[حكم الدردشه والمنتديات]
ـ[أبو معاذ الفاتح]ــــــــ[22 - 03 - 06, 06:59 م]ـ
سؤال: أنا مثلا لي موقع على الإنترنت وفيه دردشه كتابيه ومنتديات ويتم فيها التعارف بين الجنسين وتبادل الأغاني والشعر الغزلي وخلافه , فما حكم ذلك.
الجواب
نسأل الله أن يرفع عن أمة الإسلام كل سوء ومكروه وأن يهدي شبابنا إلى ما يحبه ويرضاه، فما أسهل أبواب الشر وما أخطرها وخصوصاً أن الشيطان أقسم بالأيمان المغلظة أن تكون دعوته ومنهجه إضلال الأمة وإغوائها كما قال تعالى: ((وَقَالَ لأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيباً مَفْرُوضاً * وَلأضِلَّنَّهُمْ وَلأمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذْ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُبِيناً * يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمْ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً * أُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصاً)).
فيا سبحان الله كيف أغواهم مدعياً أنه المرشد المشفق المحب الذي يرجو لهم الحياة السعيدة حتى أوردهم النار وحينها لا ينفع الندم ولا الحسرة ولا التمني وفوق ذلك كله يتبرأ الشيطان من أتباعه وحزبه يوم القيامة كما قال جل وعلا: ((وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلاَّ أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِي مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)).
فعلى السائل أن يحمد الله ويشكره أن وجد من يذكره بالله وينصحه ويبين له خطر ما هو عليه، فإن هذه الأعمال المذكورة آنفاً من منتديات للأغاني والشعر الغزلي والتعارف بين الجنسين أمور محرمة وخطيرة والدال عليها آثم وأثمه عظيم وجرمه كبير وعاقبته لا تحمد إلا أن يتوب ويستغفر وينكر كل ما حصل منه فما بالك وأنت الذي تعملها وتؤسسها وتدعو إلى ترويجها لا شك أن هذا أعظم.
وقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا)).
فهذه أعمال منكرة فكل شخص يزاولها كان لصانعها من ذلك إثم كبير فما بالك لو زاولها في اليوم خمسون شخصاً يهرجون في الحب والغرام وتضليل الأمة فكم وكم يلحق من الإثم على من أرشدهم وهيئ لهم السبل الموصلة إلى هذه المنكرات العظيمة نسأل الله العافية والسلامة.
فننصح السائل بالتوبة إلى الله وإغلاق مثل هذه المنتديات وعدم عملها إلا أن تكون إسلامية تخدم الإسلام والمسلمين فإنه لا يدري كم يعيش ومتى أجله فموتة على طاعة الله خير من موتة على معصيته.
ولا تكون التوبة صادقة حتى تستوفي شروطها:
وأولها: الندم لقول النبي عليه الصلاة والسلام: ((الندم توبة)) ـ والحديث حسن أخرجه أحمد وابن ماجه وغيرهما.
ثانيها: الإقلاع عن المعاصي وإنكارها.
أما وجوب ترك المعاصي والإقلاع عنها فعملا بوصية الله جلا وعلا حيث قال: ((قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)).
ولا شك أن منتديات كهذه تدعو إلى الفواحش وأعمال الفسق والمجون فلا توبة لصانعها وداعيها إلا بالإقلاع عنها وتركها أو إبدالها بما هو خير له ولأمته.
¥