(لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ * وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالْأِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (الحشر8ـ9).
وقال تعالى:
(لقدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً) (الفتح:18).
فالسابقون الأولون من المها جرين والأنصاررضوان الله عليهم أفضل الأمة بعد نبيها - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -،
وأفضلهم العشرة، وأهل بدر، وبيعة العقبة، ومن بايع تحت الشجرة.
وأفضل هؤلاء الخلفاء الراشدون الأربعة رضي الله عنهم، لأنهم جمعوا كل الخصال من السبق للإسلام والهجرة والبيعة والنصرة وغيرذلك من الفضائل.
وهولاء لايكون أفضل منهم ممن يأتي بعدهم.
أما مَنْ تأخر إسلامهم، وصحبوا النبي صلى الله عليه وسلم، ولو يسيرا فلهم شرف الصحبة والرؤية، وهذه منزلة وشرف يُغبطون عليه.
وقال بعض أهل العلم ـ كما ذُكر في السؤال ـ أنه قد يأتي ممن بعدهم من يفوقهم في الخيرية ـ في الآحاد وليس في المجموع.
قلت (صلاح الدين):
ويبدو لي أن هذا هوالرأي الصواب، وذلك لقول الله تعالى في سورة الواقعة:
(وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُون * أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ *ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ * وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ)
والثُلَّة: الجماعة من الناس.
فقوله تعالى: (وقليل من الآخرين) دل على أن بعضاً من المتأخرين الذين لم يصحبوا النبي صلى الله عليه وسلم، يلحقوا بالسابقين.
وقال الفراء: نزل في أول السورة: (ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ * وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ) فشَقَّ عليهم ذلك فأنزل الله تعالى في أصحاب اليمين أنهم ثُلَّتان، ثلَّة من هؤلاء، وثلة من هؤلاء. اهـ
والله تعالى أعلم.
ـ[ابن عمر عقيل]ــــــــ[28 - 03 - 06, 02:41 ص]ـ
وقال أبا عبد الله احمد ابن حنبل رحمه الله:
[فأدناهم صحبة هو أفضل من القرن الذين لم يروه، ولو لقوا الله بجميع الأعمال، ومن رآه بعينه وآمن به ولو ساعة، أفضل لصحبتهم من التابعين، ولو عملوا كل أعمال الخير]. أهـ
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى:
[فكل من كان إلى الأنبياء أقرب مع كمال فطرته, كان تلقيه عنهم أعظم، وما يُحسن فيه هو من الفضائل الدينية، المأخوذة عن الأنبياء؛ ولهذا كان من يخالف ذلك هو من المبتدعة.] أهـ
ويقول ابن القيم رحمه الله:
[فإنهم إنما استحقوا منصب الإمامة والاقتداء بهم بكونهم هم السابقين، وهذه صفة موجودة في كل واحد منهم، فوجب أن يكون كل منهم إماماً للمتقين كما استوجب الرضوان والجنة, فمستندهم في معرفة مُرَاد الرب تعالى من كلامه ما يشاهدونه من فعل رسوله وهديه الذي هو يفصل القرآن ويُفَسره، فكيف يكون أحد من الأمة بعدهم أوْلى بالصواب منهم في شيء من الأشياء؟ هذا عين المحال, فكيف نكون نحن أو شيوخنا أو شيوخهم أو مَنْ قلدناه أسْعَدَ بالصواب منهم في مسألة من المسائل؟ ومَنْ حَدَّث نفسه بهذا فليعزلها من الدين والعمل، والله المستعان]. أهـ
يقول ابن كثير رحمه الله في تفسير قوله تعالى {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ}:
فكل من اقتفى أثر الصحابة رضي الله عنهم فهو في حكمهم, ولهم الفضل والسبق والكمال الذي لا يلحقهم فيه أحد من هذه الأمة, رضي الله عنهم وأرضاهم وجعل جنات الفردوس مأواهم, وقد فعل. أهـ
ـ[محمد أحمد جلمد]ــــــــ[28 - 03 - 06, 03:37 ص]ـ
السلام عليكم
أخي الكريم
من غير أن أطيل عليك
لو أنفق أحد التابعين أو قل: أفضلهم، مثل أحد ذهباً ما بلغ مد صحب النبي صلي الله عليه وسلم ولا نصيفه
والسلام
ـ[طالب العلم عبدالله]ــــــــ[29 - 03 - 06, 10:56 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
¥