تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[فصل الخطاب حول الجنة و الثواب و العقاب]

ـ[علي سليم]ــــــــ[16 - 03 - 06, 06:53 ص]ـ

فصل الخطاب حول الجنة و الثواب و العقاب


إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره, و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضلّ له و من يضلل فلا هادي له , و اشهد أن لا اله الاّ الله وحده لا شريك له و اشهد أن محمدا" عبده و رسوله.

(يايها الّذين آمنوا اتّقوا اللّه حقّ تقاته و لا تموتنّ الاّ و انتم مسلمون)

(يايها النّاس اتّقوا ربّكم الذي خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بثّ منهما رجالا" كثيرا" و نساء" و اتّقوا الله الذي تتساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا")

(يايها الذين آمنوا اتّقوا الله و قولوا قولا" سديدا", يصلح لكم أعمالكم و يغفر لكم ذنوبكم و من يطع الله و رسوله فقد فاز فوزا" عظيما")
أما بعد:
فانّ اصدق الحديث كتاب الله و احسن الهدي هدي محمد و شرّ الأمور محدثاتها و كل محدثة بدعة , و كل بدعة ضلالة , و كل ضلالة في النّار.
و بعد:
كثرت الشكوك و الظّنون و خشعت أصوات اهل اليقين و الجحود ولسان حالهم لا لخلع الحجاب و لا لسّفور , لا لابداء الزينة و دونها العيون, فهتكوا سترا حيث المضمون, و أظهروا سرا" يوازي الجنون ....

فالغاية من خلق العباد الاذلال و الخضوع, (و ما خلقت الجن و الانس الا ليعبدون) و ثمن الانقياد و التّسليم الخلود (و الذين آمنوا و عملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ابدا" .. ) و العمل مفتاح الدّخول و الوصول (ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون) و نيل رحمة الخالق شرطا" للولوج (لن يدخل الجنة احد بعمله .... الا ان يتغمدني الله برحمة ... الحديث) ...
و الفارق بين دار الفناء و الخلود, رفع التكليف و ابقاء رسم العبد و شكر المعبود (و لهم فيها ما يشتهون) (ادخلوا الجنة لا خوف عليكم و لا انتم تحزنون)
بيد ان العبد مسيّر فلا كفر ولا جحود (ان الذين عند ربك يسبحون الليل و النهار لا يفترون) فأهل الجنة يتزاورون و يتناكحون (لهم فيها أزواجا مطهرة) (متكئين على سررمتقابلين) تحيتهم تسليم ثم تحميد و دعواهم تمجيد و تسبيح (ان الذين آمنوا و عملوا الصالحات يهديهم ربهم بايمانهم تجري من تحتهم الانهار في جنات النعيم) (دعواهم فيها سبحنك اللهم و تحيتهم فيها سلام و آخر دعواهم ان الحمدلله رب العالمين) ....

و بعد هذه المقدمة الجامعة النّافعة و التي حوت ما ادين الله تعالى به اعتقادا و عملا في حين زلت اقدام القوم فمنهم من فضّل السكوت و النّوم وآخرين آثروا العتاب و اللوم ...

فمن دخل الجنة فقد ولج في عبادة ربه لا يفتر و لا يمل بل هذا غذاء البدن و الروح كما انها لا تعيش لحظة من دون هواء الدنيا واستعمالها اياه لا مشقة فيه فكذلك عبادة اهل الجنة لربهم فهو نعيم هيّن ليّن ...

اذا تختلف كلا العبادتين فعبادة اهل الارض يترتب عليها ثواب و عقاب و اقبال و ادبار ...
بيد ان اهل الجنة لا خيار لهم فهم مسيّرون فلم يبق من الثواب الا نعمته و لا من العقاب الا حصاده ..

و لا يطلق لفظ المكلف الاّ على المخيّر كحال اهل الارض و لذا اهل الجنة ليسوا بمكلفين و انما تكلفهم ضمن التيسيير حيث لا منّة ...
و اذا اطلقنا ذا الاسم فلم نرد منه الا تكليف المسيّر فكن على علم من هذا ...
لان اهل الارض اهل التكليف ربما يستشعرون بمنة عملهم و انه السبب لدخولهم الجنة كما هو مشاهد لهم و مكتوب في كتاب ربهم حيث ان حقيقة الامر (و ما تشاؤون الا ان يشاء الله) و على هذا كان اهل الارض مخيّرين و قبل ذلك مسيرين لهذا الخيار بحيث لا يستشعر ذلك فهو شقيّ او سعيد مذ ان نفخ فيه الروح تفصيل ذلك يطول ...

اما اهل الجنة لا يستطعون عمل الذنوب بتاتا و هذا هو التيسير الظاهر و من تفطّن لهذا علم ان منة الخالق لاهل الارض كما هي لاهل الجنة و اهل النار ....

و في هذا المضمار يقول تعالى في سورة الانسان:
(انا خلقنا الانسان من نطفة امشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا) و الابتلاء هنا هو الخيار و هذا واضح ..
ثم وهبه نعمتا السمع و البصر لتقوم الحجة عليه و تتمّ عملية الابتلاء و تستكمل عملية الاختيار ...
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير