الله عليه وسلم فإن وافقتها علم أن الرؤيا حق وأن الكلام حق وتبقى الرؤيا تأنيساً له وإن خالفتها علم ان الرؤيا حق وأن الكلام الذي وقع له فيها ألقاه الشيطان له في ذهنه والنفس الأمارة لأنهما يوسوسان له في حال يقظته فكيف في حال نومه … الخ).
وقال الإمام الشاطبي في (الاعتصام) (1/ 209): (الرؤيا من غير الأنبياء لا يحكم بها شرعا على حال إلا أن تعرض على ما في أيدينا من الأحكام الشرعية فإن سوغتها عمل بمقتضاها وإلا وجب تركها والإعراض عنها وإنما فائدتها البشارة أو النذارة خاصة وأما استفادة الأحكام فلا) اهـ.
وقال الإمام ابن كثير في " البداية والنهاية" (1/ 94) تعليقاً على ما ذكره الحافظ ابن عساكر في ترجمة احمد بن كثير أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم وأبابكر وعمر وهابيل واستحلف هابيل أن هذا ـ أي الدم الموجود بالمكان الذي يقال ـ بأنه هو الذي قتل فيه قابيل أخاه هابيل المسمى بمغارة الدم بدمشق ـ دمه ـ أي هابيل ـ فحلف له وذكر أنه سأل الل تعالى أن يجعل هذا المكان يستجاب عنده الدعاء فأجابه إلى ذلك وصدقه في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال إنه وأبا بكر وعمر يزورون هذا المكان في كل يوم خميس) قال ابن كثير تعليقاً على ذلك ما نصه:
(هذا منام لو صح عن احمد بن كثير هذا لم يترتب عله حكم شرعي) اهـ انتهى كلام العلامة الأنصاري باختصار.
وقد نقلت فيما سبق أثناء الرد على من استدل بقصة تخفيف العذاب عن أبي لهب الضعيفة كلاما لعلوي بن عباس المالكي والد محمد المالكي في (نفحات الإسلام من البلد الحرام) والذي جمع مواضيعه ورتبه محمد بن علوي المالكي نفسه (ص164– 165) حول عدم شرعية اخذ الأحكام من المنامات.
ــــــــــ
15 ـ الشبهة الخامسة عشر: قول السخاوي رحمه الله في (التبر المسبوك) (ص14):
(إذا كان أهل الصليب اتخذوا ليلة مولد نبيهم عيداً أكبر فأهل الإسلام أولى بالتكريم جدر).
استدل بهذا القول هاشم الرفاعي في مقاله كما في (الرد القوي) للتويجري رحمه الله (ص 25).
الجواب: قال العلامة التويجري رحمه الله في (الرد القوي) (ص 25 – 26):
(لا شك أن الاحتفال بالمولد النبوي واتخاذه عيداً مبني على التشبه بالنصارى في اتخاذهم مولد المسيح عيداً. وهذا مصداق ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع، حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه. قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟) رواه البخاري ومسلم واحمد. وإذا علم أن عيد المولد مبني على التشبه بالنصارى فليعلم أيضاً أن التشبه بالنصارى وغيرهم من المشركين حرام شديد التحريم لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
(من تشبه بقوم فهو منهم) رواه احمد وأبو داود) انتهى كلامه باختصار.
وقد تعقب هذا القول الملا علي القارئ في (المورد الروي في المولد النبوي) (ص16) بقوله:
(قلت لكن يرد عليه أنا مأمورون بمخالفة أهل الكتاب).
ــــــــــ
16 ـ الشبهة السادسة عشر: ان الاحتفال بالمولد يعتبر إحياء لذكرى الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا مشروع في الإسلام.
استدل بذلك محمد بن علوي المالكي في (حول الاحتفال بالمولد) (ص20) حيث قال: (أن الاحتفال بالمولد إحياء لذكرى المصطفى صلى الله عليه وسلم وذلك مشروع عندنا في الإسلام، فأنت ترى أن أكثر أعمال الحج إنما هي إحياء لذكريات مشهودة ومواقف محمود. الخ).
الجواب: قال الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله في رسالته (حكم الاحتفال بالمولد النبوي والرد على من أجازه) (ص29 ـ 30):
(النبي صلى الله عليه وسلم قد قال الله في حقه (ورفعنا لك ذكرك) فذكره مرفوع في الأذان والإقامة والخطب والصلوات وفي التشهد والصلاة عليه وفي قراءة الحديث واتباع ما جاء به، فهو أجل من أن تكون ذكراه سنوية فقط، ولكن الأمر كما قال السيد رشيد رضا في كتابه (ذكرى المولد النبوي) قال – أي السيد رشيد رضا ـ: (إن من طباع البشر أن يبالغوا في مظاهر تعظيم أئمة الدين أو الدنيا في طور ضعفهم ـ أي البشر ـ في أمر الدين أو الدنيا؛ لأن هذا التعظيم لا مشقة فيه على النفس، فيجعلونه بدلاً مما يجب عليهم من الأعمال الشاقة التي يقوم بها أمر الدين أو الدنيا، و إنما التعظيم الحقيقي بطاعة المعظم، والنصح له، والقيام
¥