وقبل البدء في ذكر الشبة وردود أهل العلم عليها سأذكر بعض المسائل المتعلقة بموضوع المولد أيضاً، لعل يكون فيها فائدة، خصوصاً أني رأيت أن البعض قد أثارها في بعض المواقع.
وفي الختام أسأل الله أن يجعل عملي هذا خالصاً لوجهه الكريم، كما أسأله أن يجعل فيما أكتبه فائدة للأخوة القراء بارك الله فيهم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الفصل الأول:
فصل في بيان أن الذين ينكرون الاحتفال بالمولد ليس معناه انهم يبغضون الرسول صلى الله عليه وسلم وأن ما ينسبه إليهم البعض من تكفير من يقيم الموالد كذب: لقد أشاع الكثير ممن يقيمون الاحتفال بالمولد النبوي أن من ينكر هذا الاحتفال إنما هو يكره الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا من الكذب الصريح، كما أشاعوا أن من ينكر تلك الموالد يعتبرها شركا اكبر! وأن من يحتفل بالمولد يعتبر مشركا! وهذا أيضاً كذب وإليك فيما يلي بعض أقوال أولئك المحتفلين حول هذا الأمر وبيان كذبهم في ذلك:
1 ـ قال يوسف الرفاعي في " الرد المحكم المنيع على منكرات وشبهات ابن مني" (ص15 - 16) وهو يشير إلى مقال له نشره في جريدة السياسة الكويتية: (و كان عنوان وموضوع مقالي (الرد على الشيخ عبدالعزيز بن باز) عندما هاجم الاحتفال بالمولد النبوي واعتبره شركا وبدعة … الخ).
2ـ قال راشد المريخي في " إعلام النبيل" (ص17 ـ): (وإذا احتفل أحد بليلة مولده صلى الله عليه وسلم تعظيما له وإقامة لأبهة الإسلام .. قالوا: هذا مشرك … فنعوذ بالله من ناشئة تكفر الأمة بمدح النبي صلى الله عليه وسلم أو الاحتفال بمولده) انتهى باختصار.
ولبيان كذب أولئك أنقل فيما يلي بعض أقوال النكرين للاحتفال بالمولد وتصريحهم أن إنكارهم للمولد هو بسبب انه بدعة وليس شركا:
1 ـ قال الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز ـ رحمه الله ـ في " مجموع فتاوى ومقالات متنوعة " (2/ 380) (كتبت منذ أيام مقالاً يتضمن جواب سؤال عن حكم الاحتفال بالد، وأوضحت فيهأن الاحتفال بها من البدع المحدثة في الدين. وقد نشر المقال في الصحف المحلية السعودية وأذيع من الإذاعة. ثم علمت بعد ذلك أن إذاعة لندن نقلت عني في إذاعتها الصباحية أني أقول بأن الاحتفال بالموالد كفر. فتعين علي إيضاح الحقيقة للقراء فأقول إن ما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية في إذاعتها الصباحية في لندن منذ أيام عني أني أقول بأن الاحتفال بالموالد كفر، كذب لا أساس له من الصحة وكل من يطلع على مقالي يعرف ذلك. وإني لآسف كثيراً لإذاعة عالمية يحترمها الكثير من الناس ثم تقدم هي أو مراسلوها على الكذب الصريح. وهذا بلا شك يوجب على القراء التثبت في كل ما تنقله هذه الإذاعة خشية أن يكون كذباً كما جرى في هذا الموضوع ... الخ).
2 ـ وقال الشيخ أبو بكر الجزائري حفظه الله في " الإنصاف فيما قيل في المولد من الغلو والإجحاف " (ص76):
(إن مثل هذه البدعة ـ أي بدعة المولد النبوي- لا تكفر فاعلها ولا من يحضرها، ووصم المسلم بالكفر والشرك أمر غير هين).
3 ـ وقال أيضا (ص 5) من المصدر السابق: (يشاع بين المسلمين أن الذين ينكرون بدعة المولد هم أناس يبغضون الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يحبونه، وهذه جريمة قبيحة كيف تصدر من عبد يؤمن بالله واليوم
الآخر؟ إذ بغض الرسول صلى الله عليه وسلم أو عدم حبه كفر بواح لا يبقى لصاحبه أية نسبة إلى الإسلام والعياذ بالله تعالى) اهـ.
4 ـ قال الشيخ علي بن حسن الحلبي ـ حفظه الله ـ في تعليقه على " المورد في عمل المولد " للفاكهاني (ص19): (يظن بعض الجهلة في زماننا أن الذين لا يجيزون عمل المولد والاحتفال به لا يحبون النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا ظن آثم، ورأي كاسد، إذ المحبة وصدقها تكون في الاتباع الصحيح للنبي صلى الله عليه وسلم، ا قال تعالى: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم) (آل عمران: 31))
اهـ.
الفصل الثاني:
فصل في بيان ان المحتفلين بالمولد يعتبرونه من الدين وان من يحضره يثاب على فعله
1 ـ قال السيوطي ـ رحمهالله ـ في "حسن المقصد في عمل المولد" ضمن " الحاوي للفتاوى" (1/ 189)
¥