تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ابن علوي التي توهمها وابتكرها صحيحة لكان النبي صلى الله عليه وسلم يهتم بأوقات هذه الأمور العظيمة

ويعقد الاجتماعات لتذكرها وتعظيم أيامه. وفي تركه صلى الله عليه وسلم ذلك أبلغ رد على مزاعم ابن علوي وغيره وتقولهم على النبي صلى الله عليه وسلم) انتهى بتصرف واختصار.

ــــــــــــ

6 ـ الشبهة السادسة: ما جاء عن عروة أنه قال في ثويبة مولاة أبي لهب: وكان أبولهب أعتقها فأرضعت النبي صلى الله عليه وسلم فلما مات أبو لهب أريه بعض أهله بشر حيبة قال له: ماذا لقيت؟ قال أبو لهب: لم ألق بعدكم غير أني سقيت في هذه بعتاقتي ثويبة ".

استدل محمد بن علوي المالكي بهذه القصة في رسالته (حول الاحتفال بالمولد) (ص8) حيث قال:

(أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف تعبير عن الفرح والسرور بالمصطفى صلى الله عليه وسلم وقد انتفع به الكافر .. فجاء في البخاري أنه يخفَف عن أبي لهب كل يوم اثنين بسبب عتقه لثويبة جاريته لما بشرته بولادة المصطفى صلى الله عليه وسلم ...

وهذه القصة رواها البخاري في الصحيح في كتاب النكاح ونقلها الحافظ ابن حجر في الفتح … وهي وإن كانت مرسلة إلا أنها مقبولة لأجل نقل البخاري لها واعتماد العلماء من الحفاظ لذلك ولكونها في المناقب والخصائص لا في الحلال والحرام وطلاب العلم يعرفون الفرق في الاستدلال بالحديث بين المناقب والأحكام وأما انتفاع

الكفار بأعمالهم ففيه كلام بين العلماء ليس هذا محل بسطه، والأصل فيه ما جاء في الصحيح من التخفيف عن أبي طالب بطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم) انتهى باختصار.

والجواب: أولاً: يفهم مما جاء في.

ثانياً: قال العلامة الأنصاري رحمه الله في (القول الفصل) (ص84 – 87):

(ان هذا الخبر لا يجوز الاستدلال به لأمور:

أولاً: أنه مرسل كما يتبين من سياقه عند البخاري في باب (وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم) " ويحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب " من صحيحه فقد قا: (حدثنا الحكم بن نافع أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني عروة بن الزبير أن زينب ابنة أبي سلمة أخبرته أن أم حبيبة نت أبي سفيان أخبرتها أنها قالت: (يا رسول الله انكِحْ أختي بنت أبي سفيان، فقال: أو تحبين ذلك؟ فقلت: نعم، لست لك بمخليةٍ، وأحب من شاركني في خيرٍ أختي.

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن ذلك لا يحل لي.

قلت: فإنا نحدث أنك تريد أن تنكح بنت أبي سلمة. قال: بنت أم سلمة؟

قلت: نعم. فقال: (لو أنها لم تكن ربيبتي في حجري ماحلت لي. إنها لاَبنة أخي من

الرضاعة. أرضعتني وأبا سلمة ثويبة فلا تعرضن علي بناتكن ولا أخواتكن).

قال عروة: وثويبة مولاة لأبي لهبٍ وكان أبو لهبٍ أعتقها فأرضعت النبي صلى الله عليه وسلم، فلما مات أبو لهب أريه بعض أهله بشر حِيبةٍ، قال له: ماذا لقيت؟

قال أبو لهب: لم ألق بعدكم. غير أني سقيت في هذه بعتاقتي ثويبة ") انتهى.

ولهذا قال الحافظ ابن حجر " فتح الباري " (9/ 49): (إن الخبر ـ أي المتعلق بتلك القضية ـ مرسل أرسله عروة ولم يذكر من حدثه به ... الخ).

وبه نعلم انه لا يجوز الاستدلال بهذا الخبر لأنه مرسل والمرسل من قسم الضعيف لأننا لا نعلم صدق من أخبر عروة بذلك الخبر؛ والبخاري رحمه الله لم يشترط الصحة في كتابه إلا على الأحاديث المتصلة السند.

ثانياً: أن ذلك الخبر لو كان موصولا لا حجة فيه لأنه رؤيا منام ورؤيا المنام لا يثبت بها حكم شرعي ذكر ذلك أيضا الحافظ ابن حجر. وقد قال علوي بن عباس المالكي والد محمد المالكي في " نفحات الإسلام من البلد الحرام" (ص164–165) والذي جمع مواضيعه ورتبه محمد المالكي نفسه؛ أثناء إنكاره القصة المشهورة الباطلة عن الشيخ احمد خادم الحجرة النبوية: (النبي صلى الله عليه وسلم قد بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة، وترك للناس شريعة واحدة لا تحتاج إلى تتميم برؤيا في المنام، والرؤيا المنامة ليست طريقاً للتشريع ولا مستنداً لحكم شرعي أصلاً لأن النائم لا يضبط لغفلته بمنامه فكيف يعتمد على رؤياه ... الخ).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير