و لذا كان على المسلم الاحتراز التام من عدوِّ غير مرئيّ و الحيلولة دون الاقتراب مه بحال من الاحول فعندما تشعر بمروره يلزمك طلب العوذ من الله تعالى كما في حديثنا هذا و عندما تشعر بتشخيص بصره نحو عورتك فليزمك بوضع ساتر بينك و بينه كساتر قوله تعالى – و اذا قرأت القرآن جعلنا بينك و بين الذين لا يؤمنون بالاخرة حجابا مستورا_ و كفعل خاتم الرسل صلى الله عليه و سلم مع ام جميل و كنت ذكرت ذلك في رسالة مستقلة ...
فعن انس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ستر ما بين اعين الجن و عورات بني آدم ان يقول الرجل المسلم اذا اراد ان يطرح ثيابه: بم الله الذي لا اله الا هو. صححه الالباني في اروائه.
ثم و عند خروجك من عشّك من بيتك يلزمك ان تنحّي الشيطان عنك فقال صلى الله عليه و سلم من حديث انس كما في سنن ابي داود و الترمذي و النسائي و صححه جمع من اهل العلم كالحاكم و الذهبي حسنه الترمذي ...
قال: من قال:_يعني اذا خرج من بيته_باسم الله توكلت و لا حول و لا قوة الا بالله يُقال له: كُفيت و وُقيت و هُديت و تنحّى عنه الشيطان.
ثم اذا دخل الخلاء يعوذه ان يلتجئ الى خالقه و يطلب منع العوذ فعن انس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه و سلم كما في الصحيحين كان يقول عند دخول الخلاء: اللهم اني اعوذ بك من الخبث و الخبائث.
و كذلك عند دخول المسجد يلزمه الاستعاذة من الشيطان و لو تتّبعت اماكن الاستعاذة من الشيطان التي تعبدنا الله تعالى بها لطال بنا المقام ....
فانت و في الصلاة و عند تلاوتك للقران و دخولك بيت الله و غير ذلك .... يلزمك الابتعاد عن الشيطان و حزبه و اني لاتعجب من اناس ينتسبون الى سلفنا الصالح همهّم المقرون و شغلهم الشاغل ان ينطق الشيطان على لسان المريض الملبوس الممسوس!!! فكل السبل تحثك ايها المسلم على الابتعاد عن الشيطان و دربه و ذاك المعالج و اقرانه ديدنهم الاقتراب منه!!!
ثم يبنون احكاما و يستنتجون ابحاثا من فيه _ صدقك و هو كذوب_ و بعد هذا تراهم يعاملون بني جنسهم تحت منظار – صدقك و هو كذوب- و حظي الاول أي الشيطان ب- كذبك و هو صدوق- او – صدقك و هو صدوق- و انها لاحدى الكبر!!!
عود على بدء:
الحكم الاول ان تستعيذ بالله تعالى من الشيطان عند سماع السميع او رؤية العليل نباح الكلب او نهاق الحمار في الليل ....
و الحكم الاخر نأخذه من حديث ابي هريرة المذكور آنفا: اذا سمعتم صياح الديكة بالليل فاسلوا الله تعالى من فضله و ارغبوا اليه فانها رأت ملكا ...
و سؤال الله تعالى له موجبات و موانع فمن موجباته حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال و هو أي الحديث موقوف في حكم المرفوع و صححه الالباني تحت رقم3204
: اذا اراد احدكم ان يسأل فليبدأ بالمدحة و الثناء على الله بما هو اهله ثم ليصل على النبي صلى الله عليه و سلم ثم ليسأل بعد فانه اجدر ان ينجح.
و يؤيده حديث عبد الله كما هو عند الترمذي حسن صحيح:
كنت اصلي و النبي صلى الله عليه و سلم و ابو بكر و عمر معه فلما جلست بدأت بالثناء على الله ثم الصلاة على النبي ثم دعوت لنفسي فقال النبي: سل تعطه, سل تعطه.
ثم فضل الله تعالى كبير فاختر منه اعظمه و اكبره ...
فعن عرباض بن سارية كما في تاريخ البخاري و صححه الالباني تحت رقم3972:
ان النبي صلى الله عليه و سلم قال: اذا سألتم الله فسلوه الفردوس .... الحديث.
و منها رؤية الله تعالى متعنا الله و اياكم برؤياه .....
و الحكم الثالث:
قوله صلى الله عليه و سلم: و أقلّوا الخروج اذا هدأت الرِّجل فان الله يبثُّ في ليله من خلقه ما يشاء.
الاقلال الا للضرورة بالخروج ليلا عندما تهدؤا ارجل بني آدم عادة لا عرفا و لا شياطين الانس فالعبرة بالانس فان شياطين الانس لا تهدؤا لهم رجلا طوال الليل فبين اللهو و الفجور و الزنى و شرب الخمور نسأل الله تعالى السلامة ...
هذا و يؤيده حديث جابر كما عند الحميدي و صححه الالباني تحت رقم 3454
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: كفّفوا صبيانكم عند فحمة العشاء و اياكم و السمر بعد هدأة الرِّجل فانكم لا تدرون ما يبثّ الله من خلق؟ فاغلقوا الاباب و اطفئوا المصباح و اكفئوا الاناء و اوكوا السقاء.
¥