[قال مالك: الاجتماع لقراءة القرآن بدعة]
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[17 - 11 - 02, 08:01 م]ـ
قال زيد بن عبيد الدمشقي: قال لي مالك بن أنس: بلغني أنكم تجلسون حلقاً تقرءون، فأخبرته بما كان يفعل أصحابنا، فقال مالك: عندنا كان المهاجرون والأنصار، ما نعرف هذا، قال: فقلت هذا طريف؟ قال: وطريف رجل يقرأ ويجتمع الناس حوله، فقال: هذا عن غير رأينا.
وقال أبو مصعب وإسحاق بن محمد الفروي: سمعنا مالك بن أنس يقول: الاجتماع بكرة بعد صلاة الفجر لقراءة القرآن بدعة، ما كان أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولا العلماء بعدهم على هذا، كانوا إذا صلوا يخلو كل بنفسه ويقرأ ويذكر الله عزوجل، ثم ينصرفون من غير أن يكلم بعضهم بعضاً اشتغالاً بذكر الله، فهذه كلّها محدثة.
وقال ابن وهب: سمعت مالكاً يقول: لم تكن القراءة في المسجد من أمر الناس القديم، وأوّل من أحدث ذلك في المسجد الحجاج بن يوسف، قال مالك: وأنا أكره ذلك الذي يقرأ في المسجد في المصحف، وقد روى هذا كله أبو بكر النيسابوري في كتاب"مناقب مالك رحمه الله".
(جامع العلوم والحكم 648).
ـ[البدر المنير]ــــــــ[17 - 11 - 02, 10:26 م]ـ
وما رأيك أخي هيثم بالشباب الذين يجتمعون في حلقات بالليل مثلا في المنازل أو في إستراحة، ويتلون القرآن وبعده شي من التفسير أو الفقه أو الحديث؟
هل يدخلون ضمن رأي مالك؟
ـ[الورّاق]ــــــــ[17 - 11 - 02, 11:03 م]ـ
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((احشدوا، فإني سأقرأ عليكم ثلث القرآن فحشد من حشد، ثم خرج نبي الله صلى الله عليه وسلم فقرأ: (قل هو الله أحد) ثم دخل، فقال بعضنا لبعض: إني أرى هذا خبر جاءه من السماء فذاك الذي أدخله، ثم خرج نبي الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إني قلت لكم سأقرأ عليكم ثلث القرآن، ألا إنها تعدل ثلث القرآن)).
رواه مسلم في صحيحه (1/ 557ح812).
ـ[الطارق بخير]ــــــــ[18 - 11 - 02, 12:21 ص]ـ
الذي أعرفه من كلام العلماء أن قراءة التدوير هي المبتدعة،
أما أن يقرأ أحدهم القرآن والباقي يسمعون، أو يكون اجتماع للتعليم فهذا داخل تحت قول النبي - صلى الله عليه وسلم -:
" ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم .... " الحديث.
والله أعلم.
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[18 - 11 - 02, 12:25 ص]ـ
لقد نقلتُ كلام الإمام مالك من أجل تفاعل الإخوة.
ما ذكره الأخ الورّاق ليس هو موضع النزاع. لأنّ فيه مشروعيّة الاجتماع لسماع تلاوة قاريء واحد.
أمّا الاجتماع في حلقة كلٌّ يقرأ عشر آيات، فهو موضع النزاع.
والله أعلم.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[18 - 11 - 02, 02:14 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
نعم أخي الطارق بخير.أصبت
المحدث هو الإجتماع لسرد القراءة فقط
أما الإجتماع لتدارس القرآن فسنة مستحبة بالنص.
سواء كان الدرس تفسيرا أو غيره
ومنه تدارس أحكام التلاوة فإنها داخلة في عموم التدارس.
أعني أنهم إن اجتمعوا ليقرأ كل واحد عشر آيات ويصحح لهم أحدهم التلاوة فهذا تدارس للقر آن
بخلاف ما إذا اجتمعوا لمجرد سرد التلاوة.
وأذكر أن للشيخ بكر كلام حول بدعية ذلك لكن لا أذكر أين قرأته
ولعله في بدع القراء.
ـ[عبد اللطيف]ــــــــ[18 - 11 - 02, 12:21 م]ـ
الحديث: ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم ..
فلو اقتصر على التلاوة فلا بأس ..
ولو كانت تلاوة ومدارسة فأحسن ..
ويراعى في ذلك الوقت المناسب، فلا ينبغي أن يعقد هذا المجلس في وقت مخصص لسنّة أخرى مثل الذكر بعد صلاة الفجر، التي قال فيها الإمام مالك: كانوا إذا صلوا يخلو كل بنفسه ويقرأ ويذكر الله عزوجل، ثم ينصرفون من غير أن يكلم بعضهم بعضاً اشتغالاً بذكر الله،
فمن يفعلها اليوم .. ؟؟؟
ـ[حارث همام]ــــــــ[19 - 11 - 02, 12:02 ص]ـ
تكررت المشاركة فحذفت واحدة!
ـ[حارث همام]ــــــــ[19 - 11 - 02, 12:03 ص]ـ
لا أدري ما وجه الابتداع في هذا الفعل؟
جبت بعض بلاد الله، وما رأيته من الناس هو اجتماعهم بعد صلاة الفجر ليتلوا كتاب الله ويتدارسوه فيما بينهم فيصحح العالم للجاهل.
فإن قيل الإشكال في تخصيص ذلك الوقت، قلت لهذا التخصيص مقتض وهو أن أغلب الناس في غير هذا الوقت لهم أشغال وارتباطات قد تعذر اجتماعهم، كما أنه وقت صفاء الذهن والقدرة على التلقي. وأيضاً لا يسلم بأن التزامه تخصيص فعند كثير منهم حلقات للتلاوة والتدارس في أوقات أخرى.
ثم ما نقل عن الإمام مالك يشمل ما درجنا عليه في بعض الحلق هنا -أعني في أرض الجزيرة- في أوقات الإجزات، فعنده أن الأصل الانصراف بعد الذكر بعد الفجر، أما الاجتماع والقراءة أو التحادث فلا.
ـ[حارث همام]ــــــــ[19 - 11 - 02, 12:18 ص]ـ
ولعل كلام مالك على ما شاع من بعض الصور فهو عام أراد به خاص، وهو ما كان عند أهل الشام (دمشق) يجتمعون فيقرأون بصوت واحد، يدل عليه قول ابن رجب:
"وذكر حرب أنه رأي أهل دمشق وأهل حمص وأهل مكة وأهل البصرة يجتمعون على القرآن بعد صلاة الصبح ولكن أهل الشام يقرءون القرآن كلهم جملة من سورة واحدة بأصوات عالية وأهل البصرة وأهل مكة يجتمعون فيقرأ أحدهم عشر آيات والناس ينصتون ثم يقرأ آخر عشر آيات حتى يفرغوا قال حرب وكل ذلك حسن جميل وقد أنكر مالك على أهل الشام وقال زيد بن عبيد الدمشقي قال لي مالك بن أنس بلغني أنكم تجلسون حلقا تقرءون فأخبرته بما كان يفعل أصحابنا فقال مالك عندنا كان المهاجرون والأنصار ما نعرف هذا قال فقلت هذا طريف قال وطريف رجل يقرأ ويجتمع الناس حوله فقال هذا ... "
ثم ذكر أن الأكثين من أهل العلم جوزوا ذلك وساق أدلتهم أو بعضها.