وقال الشيخ حمود التويجري رحمه الله عن رواية انس رضي الله عنه لهذا الحديث (ا لرد القوي) (ص 86):
(رواه النسائي في سننه عن عمرو بن هشام عن مخلد ـ وهو ابن يزيد القرشي ـ عن سعيد بن عبدالعزيز عن يزيد بن أبي مالك عن انس بن مالك رضي الله عنه، وقد قال الحافظ ابن حجر في كل من يزيد ومخلد أنه صدوق له أوهام. وقال الذه في (الميزان) يزيد بن أبي مالك صاحب تدليس وإرسال عمن لم يدرك، وقال يعقوب الفسوي يزيد بن أبي مالك فيه لين، وقال الذهبي أيضا في ترجمة مخلد بن يزيد القرشي صدوق مشهور روى حديثا في الصلاة مرسلا فوصله قال أبو داود مخلد شيخ إنما رواه الناس مرسلا وقال الحافظ ابن حجر في ترجمة مخلد بن يزيد القرشي من "تهذيب التهذيب" قال الأثرم عن احمد لا باس به وكان يهم وقال الساجي: كان يهم ثم ذكر ابن حجر من أوهامه حديثا وصله وهو مرسل.
وهذا مما يدعو إلى التوقف في قبول الحديث لأنه يحتمل أن يكون قد وقع فيه وهم من أحد الرجلين. ولهذا قال الحافظ ابن كثير ان فيه غرابة ونكارة جدا) اه.
ثانياً: قال العلامة التويجري رحمه الله في (الرد القوي) (ص87 ـ 88):
(روى الإمام احمد وأبو داود الطيالسي بإسناد صحيح عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أتيت بالبراق وهو دابة أبيض فوق الحمار ودون البغل فلم نزايل ظهره أنا وجبريل حتى انتهينا إلى بيت المقدس .. ) الحديث وقد رواه الترمذي وقال: (هذا حديث حسن صحيح) وصححه أيضا ابن حبان والحاكم والذهبي، وفي قوله صلى الله عليه وسلم: (فلم نزايل ظهره أنا وجبريل حتى انتهينا إلى بيت المقدس) أبلغ رد على ما جاء في حديث انس وشداد بن أوس وأبي هريرة رضي الله عنهم، ولو ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى ليلة الإسراء وهو ذاهب إلى بيت المقدس في بيت لحم لم يكن في ذلك ما ييد بدعة المولد ولا غيرها من البدع، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر أمته بتعظيم بيت لحم و لم يأمرهم بالصلاة فيه ولم يكن أحد من الصحابة رضي الله عنهم يعظم بيت لحم ويصلي فيه. والخير كل الخير في اتباع ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم، والشر كل الشر في مخالفتهم والأخذ بالبدع
وتعظيمها وتعظيم أهلها وإطراح الأحاديث الصحيحة في ذم المحدثات والتحذير منها) اهـ
10 ـ الشبهة العاشرة: ان شعراء الصحابة كانوا يقولون ئد المدح في الرسول صلى الله عليه وسلم مثل
كعب بن زهير وحسان بن ثابت فكان يرضى عملهم ويكافئهم على ذلك بالصلات والطيبات.
استدل بهذا هاشم الرفاعي في مقاله كما في " الرد القوي" (ص 78) للتويجري والحميري في " بلوغ المأمول" (ص 49 – 52).
ااب: قال العلامة التويجري رحمه الله في " الرد القوي" (ص 79):
(لم يذكر عن أحد من شعراء الصحابة رضي الله عنهم، أنه كان يتقرب إلى النبي صلى الله عليه وسلم بإنشاد القصائد في ليلة مولده وإنما كان إنشادهم في الغالب عند وقوع الفتوح والظفر بالأعداء، على هذا فليس إنشاد كعب بن زهير وحسان بن ثابت وغيرهما من شعراء الصحابة رضي الله عنهم بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ما يتعلق به الرفاعي وغيره في تأييد بدعة المولد) انتهى كلامه باختصار.
ـــــــــــ
11 ـ الشبهة الحادية عشر: أن الموالد اجتماع ذكر وصدقة ومدح وتعظيم للجناب النبوي وهذه أمور مطلوبة شرعا وممدوحة وجاءت الآثار الصحيحة بها وبالحث عليها.
الجواب: (الجواب عن هذه الشبهة بأمور أحدها: ما أوضحه السيد رشيد رضا في الجزء لخامس من " الفتاوى" وهو أن الإنكار على إقامة المولد وان كان يحتوي على بعض الأمور المشروعة يرجع إلى ذلك الاجتماع المخصوص بتلك الهيئة المخصوصة في الوقت المخصوص وإلى اعتبار ذلك العمل من شعائر الإسلام التي لا تثبت إلا بنص الشارع بحيث يظن العوام والجاهلون بالسنن أن عمل المولد من أعمال القرب المطلوبة شرعا. وعمل المولد بهذه القيود بدعة سيئة وجناية على دين الله وزيادة فيه تعد من شرع ما لم يأذن به الله ومن الافتراء على الله والقول في دينه بغير علم. قال العلامة ابن الحاج ـ رحمه الله ـ في (المدخل) (2/ 312):
¥