5 – أنه يورث قوة القلب وثباته وشجاعته، وفي الأثر: إن الذي يخالف هواه يَفْرَق الشيطان من ظلّه، ولهذا يوجد في المتبع لهواه من ذل القلب وضعفه ومهانة النفس وحقارتها ما جعله الله لمن آثر هواه على رضاه. قال الحسن: إنهم وإن هملجت بهم البغال وطقطقت بهم البراذين إن ذل المعصية لفي قلوبهم، أبى الله إلا أن يذل من عصاه!! وقال بعضهم: الناس يطلبون العز بأبواب الملوك، ولا يجدونه إلا في طاعة الله.
6 – أنه يورث القلب سروراً وفرحةً وانشراحاً أعظم من اللذّة والسرور الحاصل بالنظر، وذلك لقهره عدوه ومخالفته لهواه، كما قال بعضهم: والله للذة العفة أعظم من لذة الذنب!!.
7 – أنه يخلص القلب من أسر الشهوة، ومتى أسرت الشهوة والهوى القلب تمكَّن منه عدوه وسامه سوء العذاب.
8 – أنه يخلص القلب من سُكر الشهوة ورقْدة الغفلة، كما قال تعالى عن عشاق الصور: [لعمرك إنهم لفي سكر تهم يعمهون] فالنظرة كأسٌ من خمر، والعشق هو سُكر ذلك الشراب، وسُكر العشق أعظم من سُكر الخمر، فإن سَكران الخمر يفيق، وسكران العشق قلَّما يفيق إلا وهو في عسكر الأموات.
9 – أنه يفتح طرق العلم وأبوابه، ويسهّل عليه أسبابه، وذلك بسبب نور القلب، فإنه إذا استنار ظهرت فيه حقائق المعلومات.
10 - أن إطلاق النظر إجهاد للجسم والعينين. وأنقل هنا خلاصة كلام مؤتمر الإعجاز الطبي في القرآن، قدمه الدكتور صادق محمد: [ولقد ثبت بالدراسة والبحث أن تكرار النظر بشرهٍ إلى الجنس الآخر يصل بالشخص إلى إصابة جهازه التناسلي بأمراض احتقان غدة البروستاتا، والضعف الجنسي، وبالتحليل النفسي لهذا الإنسان وجد أنه يتعرض لأزمات نفسية واكتئاب وتغير في سلوكه وشخصيته، ويشير الباحث إلى أن حاسة النظر تعتبر أقوى وأخطر الحواس من حيث الإثارة الجنسية، ولقد حذرنا الإسلام ونهانا عن إطلاق البصر، والذي ثبت في عصر العلم الحديث بالبحث والدراسة ضرر مخالفته] ا هـ.
فهل نحن تائبون إلى الله؟؟!
أيها الحبيب …مَتّع نَظَرَك بقراءة القرآن وأطلق بصرك لِيرى عظمة الخالق جلَّ وعلا .. ليكون ذلك في ميزان حسناتك .. واغضض بصرك عمَّا حرم الله تهنأ نفسك وتؤجر على فعلك وتجد حلاوة ذلك في قلبك.
جعلني الله وإياك ممن إذا زل تاب وأناب، وإذا أخطأ استغفر وعاد … آمين.
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[21 - 03 - 06, 12:33 ص]ـ
تاسعاً: وسائل معينة على غض البصر:
1 - استحضار اطلاع الله عليك، ومراقبة الله لك، فإنه يراك وهو محيط بك، فقد تكون نظرة خائنةً، جارك لا يعلمها؛ لكنَّ الله يعلمها. قال تعالى " يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور " [غافر الآية 19].
2 – الاستعانة بالله والانطراح بين يديه ودعائه، قال تعالى " ادعوني أستجب لكم " [غافر الآية 60].
3 – أن تعلم أن كل نعمة عندك هي من الله تعالى، وهي تحتاج منك إلى شكر، فنعمة البصر شكرها، حفظها عما حرم الله، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟ قال تعالى " وما بكم من نعمة فمن الله " [النحل الآية 53].
4 – مجاهدة النفس وتعويدها على غض البصر والصبر على ذلك، والبعد عن اليأس، قال تعالى " والذين جهدوا فينا لنهدينهم سبلنا " [العنكبوت الآية 69] وقال صلى الله عليه وسلم " … ومن يستعفف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله ومن يتصبر يصبره الله … " رواه البخاري (1469).
5 – اجتناب الأماكن التي يخشى الإنسان فيها من فتنة النظر إذا كان له عنها مندوحة، ومن ذلك الذهاب إلى الأسواق والجلوس في الطرقات…قال – صلى الله عليه وسلم – " إياكم والجلوس في الطرقات، قالوا: مالنا بدٌّ، إنما هي مجالسنا نتحدث فيها، قال: فإذا أبيتم إلا المجالس، فأعطوا الطريق حقها، قالوا: وما حق الطريق، قال: غض البصر، وكف الأذى … "رواه البخاري ومسلم، واللفظ للبخاري (2465).
¥