدراك ما أيام العمائم البيضاء على الضمائر السوداء، والألسنة النتنة التي طافت في هذا العالم فلم تر ملعقا إلا اللحوم الطاهرة والعروق النابضة بالدفاع عن الإسلام والعقيدة والسنة ...
... جاءت أيام العباءات والتمطق بالألسنة وأسماء الكتب: ألف فلان كذا، ورد فلان بكذا، وقال فلان كذا، والقوم بين هذى وأذى، محفوظهم بضعة أحاديث، ولا بد أن يكون فيها حديث طويل ينفع في الحكايات، وبعض الأراجيز، وصفحتان أو بضع صفحات في مذهب من المذاهب، والمكتبة ضخمة، والنحو منتحٍ، واللغة لغو، والأدب عجب، والأصول معدومة الحصول، والفقه مبعثر، والتفسير مكسّر، والحديث غثيث، ومجموعة من الأطفال تحدق بالإمام الهمام يرددون أقواله ومصنفاته التي قاربت المائة، بعناوين يقصر عنها ابن حجر، ومضامين يستحي منها الحجر، فمِن سَطوٍ على مقامة من مقامات الحريري، أو خطبة للإمام النووي، أو أرجوزة لفلان -وقبلها قلت: والعنوان طنّان- فبربكم أعِلمٌ هذا ومؤلفات أم أنها الغارات في الحارات؟ -كما يقال-، أم أنه اختلط التأليف بالتلفيف؟
قال أبو الطيب:
تَضاحك منّا دهرنا لعتابنا ... وعلّمنا التمويهَ لو نتعلمُ
شريفٌ زُغاويٌّ وزانٍ مُذكّرٌ ... وأعمشُ كحّالٌ وأعمى مُنجّم
ولو سألتَ أحدهم سؤالا في الألفية لأنزلت به بلية، ولو باحثته في منهاج الأصول لما درى ما يقول، ولو قلت له أعربْ لأعجم، ولو سألته في الميراث أدخل الأرباع في الأثلاث! وليت المصيبة إلى هنا وقفت فكفت بل التخليط والتخبيط، فالمقطوع مظنون، والدليل ذليل، والاحتجاج لجاج، والصحيح اعوجاج، وطمروا البلاء بلاءً بالبهتان، وتقويل المرء ما لم يقل، والتلبيس على البُله من الأطفال ومن في عقولهم، وتلاعبوا بالمصطلحات، وخالفوا البدهيات، فوصفهم أنهم لصوص النصوص، ومنهجهم الصياح قبل فهم الاصطلاح، فإن لله وإنا إليه راجعون.
ولكن لا بد في طريق الشهرة من أسلوب قديم معروف وهو: أن تأتي إلى رجل مشهور، وعَلَم طار ذكره وانتشر، فتقوم بالرد عليه، ولا بد أن يكون العنوان لافتا للأنظار حتى يعتقدوا أنك من النظار، كما حصل مع الشاعر بشار، قال بشار بن برد: هجوت جريرا فأعرض عني واستصغرني ولو أجابني لكنت أشعر الناس.
فالأسلوب قديم ومطروق، نعوذ بالله من الفسوق، وعقول الأطفال محل الخيالات دائما، فترى أحدهم يركب قصبة ويراها فرسا سبوقا، ويحمل خشبة يلوح بها على أنها سيف صقيل، وقد يجمع صبيان الحي وينتصب عليهم معلّما، وهكذا:
ومن جهلت نفسه قدره ... رأى غيرُه منه ما لا يرى
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[15 - 11 - 02, 04:30 م]ـ
أخي الكريم هي والله بلية ,,,,
بل ان جملة القوم أخطر في نظري على المسلمين من المقلدة فأن المقلد قد سلك طريقا مسلوكة وجادة مطروقة ...... أما هذا فأنه ضيع الاصول وخرب الفروع فتراة تارة يصطحب البراءة الاصلية واخرى يدعى النظرة الشرعية وثالثة يتمسك باهداب المقاصد الربانية .....
فلا يقر له قرار ولا تعرف له قرار ......
وهم للاسف يتكاثرون ... ولاتدري كيف تناظرهم لعلهم يثوبون او تحجهم لعلهم يرجعون ومن خالط القوم عرف ما ارمي اليه .... ومن مازجهم عرف ما انادي عليه ...
أذا قلت لهم قال احمد .. قال كثير الاقوال والحكايات.
وأذا قلت قال ابو حنيفه ..... قال هذه المصيبة.
واذا قلت قال ابن دقيق العيد قال شافعي رقيق.
اذا قلت ذكر ابن تيمية قال اصوله حنبلية.
اذا قلت له قال الشوكاني قال فيه اعتزالية.
اذا قلت الصنعاني قال على فقه الزيديه.
اذا قلت قال الائمة النجدية قال اهل عقيدة سلفيه
لكن في الفقه لايعدون الحنبلية.
اذا قلت قال الالباني قال تساهل فيه مع تجريح.
فينقضى عجبك ولاتنقضى مثالبه .....
والله ان احدهم قد تكلم على الشيخ الشنقيطي الزاهد الورع والفقيه البرع .... فوصفه اوصاف لاتقال الى على اليهود ومن دونهم بله المسلمين .... وكل هذا لاجل انه خالفه في مسألة يسيرة ...
أما النقاش معهم فتلك القاصمه , فغاية ما هنالك أن يقولك مالا تريد وان ينسب اليك ما انت عنه بعيد ..... ثم هو حال النقاش وحين الكلام قد يوليك ظهره لاتعرف منه معروفا ولاتنكر ... ؟؟!!!
فلا تدري اهو رجع قد منعه عقله من اعلانه .... أو انه خنع لظهور الحجة وقصور بيانه ....
فالله المستعان من هذه البلية وهو المعاذ من هذه الرزية .... اللهم سلم سلم ....
¥