فقد قال الحافظ الذهبي في (تاريخ الإسلام) (1/ 142) بعد إيراد كلام البيهقي هذا في إسنادها:
(قلت: ابن زبريق ـ أي إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الزبيدي ـ تكلم فيه النسائي) اهـ.
وقال في ترجمته من (ميزان الاعتدال) (1/ 181) ان ا قال ليس بثقة ثم قال أبو داود ليس بشيء وكذبه محدث حمص محمد ابن عوف الطائي. تعقب الذهبي بهذا قول أبي حاتم في ابن زبريق: (لا باس به سمعت ابن معين يثني عليه).
وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره لسورة الإسراء بعد إيراده حديث شداد بن أوس هذا من طريق الترمذي:
(رواه البيهقي من طريقين عن أبي إسماعيل الترمذي به) ثم قال بعد تمامه: (هذا إسناد صحيح قال وقد روى هذا الحديث عن شداد بن أوس بطوله الإمام أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم في تفسيره عن أبيه عن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الزبيدي به) ذكر بن كثير هذا كله ثم قال: (ولا شك أن هذا الحديث أعني الحديث المروي عن شداد بن أوس مشتمل على أشياء منها ما هو صحيح كما ذكره البيهقي ومنها ما هو منكر كالصلاة في بيت لحم وسؤال الصديق عن نعت بيت المقدس وغير ذلك والله أعلم) اهـ.
وأما رواية أنس رضي اله عنه لهذا الحديث فعند النسائي في كتاب الصلاة تحت عنوان فرض الصلاة في (1/ 221) من (المجتبى) قال: (اخبرنا عمرو ابن هشام قال حدثنا مخلد هو ابن الحسين عن سعيد بن عبدالعزيز قال حدثنا يزيد ابن أبي مالك قال حدثنا أنس بن مالك أن رسول الله صلى اه عليه وسلم قال: (ثم ذكر الحديث وفيه): (ثم قال: نزل فصل فنزلت فصليت فقال أتدري أين صليت؟ صليت ببت لحم حيث ولد عيسى عليه السلام …) الخ.
ومن طريق (المجتبى) للنسائي هذا أورد ابن كثير هذه الرواية في تفسيره (3/ 6) ضمن أحاديث الإسراءقال في (ص5): (فيها غرابة ونكارة جدا). وقال في (الفصول في اختصار سيرة الرسول) في حديث انس هذا الذي رواه النسائي في (المجتبى):
(غريب منكر جدا وإسناده مقارب وفي الأحاديث الصحيحة ما يدل على نكارته والله أعلم) اهـ.
وأما رواية أبييرة رضي الله عنه لهذا الحديث فعند ابن حبان في (المجروحين) (1/ 187 - 188) في ترجمة بكر بن زياد الباهلي قال أبو حاتم بن حبان بعد أن ذكر أنه شيخ دجال يضع الحديث على الثقات لا يحل ذكره في الكتب الا على سبيل القدح فيه قال (روى ـ أي بكر بن زياد الباهلـ بكر بن زياد عن عبدالله بن المبارك عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن أبي هريرة (ثم ذكر الحديث) وهذا شيء لا يشك عوام أصحاب الحديث أنه موضوع فكيف البزل في هذا الشأن) انتهى كلام ابن حبان.
وقد تلقى كلام ابن حبان في بكر بن زياد الاهلي هذا ابن الجوزي في (الموضوعات) (1/ 113 –114)، والسبكي في (شفاء السقام) (ص133)، والذهبي في (ميزان الاعتدال) (1/ 345)، والشوكاني في (الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة) (ص 441).
وقال ابن كثير في (الفصول في اختصار رة الرسول) (ص122) بعد ان ذكر حديث انس المتقدم و ذكر انه غريب منكر جدا قال: (وكذلك الحديث الذي تفرد به بكر بن زياد الباهلي المتروك عن عبدالله بن المبارك عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الل عليه وسلم قال: (ليلة أسري بي قال جبريل هذا قبر أبيك إبراهيم انزل فصل فيه) لا يثبت أيضا لحال بكر بن زياد المذكور) اهـ.
وقال شيخ الاسلام ابن تيمية في (تفسير سورة الإخلاص) (ص 169): (الذي يرويه بعضهم في حديث الإسراء أنه قيل للنبي صلى اله عليه وسلم هذه طيبة انزل فصل فنزل فصلى هذا مكان أبيك انزل فصل كذب موضوع لم يصل النبي صلى الله عليه وسلم تلك الليلة الا في المسجد الأقصى خاصة كما ثبت ذلك في الصحيح ولا نزل إلا فيه) اهـ.
وقال ابن القيم في (زاد المعاد): (قد قيل انه ـ أيلنبي صلى الله عليه وسلم ـ نزل ببيت لحم و صلى فيه ولم يصح ذلك عنه ألبته) اهـ.
هذا كلام أولئك العلماء في روايات أمر جبريل عليه السلام النبي صلى الله عليه وسلم به يتضح بطلان دعوى الحافظ ابن حجر في (لسان الميزان) (2/ 50–51 (ان الموضمن حديث بكر بن زياد هو من قوله (ثم أتى الصخرة) وأما باقية فقد جاء في طريق أخرى فيها الصلاة ببيت لحم وردت من حديث شداد بن أوس) اهـ) انتهى كلام العلامة الأنصاري رحمه الله بتصرف.
¥