ونسئل الله ان يعين جميع الشباب عليه في هذا الوقت ... وان يزوجنا صالحات يعننا علي غض البصر ...
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[21 - 03 - 06, 12:15 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله العزيز الجبار، الرحيم الغفار، مقلب القلوب والأبصار، مقدر الأمور كما يشاء ويختار، مكوِّر الليل على النهار، خلق الشمس والقمر بحسبان ومقدار، وجعلها مواقيت في هذه الدار، حكمةٌ بالغة من عليم ذي اقتدار، أحمده وأشكره وفضله على من شكره مدرارا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له مقدِّرُ الأقدار، شهادةً تبوأ قائلها دار القرار، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله البدر جبينه إذا سُرَّ استنار، واليمُّ يمينه إذا سُئِلَ أعطى عطاء من لا يخشى الإقتار، الحنفية دينه الدين القيم المختار، رفع الله ببعثته عن أمته الأغلال والآصار، وكشف بدعوته أذى البصائر وقذى الأبصار، وفرَّق بشرعته بين المتقين والفجار، حتى امتاز أهل اليمين عن أهل اليسار، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه الأخيار، أما بعد:
* أهمية موضوع جارحة البصر:
تأتي أهميته من نواحٍ عدة بعضها خاص بهذه الجارحة، وبعضها عام للجوارح كلها، وألخص أهميتها فيما يلي:
1 - كثرة ورود هذه الجارحة وما يتعلق بها في القرآن الكريم، والسنة النبوية، وكلام السلف.
2 _ اهتمام العلماء بهذه الجارحة، وذكرهم لها في مواضع من كتبهم، منها:
ا – كتب العقيدة، فقد تكلمت عنها في مواضع منها: إثبات أن الله بصير، ورؤية المؤمنين له سبحانه …
.ب – كتب الفقه، تكلمت عن هذه الجارحة في كثير من أبوابها وفصولها، بل قد لا يكاد كتاب أو باب إلا وفيه ذكر لها، منها: في الطهارة، والصلاة، والصيام، والأضحية، والحج، والنكاح، والجنايات …
ج – وتكلم عنها النحاة، وأهل الطب … الخ.
3 – اهتمام الشعراء وأهل الغزل بهذه الجارحة، مما يدل على أهميتها عندهم.
4 – أن من أعظم نعيم أهل الجنة رؤيتهم لله - سبحانه -، وفي الجانب الآخر التنكيل بالكفار وحجبهم عنه – تعالى -.
5 – إكرام الله لهذه العين الصغيرة، ففيها نصف الدية على تفصيل في كتب الفقه.
6 – أنها العلامة الظاهرة والبارزة التي يعرف بها الدجال ..
فائدة في معنى جارحة: قال في لسان العرب (2/ 233) .. وجوارح الإنسان: أعضاؤه وعوامل جسده كيديه ورجليه، واحدتها جارحة، لأنهن يَجْرَحْنَ الخير والشر أي يكسبنه …
ومقصدي من هذا الموضوع ليس جمع كل ما قيل وما كتب عن هذه الجارحة، لأن الأمر سيطول، وإنما سيكون حديثي حول: غض البصر، وما يتعلق بذلك من أحكام ومسائل.
* مقدمة عن أهمية موضوع غض البصر:
اعلم أن إطلاق البصر سببٌ لأعظم الفتن، فكم فسد بسبب النظر من عابد، وكم انتكس بسببه من شاب وفتاة كانا طائعين، وكم وقع بسببه أُناسٌ في الزنا والفاحشة، والعياذ بالله.
فالعين مرآة القلب، فإذا غض العبد بصره غض القلب شهوته وإرادته، وإذا أطلق العبد بصره أطلق القلب شهوته وإرادته، ونُقِشَ فيه صور تلك المبصرات، فيشغله ذلك عن الفِكْرِ فيما ينفعه في الدار الآخرة، قال ابن القيم (…والنظر أصل عامة الحوادث التي تصيب الإنسان، فإن النظرة تُوَلِّدُ خطرة، ثم تولد الخطرة فكرة،ثم تولد الفكرة شهوة، ثم تولد الشهوة إرادة، ثم تقوى فتصير عزيمة جازمةً، فيقع الفعل، ولا بُدَّ، ما لم يمنع منه مانع.
وفي هذا قيل: الصبر على غض البصر أيسر من الصبر على ألمِ ما بعده .. ).
وقد حذَّر – صلى الله عليه وسلم – من هذه الفتنة فقال: " ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء " وقال – صلى الله عليه وسلم – " .. فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء "
وقد خاف من هذه الفتنة السلف – رحمهم الله – فرويت أخبارٌ عنهم هي أشبه بالخيال في وقتنا الحاضر، فمنها:
1 – كان الربيع بن خيثم – رحمه الله – يغض بصره، فمر به نسوة، فأطرق – أي أمال رأسه نحو صدره – حتى ظن النسوة أنه أعمى، فتعوذن بالله من العمى!!
2 – وخرج حسان بن أبي سنانٍ يوم عيد، فلما عاد قالت له امرأته: كم من امرأة حسناء قد رأيت؟ فقال: والله ما نظرت إلا في إبهامي منذ خرجت من عندك إلى أن رجعت إليك.
¥