تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهذا من أشنع المزالق و أخطرها، وذلك انه لايصح المناظرة في الحق قبل أن يعرفه بأصوله التى بني عليها، ويفهم هذه الأصول و يتشربها في نفسه، لان الشبهات له وقع في القلب وان أظهر خلافه حال المناظرة ولست هنا أعيبها على وجه المباحثة بين الأقران فهذا ليس موضع الحديث ولا مقصد الكلم، فالمناظرة بين الطلاب من أنفع أبواب العلم قال عمر بن عبدالعزيز: (رأيت ملاحاة الرجال تلقيحا لألبابهم) والمراد بالملاحاة هنا الخوض في العلم كما نقله ابن عبدالبر في جامع بيان العلم وفضله.

إنما المقصود بالخطر والتحذير، هو المناظرة في أصول الدين و عقائد المسلمين فهذا هو منزع الخطر ومكمن النظر؛ و سبب انتشاره في هذا الزمان أمور منها: تيسر أبواب المناظرة و أنتشارها بإختلاط الناس و ظهور المذاهب الهدامة بوسائل الأعلام المختلفة، و ظهور الشبكة العنكبوتية (الأنترنت) التى سهلت قيام مجالس المناظرة مع أختلاف الأوقات و خفاء الذوات فسهل الأمر وسار أيسر من شربة ماء وفيه السم الزعاف.

وسبب الخطر في التصدي للمناظرة قبل التأهل وفهم أصول السنة، أن ورود الشبه على القلب ليس كخروجها منه، ولذا فقد يزين الشيطان الأمر في نفس الطالب و يهونه تارة بدعوى التصدي للباطل ودحره وتارة بدعوى التريض على المناظرة وفهمها وتارة رغبة في نشر الحق.

قال ابو نصر السجزي في رسالته إلى أهل زبيد: (وكان ابن طاووس يسد أذنه إذا سمع مبتدعا يتكلم ويقول: القلب ضعيف.

وقال الهيثم قلت لمالك: يا ابا عبدالله الرجل يكون عالما بالسنة يجادل عليها؟ قال لا: يخبر بالسنة قإن قبلت منه والا أمسك.

وسئل الأمام أحمد فقيل يا أبا عبدالله أكون في المجلس ليس فيه من يعرف السنة غيري فيتكلم مبتدع فيه أرد عليه؟ فقال: لاتنصب نفسم لهذا، أخبر بالسنة ولاتخاصم).

وقد رأيت كثيرا من المناظرين لايعرف أصول المناظرة وآدابها، بله ما يناظر لأجله! بل ان بعضهم قد يضعف راية السنة أو الدين ويشوهها بما يخوض فيه فتجده في واد ومحاوره في واد، وتجد أهل الضلالة يصلونه من حامي الباطل وهو قد حار في أمره و مورده قريب و براهين الحق بازغة لكنها غابت عنه لقلة علمه.

ورأيت من أخواننا من فتن بسبب ولوغه في هذه المناظرات حتى حاد عن الدرب وصار بين هؤلاء وهؤلاء.

ومن عجيب الأمر ان بعض مواقع أهل الضلال والزيغ يتعمد فتح الباب على بعض أهل السنة ممن يرون فيه بعضا ما سلف من الصفات، ليظهرون العجز و يظفرون بالنصر - زعموا - وإذا تصدى لهم أهل الصناعة وأرباب العلم بادروا بالأقصاء بكل طريقة.

شاهد الحديث الحذر من التصدى للمناظرة قبل التأهل، وأهم من هذا أن تعلم أن علمك بالحق لايعنى قدرتك على تقريره وهذا أمر عزيز فهمه فتقرير الحق مع المناظر قدر زائد على معرفته.

فافهم هذا فإنه عزيز.

ـ[أم حنان]ــــــــ[25 - 03 - 06, 08:27 م]ـ

جزاكم الله خيرا.

ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[11 - 02 - 08, 04:31 ص]ـ

للفائدة ...

لعلَّ الحبيبَ زياداً ينشطُ للإتمام ..

ـ[طالب العلم عبدالله]ــــــــ[14 - 02 - 08, 06:10 ص]ـ

أخي الفاضل خليل الفائدة جزاك الله كل خير وأبعد عنك كل شر. لقد ذكرتنا بموضوع مهم جدا، أسأل الله تعالى أن يعين الشيخ الفاضل على إتمامه على الوجه الذي يرضيه سبحانه وتعالى.

ــــــــــــــــــــــ

وعندي إضافة:

باب ٌ: في سبيل الوقاية من طرق الغواية - أو حفظ العقل وصيانة الفكر من الانحراف والميل:

صدقا صدقا أقولها: حسن الظن بالمسلمين هو من سبل الوقاية من الغواية، وهو فعلا يحفظ العقل ويصون الفكر من الانحراف والجنون في بعض الأحيان.

فقد قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} (النور:19).

ـ[أحمد بن موسى]ــــــــ[28 - 07 - 08, 01:56 م]ـ

للفائدة

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير