تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[النيل من احكام الليل]

ـ[علي سليم]ــــــــ[16 - 03 - 06, 01:25 ص]ـ

النيل من احكام الليل


فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول:
اذا سمعتم نُباح الكلب بالليل أو نهاق الحمير فتعوذوا باللله فانهم يرون ما لا ترون.
و أقلّوا الخروج اذا هدأت الرِّجل فان الله يبثُّ في ليله من خلقه ما يشاء.
و أجيفوا الابواب و اذكروا اسم الله عليها فان الشيطان لا يفتح بابا أُجيف و ذُكر اسم الله عليه,
و غطّوا الجرار و أكفِئُوا الانية و أوكوا القرب.
اخرجه ابو يعلى في مسنده و صححه الاباني في سلسلته تحت رقم 3184 القسم الاول من المجلد السابع
و لم ار من افرد حول هذا الموضوع رغم اهميته و انما هي حبات هنا و هناك في قعر الكتب الصفراء ....
بيد ان اكثر مما يشتكي منه بنو آدم مبثوث ذكره بين طيّات هذا الحديث المبارك ...
و منذ فترة كانت تراودني نفسي القاصرة لجمع شمل هذه الاحكام في رسالة مستقلة يستفيد منها طالب العلم و من دونه .... حتى افترشت بفراش سوف و التحفت بلحاف لعل و ايقظني بكاء السماء و تنور الارض فاستعنت برب الثقلين محتسبا الاجر و الثواب من عنده لا غير ....
و لا يعني هذا و لا ذاك انها جمعت فحوت و اغنت و استغنت فهي بوابة و بعدها ابواب ....
و لولا المفاوز بيني و بين مكتبتي لكانت على خير .... و الفضل لله تعالى وحده.

مدخل:
النباح هو صوت الكلب و احيانا يطلق ذلك على الظبي و التيس و الحية في حال من الاحوال و الظبي اذا اسنّ و نبتت لقرونه شُعَبٌ نبح قاله ابن منظور في لسانه.
و الامر بالاستعاذة لا يتعلق بحاسة السمع فحسب كما هو منقول بنص الحديث _اذا سمعتم_ فالاصم و من في حكمه له نفس الحكم حيث كانت العواقب عامة فلا فرق بين اصم و صحيح فالكلب و الحمار و النباح و النهاق لا يكونا الا بمرور الشياطين ...
و الشيطان بطبعه لا يفرّق بين صحيح و عليل فالكل عنده من بني آدم و عندما كان الغالب على بني آدم عمل حاسة السمع قال صلى الله عليه و سلم – اذا سمعتم _ ثم هذا السمع للصحيح و النظر للعليل ليس عاما في جميع الاوقات و انما هو مخصوص بالليل فقط. و لذا لم يتعبدنا الله تعالى بان نستعيذ منه على وجه الخصوص عند سماع نباح او نهاق الكلب و الحمار اثناء انتشار الناس في ضوء النهار ....
بيد ان الانسان فقير محتاج دوما الى عون الله تعالى و الاستعاذة به و لولا العون و العوذ لكان له شأن آخر ..
ثم هو أي الانسان لا يكون عبدا لله تعالى عبدا شرعيا لا قدريا الا ان كانت حياته كلها طلب العون و الاستعاذة بخالقه سواء تلفظ بهذا او لم يتلفظ ناهيك ان هناك احكاما يتحتّم على الانسان ان يتلفظ بالاستعاذة و هي كثيرة في كتب الاذكار و منها على سبيل الذكر لا الحصر قوله تعالى _اذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم –
و لذا من البدع المحدثة التلفظ بالاستعاذة عند صوت الكلب او الحمار في ضوء النهار لان تخصيص ما هو عام او تعميم ما هو خاص ما لم يقم على تخصيصه او تعميمه دليل من الكتاب او السنة ابتداع في الدين ....
و الا لما كان له معنى لفظ الليل في حديث جابر و حاشا لرسول الله صلى الله عليه و سلم ان يتلفظ بما هو سدى ....
ثم اخذنا حكم نهيق الحمار و تخصيصه من حديث ابو هريرة كما في صحيح البخاري و مسلم فقال:
اذا سمعتم صياح الديكة بالليل فاسلوا الله تعالى من فضله و ارغبوا اليه فانها رأت ملكا و اذا سمعتم نهيق الحمار بالليل فتعوذوا بالله من الشيطان فانه رأى شيطانا.
ففي حديث جابر ان نباح الكلب او نهيق الحمار باللي لا يكون الا عندما يرون ما لا نراه بينما حديث ابو هريرة يوضّح و يفسّر من هو ذاك الذي لا نراه ....
و من الاول قوله تعالى كما في سورة الاعراف:
يبني آدم لا يفتننكم الشيطان كما اخرج ابويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما انه يراكم هو و قبيله من حيث لا ترونهم انا جعلنا الشياطين اولياء للذين لا يؤمنون.
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير