ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[21 - 03 - 06, 12:26 ص]ـ
سابعاً: الآثار المترتبة على إطلاق البصر:
1 – عدم تحقيق مرتبة الإحسان، لأن من أطلق بصره فهو ضعيف المراقبة لله، والإحسان هو: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
2 – مرض القلب، فإنه ما أطلق بصره وتجرأ على مخالفة أمر الله، إلا لضعفِ حبه وتعظيمه لله، وقد يجرُّ إطلاق بصره إلى التعلق بغير الله.
3 – تشتت الفكر، بحيث يكثر من التفكير فيمن تعلق قلبه به، وكيف الوصول إليه؟ واللقاء به؟ حتى ربما انشغل بالتفكير في محبوبه في الصلاة ويترك التفكير فيما ينفعه، وقد قال – صلى الله عليه وسلم -: " من كانت الآخرة همَّه جعل الله غناه في قلبه، وجمع له شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه، وفرَّق عليه شمله، ولم يأته من الدنيا إلا ما كُتِبَ له ".
4 – أنه سببٌ للزنا أو مقدماته، فإن النظر سهمٌ مسمومٌ، وكما قيل: نظرةٌ فابتسامةٌ فكلامٌ فموعدٌ فلقاءٌ.
5 – أن عينه هذه التي يمتعها بالنظر، ستشهد عليه يوم القيامة بجميع ما نظرت إليه، كما قال تعالى: " حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون * وقالوا لجلودهم لمَ شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون ". [فصلت 20 – 21].
6 – أن من أطلق بصره ارتكب نوعاً من أنواع الزنا، قال - صلى الله عليه وسلم -: " .. العينان زناهما النظر … ".
7 – أنه سبب من أسباب خراب البيوت، فيرى الرجل من يفوق زوجته في الجمال، فيزهد فيها – هذا في المتزوج -، أما غير المتزوج فيتأخر في البحث عن زوجة تفوق ما يراه من صور النساء، أو ربما قاده ذلك إلى المعاكسات أو اللجوء إلى تفريغ شهوته في طرق محرمة.
8 – أنه يجر إلى سيئات كثيرة، فالسيئةُ تقول: أختي، أختي، كما أن الحسنةَ تقول: أختي، أختي. (راجع النقاط الماضية، رقم: 3 – 4 – 7).
9 – نسيان العلم، فقد نسي أحد العباد القرآن بسبب نظرة إلى غلامٍ نصراني.
10 – نزول البلاء، قال عمرو بن مرة: نظرت إلى امرأةٍ فأعجبتني فكفَّ بصري، فأرجو أن يكون ذلك جزائي.
11 – الغفلة عن الله والدار الآخرة، فإن القلب إذا شُغِلَ بالمحرمات أورثه الله ذلك كسلاً عن ذكر الله وملازمة الطاعات.
12 – إهدار الشارع عين من تعمد النظر في البيوت، فعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: " لو أن امرأ اطلع عليك بغير إذن، فخذفته بحصاة، ففقأت عينه، لم يكن عليك جناح ".
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[21 - 03 - 06, 12:30 ص]ـ
ثامناً: فوائد غض البصر:
1 – أنه امتثال لأمر الله، وما سعد إنسان في الدنيا ولا في الآخرة إلا بامتثال أوامر الله.
2– تخليص القلب من ألم الحسرة، فإن من أطلق نظره دامت حسرته، فأضر شيٍء على القلب إرسال البصر، فإنه يريه ما يشتد طلبه، ولا صبر له عنه، ولا وصول له إليه، وذلك غاية ألمه وعذابه؛ والنظرة تفعل في القلب ما يفعل السهم في الرمية، فإن لم تقتله جرحته، وهي بمنزلة الشرارة من النار تُرمى في الحشيش اليابس، فإن لم تُحرقه كلّه أحرقت بعضه كما قيل:
كل الحوادث مبداها من النظر *ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرةٍ فتكت في قلب صاحبها*فتك السهام بلا قوسٍ ولا وتر
والمرء ما دام ذا عين يقلبها* في أعين الغيد موقوفٌ على الخطر
يسر مقلته ما ضر مهجته* لا مرحباً بسرورٍ عادَ بالضرر
3 - أنه يورث القلب نوراً و إشراقاً يظهر في العين والوجه والجوارح، كما أن إطلاق البصر يورثه ظلمةً تظهر في وجهه وجوارحه، ولهذا - والله أعلم -ذكر الله سبحانه آية النور في قوله تعالى [الله نور السماوات والأرض] عقيب قوله: [قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم].
4 - أنه يورث صحة الفراسة، فإنها من النور وثمراته، قال شجاع الكرماني:من عمّر ظاهره باتباع السنة، وباطنه بدوام المراقبة وغض بصره عن المحارم، وكف نفسه عن الشهوات، وأكل من الحلال لم تخطئ له فراسة، وكان شجاع لا تخطئ له فراسة، وهو أيضاً من باب الجزاء من جنس العمل، فعندما غض بصره عن المحارم عوَّضه الله سبحانه بإطلاق نور بصيرته.
¥