[اشكال في قول القائل: خدمة الرب]
ـ[السدوسي]ــــــــ[17 - 03 - 06, 09:27 م]ـ
الحمد لله وحده وبعد
فقد استشكل أحد الإخوة الفضلاء إيراد ابن القيم رحمه الله لفظ الخدمة من المخلوق للخالق وقد أشكل علي أيضا فبحثت المسألة فوجدت أنه أورد اللفظ في عدد من كتبه من ذلك:
بدائع الفوائد [جزء 3 - صفحة 710]
يقول رحمه الله: والمقصود قيام القلب بحقيقة الخدمة والجوارح تبع والطائفتان متقابلتان أعظم تقابل هؤلاء لا التفات لهم إلي عبودية جوارحهم ففسدت عبودية قلوبهم وأولئك لا التفات لهم إلى عبودية قلوبهم ففسدت عبودية جوارحهم والمؤمنون العارفون بالله وبأمره قاموا له بحقيقة العبودية ظاهرا وباطنا وقدموا قلوبهم في الخدمة وجعلوا الأعضاء تبعا لها فأقاموا الملك وجنوده في خدمة المعبود وهذا هو حقيقة العبودية.
والفوائد [جزء 1 - صفحة 70]
يقول: وجماع ذلك انه سبحانه يتعرف الي العبد بصفات آلهيته تارة وبصفات ربوبيته تارة فيوجب له شهود صفات الآلهية المحبة الخاصة والشوق الى لقائه والانس والفرح به والسرور بخدمته والمنافسة في قربه والتودد اليه بطاعته واللهج بذكره والفرار من الخلق اليه ويصير هو وحده همه دون ما سواه ويوجب له شهود صفات الربوبية التوكل عليه والافتقار اليه والاستعانة به والذل والخضوع والانكسار له وكمال ذلك أن يشهد ربوبيته فى الهيته والهيته في ربوبيته وحمده في ملكه وعزه في عفوه.
وفي [جزء 1 - صفحة 98]
اذ أحب الله عبدا اصطنعه لنفسه واجتباه لمحبته واستخلصه لعبادته فشغل همه به ولسانه بذكره وجوارحه بخدمته.
وفي مدارج السالكين [جزء 1 - صفحة 216]
يقول: ومن هذا ضحكه سبحانه من عبده حين يأتي من عبوديته بأعظم ما يحبه فيضحك سبحانه فرحا ورضا كما يضحك من عبده إذا ثار عن وطائه وفراشه ومضاجعة حبيبه إلى خدمته يتلو آياته ويتملقه
وفي هداية الحيارى [جزء 1 - صفحة 146]
ويقول يعني المسيح: ما جئت لأخدم انما جئت لأخدم.
وفي إغاثة اللهفان [جزء 1 - صفحة 72]
وقال يحيى بن معاذ: من سر بخدمة الله سرت الأشياء كلها بخدمته ومن قرت عينه بالله قرت عيون كل أحد بالنظر إليه.
وفي [جزء 2 - صفحة 152]
إن قام في خدمته في الصلاة فلسانه يناجيه وقلبه يناجي معشوقه ووجه بدنه إلى القبلة ووجه قلبه إلى المعشوق ينفر من خدمة ربه حتى كأنه واقف في الصلاة على الجمر من ثقلها عليه وتكلفه لفعلها فإذا جاءت خدمة المعشوق أقبل عليها بقلبه وبدنه فرحا بها ناصحا له فيها خفيفة على قلبه لا يستثقلها ولا يستطيلها ولا ريب أن هؤلاء من الذين اتخذوا من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله.
ووجدت الامام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله أورد هذا اللفظ في بعض مؤلفاته من ذلك
مجموع الفتاوى [جزء 28 - صفحة 48]
كتاب الشيخ الى والدته بقول فيه:
بسم الله الرحمن الرحيم
من أحمد بن تيمية الى الوالدة السعيدة أقر الله عينيها بنعمه وأسبغ عليها جزيل كرمه وجعلها من خيار امائه وخدمه
وفي درء التعارض [جزء 4 - صفحة 358]
وقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول - ويكتب بذلك إلى عماله -: (احفظوا عن المطيعين لله ما يقولون فإنه يتجلى لهم أمور صادقة) فكلما استعمل العبد عقله وعمل بعلمه وأخلص في عمله وصفا ضميره وجال بفهمه في بصيرة العقل وذكاء النفس وفطنة الروح وذهن القلب وقوى يقينه ونفى شكه وضبط حواسه بالآداب النبوية وقام على خواطره بالمراقبة وتحرى ترك الكذب في الأقوال والأفعال وصار الصدق وطنه وذهب عنه الرياء والعجب وأظهر الفقر والفاقه إلى معبوده وتبرأ من حوله وقوته ولزم الخدمة وقام بحرمة الأدب وحفط الحدود والاتباع وهرب من الابتداع زيد في معرفته وقويت بصيرته وكوشف بما غاب عن الأعيان وصار من أهل الزيادة بحقيقة مادة الشكر الموجبة للمزيد.
وفي الجواب الصحيح [جزء 3 - صفحة 413]
ثم شهادة لوقا أن الله أرسل له ملكا من السماء ليقويه قال وإذا شهد الإنجيل باتفاق الأنبياء والرسل بأن الله يوصي ملائكته بالمسيح فيحفظونه علم أن الملائكة تطيع للمسيح بالأمر وهو والملائكة في خدمة رب العالمين
ووجدت الامام ابن جرير سبقهم ففي تفسيره [جزء 3 - صفحة 236] يقول:
¥