أحاديث فضل الحناء لا يثبت منها شيء كما أشار إلى ذلك غير واحد.
قال الموصلي في " المغني ":
باب فضائل الحناء وأنه ورد أنه من الجنة، وأنه يجعل في الأكفان، وغير ذلك، وأنه يجوز للرجال.
" لا يصح في هذا الباب شيء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ".ا. هـ.
ورد الشيخ أبو إسحاق على الموصلي في " جنة المرتاب بنقد المغني عن الحفظ والكتاب " (ص 465 - 467) فقال:
" وفيه نظر ... "
وأورد حديث: " سيد ريحان أهل الجنة الحناء ". وأثبت صحة الحديث مرفوعا وموقوفا على عبد الله بن عمرو، وأورد له شاهدامن حديث ابن عباس رضي الله عنهما.
وصححه العلامة الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة (1420).
وقال الإمام ابن القيم في " المنار المنيف " (ص 131 - 132):
" ومن ذلك أحاديث الحناء وفضله، والثناء عليه، وفيه جزء لا يصح منه.
وأجود ما فيه حديث الترمذي: " أَرْبَعٌ مِنْ سُنَنِ الْمُرْسَلِينَ: السِّوَاكُ، وَالطِّيبُ، الْحِنَّاءُ، وَالنِّكَاحُ.
وسمعت شيخنا أبا الحجاج المزي يقول: " هذا غلط من بعض الرواة، وإنما هو (الختان) بالنون، كذلك رواه المحاملي عن شيخه الترمذي ".
قال: " والظاهر أن اللفظة وقعت في آخر السطر، فسقطت منها النون، فرواها بعضهم " الحناء "، وبعضهم " الحياء "، وإنما هو " الختان ". وصح حديث الخضاي بالحناء والكتم.ا. هـ.
وذهب الشيخ بكر أبو زيد في " التحديث بما قيل: لا يصح فيه حديث " (ص 176) ما صححه أبو إسحاق الحويني.
وينبغي أن يفرق في هذا المقام بين ما ورد في فضل الحناء والخضاب بالحناء لكي لا يحصل لبسٌ؛ فالخضاب جاءت النصوص الصحيحة باستحبابه.
عن أَنَس قَالَ " اِخْتَضَبَ أَبُو بَكْر بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَم , وَاخْتَضَبَ عُمَر بِالْحِنَّاءِ بَحْتًا "
رواه مسلم.
ومعنى بَحْتًا أَيْ صِرْفًا.
والحقيقة أن الأحاديث الواردة في فضل الحناء تحتاج إلى تخريج، فلماذا لا يكون هناك عمل في جمع الأحاديث ثم توزيعها على الشباب هنا، كل واحد يأخذ حديثا ويخرجه تخريجا تاما، مع بيان علته؟؟؟!!!
والذي تطمئن إليه نفسي أنه لا يثبت حديث في فضل الحناء. والله أعلم.
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[19 - 11 - 02, 07:05 م]ـ
سألت شيخنا عبدالعزيز بن باز ـ رحمه الله تعالى ـ عن الحناء، هل هو سنة للمرأة، فقال: سنة إذا احتاجت إليه.
والله أعلم.